الرياض:الاربعاء 29 ذو الحجة 1430هـ العدد:15150
القافلة تسير
المبنى المدرسيّ
عبد الله إبراهيم الكعيد
على مدرسة زمزم تتركز الأسئلة . . استكمالاً لموضوع يوم الاثنين الفارط تمنيت ألاّ يفهم البعض أنني أقوم بسردٍ تاريخي لمسيرة التعليم في البلاد فتلك المهمّة يقوم بها غيري من المؤرخين ولا أحسبُ نفسي غير راصد لحِراك المجتمع وتطور مؤسساته ،إنما الذي دفعني لتناول الموضوع كما قلت في المقال السابق ورود أكثر من رسالة الكترونية من أصدقاء عنوانها مدرسة في جازان مُرفق بها صور أكيد بأنها قد وصلت لوزير التربية والتعليم قبل أن تصل لي ، إنما حين سردتُ وضع المدارس قبل نصف قرن ومقاربتها بواقع مدرسة زمزم في صامطة كُنت أهدف إلى استنهاض همّة مدير التربية التعليم في منطقة جازان لعلّهُ يُصحح الوضع المُزري قبل أن يتدخّل المسؤول الأول عن التعليم في بلادنا . فكيف يقبل مدير عام التربية والتعليم في جازان مثل تلك المناظر؟؟ ليت أحداً يُخبرنا هل ابنهُ ضمن أؤلئك التلاميذ المغلوب على أمرهم أم أنه كمعتاد بعض المسؤولين عن التعليم قد ألحق ابنهُ في مدرسة نموذجية خاصّة . . ! أولادنا هناك مُعرضون للصعق الكهربائي في أيّ لحظة بسبب تلك القوابس المكشوفة ، كما أنهم معرضون للإصابة بالأوبئة والأمراض جرّاء تلك المراحيض ودورات المياه وأماكن الشرب والوضوء الملوّثة ، ثم بالله قولوا لي كيف سيُحافظ أبناؤنا خريجو مدرسة زمزم في صامطة على المُنشآت العامة وهم يرون ذلك الفساد في مبنى مدرستهم؟ ولا أعتقد بأنهم من قام بتخريب أرضية الفصول الدراسية أو أفياش الكهرباء أو دورات المياه البدائيّة أو الجدران المتهالكة أو تلك المكيفات الخُردة التي يبدو أن مالك المبنى قد ابتاعها من أقرب حراج . كُنّا ككُتاب نُنادي بتعليمٍ متقدم لكنني أقولها بكل صدق لم أكن أتخيّل وجود بيئة تعليمية متدنية كما نقلتها لنا الصور عن مدرسة زمزم في صامطة . . ! صحيح كُنّا نُركّز ولا زلنا على المُطالبة بتغيير المناهج تلك التي لا تتناسب والمرحلة الحالية ، ومعلمة/مُعلم ديموقراطي منفتح يُتيح حُرية الحوار لشحذ الأذهان ومعامل ومختبرات تُقنع التلاميذ بأن المطر يتكون بسبب تبخير الشمس لمياه البحار والأنهار فتتشكل السحب وتتحد مع ظروف الطقس لينهمر المطر، وكُنا نعتقد ببيئة صحيّة للحوار بين المُعلم والتلاميذ ، إلى آخر القائمة، وإذا بنا نُصدم بمشاهد لا يُمكن تصورها لمبانٍ مدرسيّة إلاّ في أشد البلدان فقراً !!لهذا أوجّه كلامي لمُدير التعليم في منطقة جازان وغيره من مديري التعليم الذين لديهم مثل تلك المباني المستأجرة فأقول أرجوكم تحرّكوا فوراً فخادم الحرمين الشريفين حين أمر بتشكيل لجنة تقصي الحقائق في فاجعة جدة لا يقصد الحدث بذاته فقد شرع المُساءلة عن فساد كل موقع .
**محطّة القافلة :
نسيت أن أتكلم عن تقرير الدفاع المدني فلعل الأيام القادمة تسمح بذلك .