عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
سيناتور ثمالة
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 5056
تـاريخ التسجيـل : 06-12-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 32
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : سيناتور ثمالة


سيناتور ثمالة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الفتوى : أهميتها – عظمتها – خطورتها

خطورة الفتوى

إن من أخطر ما ابتليت به الأمة في عصرنا الحاضر أن كثيرا من الأدعياء وأشباه العلماء الذين لا علم لهم باستنباط الفتاوى والأحكام والاستدلال عليها بدلائلها فتجرأ البعض على حصن الإفتاء ، يخوض في أحكام الشرع من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير ويقتحم لجج الفتوى معتمدا على الجهل والغرور أو سطوة سلطان ،
هذا يفتي طمعا في مال أو جاه لأنه جعل العلم مطية وخادما للأهواء ،
وذاك يفتي بما يخالف به كل الأمة خوفا من ذي سلطان وغيره يفتي وهو جاهل بأحكام الفتيا وأصولها وضوابطها ، يعبث بنصوص الشرع وقواعد الأحكام وتتغير عنده الفتيا تبعا للأهواء والشهوات
والأدهى والأمر أن أكثر الناس إذا جمعتهم مجامع الأفراح أو الأتراح راجت بينهم سوق الفتيا واستنباط الأحكام بالأوهام حتى أنهم ربما تجرأوا فاستحلوا حراما أو حرموا حلالا وتناسوا قوله تعالى : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } النحل116
فالمفتي مبين عن الله حكمه، فإن أفتى عن جهل أو بغير علم فقد تسبب في إدخال نفسه النار لجرأته على أحكام الله تعالى وحاله كحال القاضي الجاهل الذي حكم بجهل فاستحق دخول النار كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : « القضاة ثلاثة قاضي في الجنة وقاضيان في النار ، فأما الذي في الجنة فرجل علم الحق فقضى به وقاض علم الحق فلم يقضي به وقاض قضى بجهل فهما بالنار » رواه أبو داود.

حكم الفتوى ممن ليس أهلا لها

هناك صنف من المتطفلين على الفتيا ممن لا علم عنده لهم جرأة عجيبة وإصرار على افتاء الناس ولو من خلال الرأي والهوى الفاسد، لذلك تحرم الفتوى على غير من تأهل لها ولم تكتمل لديه أدواتها، فلا يجوز الترخص أو التساهل في الفتاوى، ومن عرف بذلك حرم استفتاؤه. من أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص، ومن أقره من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم. قال ابن الجوزي: ويلزم ولي الأمر منعهم، كما فعل بنو أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق، وبمنزلة من لا معرفة له بالطب وهو يطبب الناس، بل هو أسوأ حالاً من هؤلاء كلهم، وإذا تعين على ولي الأمر منع من لم يحسن التطبيب من مداواة المرضى، فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين. ثم قال: وإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل ولا يجيب أحد منهم عن مسألة حتى يأخذ رأي صاحبه مع ما رزقوا من السداد والتوفيق والطهارة، فكيف بنا الذين غطت الذنوب والخطايا قلوبنا. وسئل الشعبي
عن مسألة، فقال: لا أدري. فقيل له: ألا تستحي من قولك لا أدري وأنت فقيه أهل العراق، فقال: لكن الملائكة لم تسحي حين قالوا : { لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا }. البقرة 32 وقال أبو الحسين الأزدي: إن بعضكم ليفتي في مسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس