[ابو فهد]

جزيت خيرا يبن عواض

لإمام الشافعي : لايحل لأحد أن يفتي في دين الله , إلا رجلا عارفا بكتاب الله , بناسخه ومنسوخه , ومحكمه ومتشابهه , وتأويله وتنزيله , ومكيه ومدنيه , وما أريد به , ويكون بعد ذلك بصيرا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم , ويعرف من الحديث مثل ماعرف من القرآن , ويكون بصيرا باللغة , بصيرا بالشعر , ومايحتاج إليه للسنة والقرآن ويستعمل هذا مع الإنصاف , ويكون مشرفا على إختلاف أهل الأمصار , وتكون له قريحة بعد هذا , فإذا كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام , إذا لم يكن هكذا فليس له أن يفتي .

أين نحن من ذلك

لقد عرفت وشاهدت وقرأت واستمعت للكثيرين ممن التزم ويرى غيره على غير هدى فإما أن يكونوا مثله ويسلكون طريقه ويؤمنون بان ما يقوله هو الصحيح وما عداه خطأ واضح وإلا فسيرميهم بالمهالك وبالسوء من القول بل يصل البعض منهم أن يرمي غيره بالكفر أعاذانا الله وإياكم من الكفر والكافرين .

احدهم شاب صالح يقول بذلك كل من عرفه دون أن يغضبه وعندما غضب يقول احدهم انقلب وكأنه واعتذر مسبقا عن هذه ألكلمه ( ثور هائج ) لا يفرق بين حلال وحرام فقد سب ولعن وشتم واتهم غيره بالكفر البواح يقول محدثي حدث هذا وأنا انظر في الأمر وأتعجب فلم يكن سبب الخلاف إلا أن قال له صاحبه انك لست أهلا للفتوى وان يؤخذ منك علم فمازلت طالبا لم تتجاوز التعليم الجامعي مما أثار حفيظته .

هو أمر استشرى بين طلابنا ويهون ذلك مع من تبحر قليلا منهم وقرأ في كتب التفسير و مر مرور الكرام على كتب السيرة فأعجب بصحابة رسول الله وأراد أن يكون مثلهم فقصر علمه عن إدراك عملهم وضن بنفسه الخير وكأنه منهم فنبرى على من سواه دون أن يعي أصول الدعوة ولم يعلم إن الداعية يجب أن يكون قدوة في نفسه ولغيره لين الجانب فصيح اللسان لا يسب ولا يشتم يصبر ويحتسب .

الأمر يطول واقتصر على ذلك وأشكرك بن عواض على أن أفسحت لنا المجال بموضوعك هذا في أن نبحر معا ولو قليلا في انتقاد ظاهرة بدأت بالانتشار سواء في الحياة ألعامه أو بالمواقع على ألشبكه .