عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: منوعات اخبار مقالات حوادث السبت 9--1

وفي المدينة المنورة ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ خطبة الجمعة أوضح فيها أن الحياة المثلى لا تتحقق إلا بالإحسان والحضارات لاتُبنى إلا بالإتقان حيث قال صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ).

وقال فضيلته // إخوة الإسلام مع أحوجنا حينما تمر بنا البأساء والضراء وتحل بنا الكوارث والمصائب إلى وقفات للمحاسبة ولحظات للمراجعة فمقياس حضارة الأمم ومعيار تقدمها ورقيها أن تكون صادقة مع ذاتها تعرف مواضع الخلل لتُصلحها وتلحظ آماكن الزلل لتتلافاها // .

وأردف يقول // إن كل مصيبة تقع على المسلمين وكل كارثة تحصل بالمؤمنين يجب أن تقودهم إلى التوبة إلى الله جل وعلا والرجوع والإنابة إليه قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى? أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَ?كِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
وقال فضيلته // إن كل شيء يقع في الدنيا هو بقضاء الله وقدره ومشيئته وحكمته { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَ?لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.

ولكن إذا وقعت مصيبة وحصلت كارثة فلا نقف عند هذا الحد عاجزين عن معرفة الأسباب والعلل للعلاج ودرء الخطر في المستقبل ، فمن المتقرر شرعاً أن القدر يُحتج به في المصائب ولا يُحتج به في المعايب بمعنى إذا وقعت بنا كارثة فلا نقول إن هذا قدر على ألا نغير من واقعنا وفي مستقبلنا شيئاً فالجواب على من تسلم قمم المراتب وتبوأ أعالي المناصب من الوزراء والمدراء والأمناء أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله جل وعلا وأن يعلموا أنهم قد تحملوا أمانة عظيمة أمام الله سبحانه ثم أمام ولي الأمر ثم أمام المجتمع ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ). إن الأمر جد خطير فيا من ولاه الله جل وعلا منصباً من المناصب تذكر موقفك أمام الله جل وعلا واتق الله في المسلمين واعلم أن حلاوة المناصب متضمنة غرماً عظيماً ، يُذكرنا به النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال أبوذر رضي الله عنه له ألا تستعملني - أي تجعلني - والياً أو أميرا فقال عليه الصلاة والسلام ( يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) ، فهل استشعرت يا من قلدك الله منصباً من المناصب خطورة هذا الأمر فأوليت الرعاية التامة ما استؤمنت عليه وبذلت الجهد العظيم للعمل بما يخدم المصالح العامة والمنافع الكبرى للمجتمع ، هل صدقت مع الله جل وعلا ثم مع ولي الأمر في تقديم الخدمة التي تتحقق بها المشاريع النافعة على أحسن وجه وأكمل حال ، وإلا فالويل ثم الويل لمن ولاه ولي الأمر القيام على مصالح المسلمين ثم فرط في ذلك أو أهمل الرعاية الواجبة ، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه ) ، بمعنى أن حرص الرجل على المال وعلى المناصب إذا لم يتق الله في ذلك كان مفسداً لدينه .

وزاد فضيلته يقول // إن القيام على تنفيذ المشاريع والمرافق التي تخدم المصالح العامة في البلاد والعباد هي أمانة كل مسؤول من أعلى سلطة إلى أدنى مستوى من المسؤولية فعلى الجميع التزام الأمانة والتحلي بلباسها قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى? أَهْلِهَا }. ويحذرنا من الخيانة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( آية المنافق ثلاث ) وذكر منها إذا أؤتمن خان وفي حديث آخر حديث عظيم يُحذر من تخلق بالأمانة والغدر ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ). كما أنه يجب أن يولى هذه المناصب أهل القوة والأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل .

وأفاد فضيلته أن أصحاب الشركات التي تبوأت مقاليد العمل في المشاريع العامة في بلاد المسلمين مسؤلون أمام الله جل وعلا عن كل ما يأخذون من المشاريع والأعمال التي يصرف عليها من بيت مال المسلمين فلا يجوز لهم المبالغة في الأسعار ولا الغش في التنفيذ والتأخير في تنفيذ المشاريع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) .

وقال فضيلته // إن التفريط في أموال المسلمين ومشاريعهم من أعظم الموبقات عند الله جل وعلا ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن أقواماً يتخوطون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) .

وبين فضيلته أن من أسباب الخراب العظيم والفساد الوخيم الرشوة والتهاون في التصدي لها تلك الجريمة النكراء التي تجعل من الحق باطلاً ومن الباطل حقاً وتحمل المسؤول على تحقيق ما يُريده الراشي من مقاصد سيئة ومآرب فسادة على حساب المصالح العامة ، إنها السحت الذي ذم الله جل وعلا بني إسرائيل على أخذه والتعاطي فيه وهي سبب لحصول اللعن على العبد ، فعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله الراشي والمرتشي ) .

وأضاف أن من الجرم العظيم والإثم المبين استغلال المناصب للمصالح الشخصية والاختلاس من الأموال العامة قال جل وعلا (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول ( من استعملنا منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة . . . ) الحديث ، فهل ترك محمد صلى الله عليه وسلم من البلاغ والبيان أفصح وأعظم من ذلك . كيف تغدر أيها المسلم بالأمانة التي استرعاك الله عليها وخولك ولي الأمر إياها وقد حذرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ومن ذلك قوله ( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواء يُعرف به فيقال هذه غدرة فلان ). أفتبغي أيها العبد أن يُقال لك هذا لأمر يوم القيامة تب في هذه الدنيا قبل أن لا يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

وشدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي على أن الواجب المتحتم والفرض اللازم على أجهزة الرقابة التي ولاها الله جل وعلا مسؤولية الرقابة والتي أولاها ولي الأمر هذه المسؤولية أن تتقي الله جل وعلا وأن تبذل جهدها في مراقبة كل صغير وكبير وأن تُحاسب كل جهة مسؤولة عن كل مشروع محاسبة متناهية الدقة للجليل والحقير باذلة أوجه التنقيب والمساءلة في كشف الحقائق وإظهار مواطن الزلل والخلل والفساد .

وقال فضيلته إن النبي صلى الله عليه وسلم حاسب ابن اللتبية فلما قدم وقال : هذا لكم وهذا لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله ثم قال ( ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول هذا لكم وهذا لي فهلا جلس في بيت أبية وأمة ينتظر أيهدى إليه أم لا ) وجاء في بعض الروايات بلفظ فحاسبه صلى الله عليه وسلم
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس