*** عَلامَاتُ وَقتُ خرُوج الدّجّال ***
قطعاً لا يَسْتطيعُ أحَدٌ مَا تحْدِيدُ مَوْعِد ظهُور الدَّجَّال باليَوْمِ والشّهْر والسَّنة سِوَى أنهُ سَيَظهَرُ في آخِر الزّمَان ( أيْ قرْب قِيَام السَّاعَة ) وذلِكَ حَسَب المُتفقِ عَليْهِ بَيْنَ جُمْهُور العُلمَاءِ بناءً عَلى مَا جَاءَ في الأحَادِيثِ النبَويّةِ المَرْويَّةِ عَنْ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم .. وقد وَرَدَتُ في بَعْض الأحَادِيثِ عَلامَات سَتسْبقُ ظهُورَهُ بوَقتٍ قليل، فإنْ ظهَرَتْ فليَتوَقعْ أهْلُ ذلِكَ الزَّمَان -واللهُ تعَالى أعْلمُ وأحْكم- ظهُورُ الدَّجَّال فيهمْ. والعَلامَاتُ هِيَ:
* ( ... وإنَّ قبْلَ خرُوجِ الدَّجَّال ثلاثَ سَنوَاتٍ شِدَادٍ يُصيبُ الناسَ فيهَا جُوعٌ شدِيدٌ يَأمُرُ اللهُ السَّمَاءَ في السَّنةِ الأولى أنْ تحْبسَ ثلثُ مَطرِهَا ويَأمُرُ
الأرْضَ فتحْبسُ ثلثُ نبَاتِهَا، ثمّ يَأمُرُ السَّمَاءَ في السَّنةِ الثانيَةِ فتحْبسُ ثلثيْ مَطرِهَا ويَأمُرُ الأرْضَ فتحْبسُ ثلثيْ نبَاتِهَا، ثمّ يَأمُرُ اللهُ السَّمَاءَ في السَّنةِ الثالثةِ فتحْبسُ مَطرَهَا كلهُ فلا تقطِرُ قطرَة ويَأمُرُ الأرْضَ فتحْبسُ نبَاتهَا كلهُ فلا تنبتُ خضْرَاءَ فلا تبْقى ذاتُ ظِلفٍ إلاّ هَلكتْ إلاّ مَا شاءَ اللهُ ) قيلَ فمَا يُعِيشُ الناسُ في ذلِكَ الزّمَان ؟ قالَ ( التهْليلُ والتكبيرُ والتسْبيحُ والتحْميدُ ويُجْرَى ذلِكَ عَليْهمْ مَجْرَى الطعَام ) سُننُ ابْنُ مَاجَه 4067
* عَنْ أسْمَاءَ بنتِ يَزيدَ قالتْ كنا مَعَ النبيّ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم في بَيْتِهِ فقالَ ( إذا كان قبْلَ خرُوجِ الدَّجَّالِ بثلاثِ سِنِينَ حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثلثَ قطرَهَا وحَبَسَتِ الأرْضُ ثلثَ نبَاتِهَا، فإذا كانتِ السَّنة الثانِيَة حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثلثيْ قطرِهَا وحَبَسَتِ الأرْضُ ثلثيْ نبَاتِهَا، فإذا كانتِ السَّنة الثالِثة حَبَسَتِ السَّمَاءُ قطرَهَا كلهُ وحَبَسَتِ الأرْضُ نبَاتهَا كلهُ فلا يَبْقى ذو خُفٍّ ولا ظِلفٍ إلاّ هَلكَ، فيَقولُ الدَّجَّالُ للرَّجُلِ مِنْ أهْلِ البَادِيَةِ أرَأيْتَ إنْ بَعَثتُ إبلكَ ضِخاماً ضُرُوعُهَا عِظاماً أسْنِمَتهَا أتعْلمُ أني رَبُّكَ ؟ فيَقولُ نعَمْ، فتمَثـَّلُ لهُ الشَّيَاطِينُ عَلى صُورَةِ إبلِهِ فيَتبعُهُ، ويَقولُ للرَّجُلِ أرَأيْتَ إنْ بَعَثتُ أبَاكَ وابْنكَ ومَنْ تعْرِفُ مِنْ أهْلِكَ أتعْلمُ أني رَبُّكَ ؟ فيَقولُ نعَمْ، فيُمَثـِّلُ لهُ الشَّيَاطِينَ عَلى صُوَرِهِمْ فيَتبعُهُ ) ثمّ خرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم وبَكى أهْلُ البَيْتِ ثمّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم ونحْنُ نبْكِي فقالَ ( مَا يُبْكِيكمْ ؟ ) فقلتُ يَا رَسُولُ اللهِ مَا ذكرْتَ مِنَ الدَّجَّالِ فوَاللهِ إنَّ أمّة أهْلي لتعْجنُ عَجينهَا فمَا تبْلغُ حَتى تكادَ تفتـَّتُ مِنَ الجُوع فكيْفَ نصْنعُ يَوْمَئِذٍ ؟ فقالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم ( يَكفي المُؤمِنينَ عَنِ الطعَامِ والشَّرَابِ يَوْمَئِذٍ التكبيرُ والتسْبيحُ والتحْمِيدُ ) ثمّ قالَ ( لا تبْكوا فإنْ يَخرُجُ الدَّجَّالُ وأنا فيكمْ فأنا حَجيجُهُ وإنْ يَخرُجْ بَعْدِي فاللهُ خلِيفتي عَلى كلِّ مُسْلِم ) مُسْندُ أحْمَد 26287
* ( يَخرُجُ الدّجَّالُ في خَفقةٍ مِنَ الدِّين وإدْبَارٍ مِنَ العِلم ... ) مُسْندُ أحْمَد 14426
خفقة مِنَ الدّين: ضَعْف مِنَ الدِّين وقِلةِ أهْلهِ. إدبَار مِنَ العِلم: هجْرٌ وإعرَاضٌ عَن العِلم.
* ( لا تقومُ السَّاعَة حَتى يَنزلَ الرُّومُ بالأعْمَاقِ أو بدَابقٍ، فيَخرُجُ إليْهمْ جَيْشٌ مِنَ المَدِينةِ مِنْ خِيَارِ أهْلِ الأرْضِ يَوْمَئِذٍ فإذا تصَافـُّوا قالتِ الرُّومُ خلـُّوا بَيْننا وبَيْنَ الذينَ سَبَوْا مِنا نقاتِلهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ لا واللهِ لا نخلي بَيْنكمْ وبَيْنَ إخوَانِنا، فيُقاتِلونهُمْ فيَنهَزمُ ثلثٌ لا يَتوبُ اللهُ عَليْهمْ أبَداً ويُقتلُ ثلثهُمْ أفضَلُ الشُّهَدَاءِ عِندَ اللهِ ويَفتتِحُ الثلثُ لا يُفتنونَ أبَداً فيَفتتِحُونَ قسْطنطينيّة، فبَيْنمَا هُمْ يَقتسِمُونَ الغنائِمَ قدْ عَلـَّقوا سُيُوفهُمْ بالزّيْتونِ إذ صَاحَ فيهمُ الشَّيْطانُ إنَّ المَسيحَ قدْ خلفكمْ في أهْلِيكمْ، فيَخرُجُونَ وذلِكَ بَاطِلٌ فإذا جَاؤوا الشَّأمَ خرَجَ، فبَيْنمَا هُمْ يُعِدّونَ للقِتالِ يُسَوّونَ الصّفوفَ إذ أقِيمَتِ الصَّلاة فيَنزلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم فأمَّهُمْ فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذابَ كمَا يَذوبُ المِلحُ في المَاءِ فلو ترَكهُ لانذابَ حَتى يَهْلِكَ ولكِنْ يَقتلهُ اللهُ بيَدِهِ فيُريهمْ دَمَهُ في حَرْبَتهِ ) صَحيحُ مُسْلِم 5157
لانذابَ: ذابَ وتلاشَى.
* ( يَخرُجُ أعْوَرُ الدَّجَّالُ مَسيحَ الضَّلالة قِبَلَ المَشْرِقِ في زَمَن اختِلافِ الناسِ وفـُرْقةٍ ... ) هَذا الحَدِيثُ أيَّدَهُ وصَحَّحهُ أحَدُ المَشْهُودِ لهُمْ في زَمَنِنا المُعَاصِر بالإبْدَاعِ في تخريج الأحَادِيثِ وبَيَان صِحّتِهَا مِنْ ضَعْفِهَا أو وَضْعِهَا وهُوَ الشيْخ مُحَمّد ناصِر الدّين الألبَاني رَحِمَهُ اللهُ حَيْثُ عَلقَ عَليْهِ بالتالي: قالَ الهَيْثمِيّ (7/349): ((رَوَاهُ البَزّار، ورجَالهُ رجَالُ ((الصَّحيح))، غيْر عَليّ بْن المُنذِر، وهُوَ ثِقة)). وقالَ الحَافِظ (13/85): ((إسْنادهُ جَيّد)).
* قالَ عَبْدِ اللهِ بْنَ عُمَرَ كنا عِندَ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وسَلم قـُعُوداً فذكرَ الفِتنَ فأكثرَ ذِكرَهَا حَتى ذكرَ فِتنة الأحْلاسِ فقالَ قائِلٌ يَا رَسُولَ اللهِ ومَا فِتنة الأحْلاسِ ؟ قالَ ( هِيَ فِتنة هَرَبٍ وحَرَبٍ، ثمّ فِتنة السَّرَّاءِ دَخـَلـُهَا أو قالَ دَخَنـُهَا مِنْ تحْتِ قدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أنهُ مِني وليْسَ مِني إنمَا وَلِيِّيَ المُتقون، ثمّ يَصْطلِحُ الناسُ عَلى رَجُلٍ كـَوَرِكٍ عَلى ضِلـَعٍ، ثمّ فِتنة الدُّهَيْمَاءِ لا تدَعُ أحَداً مِنْ هَذهِ الأمّةِ إلاّ لطـَمَتهُ لطمَة فإذا قِيلَ انقطعَتْ تمَادَتْ يُصْبحُ الرَّجُلُ فيهَا مُؤمِناً ويُمْسِي كافِراً حَتى يَصيرَ الناسُ إلى فـُسْطاطيْنِ فـُسْطاط إيمَانٍ لا نِفاقَ فيهِ وفـُسْطاط نِفاقٍ لا إيمَانَ فيهِ إذا كانَ ذاكمْ فانتظِرُوا الدَّجَّالَ مِنَ اليَوْمِ أو غدٍ ) مُسْندُ أحْمَد 5892 واللفظ لهُ / سُننُ أبي دَاوُود 3704
الأحْلاس: الحَلسُ كِسَاءٌ يَلي ظهْر البَعير والمُرَادُ دَوَام الفِتنة. ضِلع: وَاحِدُ الأضْلاع، وهِيَ عِظامُ الجَنبَيْن. الدّهَيْمَاء: الفِتنة السّوْدَاءُ والعَمْيَاء. لطمَتهُ: أصَابَتهُ ببَليّةٍ ومُصيبَة. فسْطاط: الفسْطاط هُنا الفِرْقة أو المَدِينة.