[صقر قريش]

مصدر يكشف لـ (عناوين) عن مستندات صرف تحمل فواتير مختومة (على بياض)
فاتورة بـ 19 ألف ريال قيمة سكن مدير تعليم في فندق 5 نجوم لا تجد مَن يعتمدها خشية المساءلة لاحقا

المدينة المنورة : سلامة الروقي



يبدو أن كارثة جدة وما تلاها من توجيهات توصي بتعقب "الفاسدين" كانت مدوية في أرجاء البلاد، إذ بلغت تبعات الكارثة قسم الشؤون المالية والإدارية في الإدارة العامة لتعليم البنات في إحدى مناطق السعودية، الذي يرفض بعض منسوبيه هذه الأيام تمرير مطالبة مالية لفندق دار الإيمان إنتركونتننتال تبلغ قيمتها 19,806 ريالات، ما دفعهم إلى التناوب على رفض اعتماد المعاملة بحجة أنها مخالفة للأنظمة، وخشية أن تطولهم المساءلة فيما بعد، لكونها قيمة سكن المدير العام وأسرته خلال شهر رمضان أثناء تمتعه بإجازة رسمية حينها ويتم تمريرها على أنها قيمة سكن ضيوف الإدارة.

وقال مصدر مطلع في تعليم البنات لـ (عناوين) السبت 2-1-2010 ، إن موظفين في الإدارة يتناقلون أحاديث تشير إلى فساد مالي وإداري ينتفع منه بعض كبار المسئولين، مشيرا إلى أن كثيرين اطلعوا على خطابين أحدهما يحمل الرقم 899 بتاريخ 6 /3 /1430 ، صادر من مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة (...) إلى مدير الشئون الإدارية والمالية في إدارة التعليم نفسها، يطلب فيه صرف فواتير تبلغ قيمتها 11700 ريال من البند رقم (204)، وذلك مقابل شحن لوازم ومعدات لمدارس في المحافظة، قالت مديرات تلك المدارس فيما بعد إن النقل والشحن تم الصرف له من حساب خاص بالمدارس، وليس من حساب إدارة التعليم في المحافظة.

فيما تضمن الخطاب الآخر ذو الرقم 900 بتاريخ 6 /3 /1430 مطالبة بصرف مبلغ 18 ألفا و300 ريال من البند (225) نظير صيانة وسائط نقل ومعدات وأجهزة، وأرفق معه عشر فواتير تُركت فارغة لتعبئتها "وهميا" أصدرت من قبل أحد محال القرطاسية ومحل لبيع الحاسب الآلي
"تحتفظ (عناوين) باسميهما" ومهرت جميعها بأختام وتواقيع.

وأبدى موظفون في الإدارة استغرابهم إزاء عدم تدقيق تلك الفواتير من قبل المسئولين في وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية قبل اعتمادها من قبل تعليم المحافظة، لكونها قد تفتح أبوابا للتلاعب المالي، مشيرين إلى أن المدير العام واجه رفضا من قبل بعض كبار المسئولين على تعمده تعيين موظف "ليس ذا خبرة" –على حد وصفهم– في وظيفة مدير الشؤون المالية والإدارية، الأمر الذي شكك البعض بالتعمد من أجل نيّات مبيتة، لكنه أجابهم: "ألله أوحى إليّ حينما كنت في الحرم بحُسن الاختيار".

وأوضح المصدر أن استفهامات عدة تدور حول أداء مديرين في الإدارة العامة لتعليم البنات في تلك المنطقة، يتناقلها منسوبو الإدارة، من بينها تمكن بعض القيادات من كشف معلومات حول عطاءات ومنافسات بهدف ترسيتها على مقاولين بعينهم، وأن شقيق أحد المسئولين في الإدارة فاز بصفته رجل أعمال في مجال المقاولات في عقود ترميم وصيانة.

وذكر المصدر أن التلاعبات داخل الإدارة متنوعة، وأن كثيرين داخل الإدارة يراهنون على أن زيارة واحدة لتقصي الحقائق كفيلة بكشف كثير مما هو مخفٍ.