عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2010   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار ومنوعات الاحد 24---1

في نهاية المطاف

دبي تقطف ثمار الرهان على «برج خليفة»

سيميون كير
عندما انتشرت الألعاب النارية في سماء الليل معلنة افتتاح برج دبي، ذكرني ذلك بالاعتقاد القائل بأن الكثير من النجوم، هي أضواء شموس انطفأت منذ زمن طويل. يعتبر برج دبي الذي افتتحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، شاهداً على عقلية زمن الطفرة التي سيطرت على المدينة في العقد الأول من هذا القرن – ولكنها عقلية حل محلها واقع أكثر كآبة. وكما يحكي محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار للتطوير العقاري، فقد جاء قرار بناء أطول برج في العالم، بعد أن عنفه الشيخ محمد بسبب افتقاره إلى الطموح، عندما عرضت عليه خطط لبناء ناطحة سحاب يقل ارتفاعها عن الأبراج التي كان يجري تشييدها حينذاك في آسيا. وبعدئذ أصبح تشييد أطول مبنى في العالم أمراً محورياً بالنسبة لرغبة دبي في تحقيق مكانة عالمية، مع استيعاب اقتصادها المبني على سياسة عدم التدخل الحكومي، والذي لا يفرض أي ضرائب على الوافدين التواقين للمشاركة في الطفرة الخليجية المدفوعة بالأموال النفطية. ولكن في غمرة الفوضى التي عمت بسبب المضاربات العقارية، ضلت شركات التطوير العقاري في المدينة سبيلها، عندما تجاوزت الإمارة الأسس التي تنهض عليها والمتمثلة في التجارة والسياحة. عملت متاعب الدين والمشاكل العقارية التي نجمت عن هذا الوضع، على دفع الإمارة لتصدر عناوين الأخبار الرئيسية لجميع الأسباب الخاطئة. وصلت الأمور إلى الدرك الأسفل في أزمة الدين التي حدثت الشهر الماضي، عندما اضطرت دبي للمرة الثانية خلال عام لأخذ قرض إنقاذ قيمته عشرة مليارات دولار من أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات، وذلك عندما اعترفت شركة دبي العالمية المملوكة للحكومة، بعدم قدرتها على سداد ديونها. ولذلك، فإن الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة افتتاح برج دبي الذي بلغت تكلفته 1.5 مليار دولار، تعطي دبي دفعة تعزيزية توجد حاجة كبيرة لها، الأمر الذي يعتبر تذكرة – شأنه في ذلك شأن افتتاح جزء من شبكة المترو في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي – بأن المديونية الكبيرة البالغة 100 مليار دولار، انتجت على الأقل بنية تحتية ملموسة في البلد، إلى جانب الاستثمارات الخارجية المشكوك فيها. اعترف العبار بأن القرارات التي تتخذ في أوقات الرخاء يمكن أن تنكشف عبر حالات الركود الاقتصادي. غير أنه حذر من أن التردد سوف يكون عائقاً أمام النمو. هذا اعتراف سهل على شركة إعمار، فقد لحقت الأضرار بشركة التطوير العقاري من جراء انهيار سوق العقار محلياً وعالمياً، غير أن الأضرار التي لحقت بهذه الشركة التي تعتبر أكبر شركات البناء في المنطقة، أقل من الأضرار التي لحقت بنظيراتها. ورغم أنها أسرفت في الاستثمار في الخارج، بالاستحواذ الذي سبب لها المشاكل مع شركة جون لينغ هومز الأمريكية لبناء البيوت، إلا أن شركة إعمار اكتسبت شهرة بسبب جودة المشاريع التي تسلمها، ومحفظة الدين الذي يمكن تدبره. يعتقد معظم المحللين أن الساكنين الذين سينتقلون إلى الشقق الكائنة في برج دبي اعتباراً من شهر شباط (فبراير) المقبل، ليسوا من المضاربين الذين يجدون صعوبة بالغة في سداد الدفعات النهائية التي تبلغ نسبتها 30 في المائة. فلم تتعرض الأسعار التي وصلت إلى أعلى مستوياتها، عندما بيعت المساكن المشيدة على طراز أرماني في عام 2007 لنفس الضغوط التي تعرضت لها الأسعار في أماكن أخرى في دبي. وبذلك فإن البرج في معزل في الوقت الراهن عن الحقائق التي تواجه بقية المدينة. لقد استقر هناك القطاع العقاري نوعاً ما، غير أن تخمة مقبلة تهدد بالتشويش على الهدوء الحذر، وسط مخاوف من أن اقتصاد دبي سيواجه صعوبة بالغة في توليد النشاط الكافي، لكي يخدم بنفسه ديونه التي تزيد على 100 مليار دولار. مما يؤكد ذلك أن ناطحات السحاب التي تحطم الأرقام القياسية العالمية مثل برج دبي كثيراً ما تنذر بحدوث ركود، ولكن مع الوقت أخذت هذه المباني تشكل محور المراكز الاقتصادية المزدهرة، مثل مبنى إمباير ستيت في مانهاتن.
عندما شيدت دبي ما كان أطول برج في المنطقة في عام 1979، سخر الناس منها بالقول إنها بنت مركز التجارة العالمي في ضواحي المدينة التي تعصف بها الرمال. ولكن مركز التجارة العالمي ينتصب الآن وسط منطقة معمورة، وحولت دبي نفسها من محطة تجارية إلى مركز تجاري.
الإمارة تعول مرة أخرى على أن الرهان على البنية التحتية التي يكملها الآن أعلى برج في العالم في القلب الجديد للمدينة الموسعة، سوف يمكنها من الاحتفاظ بمكانتها كمركز للخدمات للمنطقة.
من المرجح أن يستغرق الأمر سنوات كثيرة للتغلب على تجاوزات العقد الماضي، ولكن الأمر يتطلب رجلاً شجاعاً للمراهنة ضد المدينة في المدى الطويل.
آخر مواضيعي