رد: *(فلذاتنا أكبادنا تمشي على الأرض)*
ثمالية مشكورة على هذا الطرح الراقي ..
مسألة المعاق وواقع حاله بين أسرته أصبحت مأساة يندى لها الجبين إلا من رحم ربي المعاق مهمش عاطفيا وماديا وذاتيا ..
عاطفيا: نجد أن الحنان يقل تجاههم على عكس مدى احتياج تلك الفئة للعطف حتى يسد النقص لديهم ويتدارك به نظرة المجتمع وكأن المعاق كما قصر ذهنيا أو جسديا فقد قصر عاطفيا لاأنسى محاضرة تربوية ألقاها طارق السويدان عن الطفل وقال إن الطفل يولد غير مكتمل العقل ولكنه مكتمل العاطفة والمشاعر يحب ويكره يحزن ويرضى يرتاح ويتضايق وهذا ماغفل عنه الكثير من الأهل تجاه أبناءهم .
ماديا : كما يفترض بالأهل تبني أطفالهم ماديا وتوفير الجو التعليمي المناسب والجو النفسي المريح من خلال التكامل المادي والتعليمي للطفل فإن أغلب الأسر تجاهلت ذلك فالحكومة قد أقطعت مصرفا للمعاق
تساعد أهله على نفقته وتلبية حاجاته وإعانته علاجيا فإن من الأسر من استحوذت على ذلك وحرمته منها بل ومنهم من رمى به بمركز معاقين دون نظرة أو زيارة حتى إلا في نهاية الشهر ويدعون ربهم
متى تأتي منيته فيريح ويستريح .
ألا يعلم هؤلاء أنه قد يكون شفيعهما وألا يعلم هؤلاء أن يكون عذاب لهم يسألون عنه لو قصروا بحقه نعم هو إنسان لم يختر مصيره وحياته بل رسمها له الخالق ولله في خلقه شؤون قد يكون لحكمة كتبها
أو اختبار لأهل فرطوا وسوف يسألون عنها.
ذاتيا: المعاق في نظر البعض غير مؤهل للمسؤولية غير قادر على الإبداع والإبتكار وهي نظرة وهمية فكم من معاقين مبدعين ولدي في ذلك قصة رأيتها بأم عيني خلال دراستي المرحلة الجامعية : فتاة عمياء لاتبصر تسير من بيننا كل صباح داخل أروقة الجامعة واضعة يدها على كتف فتاة أخرى توصلها لقاعة المحاضرة فتعود الفتاة وتبقى الكفيفة داخل القاعة ودائما مانلقى ذلك المشهد يوميا ومن باب الفضول سألنا عنها ذات يوم إحدى زميلاتها بالقاعة وقلنا كيف تكتب وتذاكر فقالت اصمتن أنتم لاتعون ماتقولون تلك الفتاة تأخذ الأولى على الدفعة كل عام وكانت قسم دراسات إسلامية فكانت تسجل المحاضرة وتستذكرها وتحفظها عن طريق الشريط وعند الإختبار تكون بقاعة وحدها حتى تملي إجاباتها على إحدى المراقبات لله درها لم تقف إعاقتها حائلا دون ذلك .
ألم يكن علماءنا ومفتونا عميان أين ابن باز رحمة الله عليه علامة عصرنا ولكن العمى عمى القلب وليس البصيرة.
|