عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2006   رقم المشاركة : ( 2 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد : اطـــــــــوال الكعبه المشرفه

الحطيم ( حجر إسماعيل )

ويسمى حجر اسماعيل وهو البناء المكشوف على شكل نصف دائرة من الناحية الشمالية للكعبة . ويسمى بالحطيم لأنه جزء حطمته قريش من الكعبة وأخرجته منها لما عجزت عن توفير المال الحلال اللازم لبناء الكعبة كما أخبر بذلك النبي صلعم للسيدة عائشة رضي الله عنها ويسمى حجر اسماعيل لان ابراهيم بنى لاسماعيل وأمه السيده هاجر عريشا من اراك ليسكنا فيه والجزء الذي خرج من الكعبة ودخل في حجر اسماعيل حوالي ثلاثة امتار , ويبلغ الطول الكلي للحجر 546 سم منها ثلاثة من اصل الكعبة , وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لولا أن قومك حديثي عهد بالإسلام لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم . وفي عهد وخلافة عبد الله بن الزبير هدم الكعبة وبناها على قواعد إبراهيم وأدخل الجزء الخارج منها من الحجر , ولكن عندما حاصر الأمويون بن الزبير وقتلوه هدموا الكعبة وأعادوا بناءها على الصفة القديمة . وعندما جاء العباسيون إلى الخلافة أراد الخليفة المهدي أن يرد بناء البيت على قواعد إبراهيم إلا أن الامام مالك بن أنس عليه السلام قد منعه من ذلك وقال لهم أتركوا ذلك حتى لا يصبح بيت الله عز وجل لعبة بيد الملوك والخلفاء يبني هذا ويهدم هذا فتذهب هيبته من صدور الناس .

وفضل هذا الحطيم ان من صلى فيه فكأنما صلى داخل الكعبة لانه جزء منها , وعندما طلبت السيده عائشة من النبي صلعم ان تصلي داخل الكعبة اخذ بيدها وقال لها صلي في هذا الحطيم فانما هو قطعة من البيت .

وقالوا ان الدعاء مستجاب في الحطيم وتحت الميزاب , وقال الشيباني رايت سعيد بن جبير في حجر إسماعيل معتنقا البيت . والميزاب قطعة معدنيه مكسية بالذهب وضعت اعلى البيت لتصريف مياه الامطار ، وقريش اول من صنع ميزابا للكعبة , وطول الميزاب الحالي 253 سم . وكان عبد المطلب سيد قريش يوضع له فراش في الحجر ولا يجلس معه غيره من أشراف قريش , ماعدا النبي صلعم وكان عمره وقتها ثمانية أعوام . ووجد سعيد بن جبير أحد حجاب الكعبة راقدا في الحجر , فركضه برجله وقال له مثلك ويفعل هذا , وذلك تعظيما للحجر .

وعند بناء عبد الله بن الزبير للكعبة المشرفة , وحفرهم للحطيم وجدوا قبر إسماعيل عليه السلام في الحجر , فأشهد الناس على ذلك .

الركن اليماني :

وهو الركن الجنوبي للكعبة المشرفة باتجاه اليمن ومن فضله ان النبي صلعم قد استلمه مثل الحجر الاسود وروى بن عمر عن النبي صلعم ان مس الركن الاسود واليماني كفارة للخطايا , وقال مجاهد قل ان يضع احد يده على الركن اليماني ويدعوا ولا يستجاب له وكان النبي صلعم يقرأ ما بين الركنين قوله تعالى : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار

الكعبة من الداخل :

جدران الكعبة وأرضيتها من الداخل مزينة بالرخام الملون ومزركشة بنقوش جميلة , وسقفها مثبت بثلاثة أعمدة خشبية قطر العمود الواحد 44 سم والمسافة بين كل عمودين 235 سم , وكانت الكعبة في السابق مثبته بسته أعمده ، وفي مواجهة باب الدخول في ظهر الكعبة من الداخل محراب في المكان الذي صلى فيه النبي صلعم ، وهو مميز برخام مختلف الشكل لبيان مكان صلاة النبي صلعم . وعلى يمين الداخل الى الكعبة سلم يؤدي الى سطح الكعبة مقفول بباب له قفل ومغطى بستارة , ويسمى باب التوبة , وجدران الكعبة من الداخل مغطاة بستائر جميله من الحرير الاخضر , ومكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله ( ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ومكتوب ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ومكتوب إسم الله تعالى يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام .

وتغير الستائر الداخليه للكعبة كل ثلاثة اعوام وذلك لبعدها عن التلف وعوامل التعريه من شمس ومطر وغبار

وفي داخل الكعبة صندوق ضخم تحفظ فيه بعض مقتنياتها والهدايا التي تقدم لها من الملوك والرؤساء والناس .

وكان فيها حفرة عمقها متر ونصف تسمى بئر الكعبة , توضع فيها كنوزها ومقتنياتها وهداياها , ثم وضع في هذه البئر هبل الصنم الذي كانت تعبده قريش في بئر الكعبة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم، أبى أن يدخل البيت وفيه الأصنام والصور ، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ).

وكان الخلفاء يعلقون الذهب والتحف والمجوهرات على الكعبة من الداخل , وفعل ذلك عمر بن الخطاب عندما علق هلالين من ذهب كسرى , وبعده فعل الخلفاء ذلك مثل الوليد بن يزيد والمتوكل والمأمون وهارون الرشيد .

وأول من كسا الباب والأسطوانات الذهب كان الخليفة الوليد بن عبد الملك وزاد عليه الخليفة هارون الرشيد .


بناء الكعبة

فتح ابراهيم عليه السلام بابين للكعبة المشرفة من الناحية الشرقية والغربيه , وكان الطائفون يدخلون من الباب الشرقي الموجود اليوم ويخرجون من الباب الذي يقابله من ظهر الكعبة , وكانت الابواب مجرد فتحات فقط , واول من صنع للكعبة بابا يقفل بالمفتاح هو الملك تبع الثالث ويسمى اسعد وهو احد ملوك اليمن . ولما بنت قريش الكعبة أغلقت الباب الغربي نهائيا ورفعت الباب الشرقي إلى مستوى عالي لا يسهل الدخول إليه , وقال النبي صلعم ليمنعوا من شاءوا من الدخول إلى الكعبة .

وباب الكعبة اليوم مصنوع من خشب التيك ومغلف ب 280 كيلوغرام من الذهب الصافي ويبلغ طول الباب 310 سم وعرضه 190 سم وعلى ارتفاع 225 سم من ارض المطاف . ومكتوب في الباب سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن و15 من اسماء الله الحسنى .

وللكعبة مفتاح طوله 40 سم موضوع في حقيبة حريرية مطرزة بالذهب ومكتوب عليها ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) , ومفتاح الكعبة عهدة حتى اليوم عند بني شيبة , وقد كان مفتاح الكعبة عندهم في الجاهلية , وعندما فتح النبي صلعم مكة ودخل الكعبة وصلى فيها , أرجع لهم المفتاح وقرأ قوله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) وقال لهم خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة فيكم لا ينزعها منكم إلا ظالم . وحجابة الكعبة يتوارثها بني شيبة إلى اليوم .

وللكعبة اليوم سقفين , سقف ادنى وسقف أعلى , وسطح السقف الاعلى مفروش بالرخام الابيض , ومحاط بافريز ارتفاعه 80 سم وفي سطح الكعبة فتحة تستعمل كمنور ودخول ضوء الشمس وطولها 127 سم وعرضها 104 سم وهذه الفتحة مسقوفه بالزجاج المقوى وتفتح عند غسيل الكعبة ويصعد الى هذا المنور بسلم دائري من الزجاج المقوى مكون من خمسين درجة .

وتطيب الكعبة من الداخل والخارج ويهدي اليها الملوك والرؤساء الطيب والروائح الباهظة الاثمان , وكره العلماء أن يأخذ الناس من طيب الكعبة , وقال عطاء: كان أحدنا إذا أراد أن يستشفي به جاء بطيب من عنده فمسح به الحجر ثم أخذه.‏ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل سهم وفي سبيل الله من الزكاة ،في كسوة الكعبة وطيبها وما تحتاج إليه الكعبة. وقد كان السلاطين يهدون لها الأبواب كل حين وتصنع من الأخشاب والفضة .



كسوة الكعبة :

كان سيدنا إسماعيل أول من كسا الكعبة المشرفة , ثم كساها الملك اليمني اسعد تبع الحميري وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أسعد الحميري وقال: هو أول من كسا الكعبة".

, وكان اهل الجاهلية يكسونها الجلود المدبوغة , وكانت قريش مجتمعه تكسوها عاما وفي العام التالي يكسوها ابو ربيعه بن المغيرة المخزومي وكان يلقب بالعدل لانه كان يعدل قريش كلها في كسوة الكعبة .

وفي الاسلام كساها النبي صلعم الثياب والقماش اليمني وكساها عمر بن الخطاب الكتان المصري , و قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ بدلا عن الجلود ابْنُ الزُّبَيْر , ومن بعده يزيد بن معاويه وعبد الملك بن مروانِ، واول من كسا الكعبة مرتين في العام معاوية بن ابي سفيان في عاشوراء وخواتيم شهر رمضان .

وَكَانَ عبد الله بن الزبير يُطَيِّبُ الكعبة من الداخل والخارج حَتَّى يُوجَدَ رِيْحُهَا مِنْ طَرَفِ الحَرَمِ،.

، وكساها الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين , وحكام مصر , والسلاطين العثمانيين , والملوك السعوديين . حتى أن كساوي الكعبة كانت تتعرض للنهب والسرقة .

. وشكا حاجب الكعبة إلى الخليفة المهدي أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة ما عليها من الكساوي، وكانت الكساوي تردف على بعضها ولا تنزع , فأمر بتجريدها، فلما انتهوا إلى كساوي هشام بن عبد الملك وجدها من ديباج ثخين جداً فأمر بإزالتها وبقيت كساوي الخلفاء قبله وبعده، فلما جردها طلاها بالطيب وكساها كسوة فاخرةً. وعندما حج السلطان الملك الظاهر فتحت له الكعبة فغسلها بماء الورد وطيبها بيده.

وللكعبة اليوم مصنع خاص بمكة المكرمة لصناعة كسوتها الخارجيه وستائرها الداخليه وستارة للباب الخارجي تسمى البرقع .

وكسوة الكعبة تصنع من 658 متر من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الاسود, وتكسى الكعبة كسوة جديده في التاسع من ذي الحجة من كل عام . وتزين الكسوة بآيات قرآنيه مكتوبه بالاسلاك الفضيه ومطليه بالذهب . ويزن الحرير المستخدم في الكسوة 670 كيلو غراما

كنوز الكعبة :

تعظيما لبيت الله سبحانه وتعالى كانت الكعبة وعلى مر العصور والازمان ، تأتيها الكنوز والهدايا والأموال والطيب والكساوي وغيرها . ويقال أن النبي صلعم عندما فتح مكة ودخل الكعبة وجد في خزينتها سبعين ألف وقية من الذهب فلم يأخذها أو يتصرف فيها وكذلك فعل الخلفاء الراشدين ، وقد كان بعض خلفاء العباسيين يستدينون من الكعبة ويرجعون ما أخذوا . وكان عبد الله بن عمر يكره أن يهدي عامة الناس الذهب للكعبة , ويقول أن الفقراء أولى بذلك , وأن الكعبة لا تحتاج للذهب .

وقد أوشك عمر بن الخطاب في خلافته على تقسيم كنوز وأموال الكعبة والتي يهديها لها الناس في سبيل الله إلا أن سادن البيت شيبه ذكره بأن النبي صلعم وأبي بكر الصديق لم يفعلا ذلك , كما خالفه في ذلك علي بن أبي طالب وكبار الصحابة . فترك التصدق بأموال الكعبة . وكره العلماء صرف أموال الكعبة في غيرها .

حجابة الكعبة :

كانت حجابة وسدانة الكعبة أولا بيد سيدنا اسماعيل عليه السلام ثم ورثها ولده نابت وذريته , ثم آلت إلى اخواله من قبيلة جرهم ثم إلى قبيلة خزاعة ثم حاربهم قصي الجد الرابع للنبي صلعم وبعد حرب ودماء وافقوا على التحكيم والذي ارجع الحق لأهله واصبح قصي راعيا للبيت الحرام , ثم آلت الى بني شيبة خالدة تالدة فيهم لا ياخذها منهم إلا ظالم كما قال النبي صلعم .

دخول النبي صلعم الكعبة :

في العام الذي فتح فيه النبي صلعم مكة المكرمة دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة المشرفة وأمر بإزالة الأصنام والصور التي فيها وكبر في نواحي الكعبة وصلى فيها .

وروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة قال " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى صورا لإبراهيم عليه السلام , فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور " وكانت هنالك صورا للسيدة مريم وهي تحمل إبنها المسيح عليه السلام

وعن عبد الله بن عمر أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ بِلَالًا فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ . وكان ذلك نهارا إذ ان الكعبة لا تفتح قط ليلا وقد اجاز النبي صلعم ذلك للحجبة وأقرهم عليه . وقد رفض حاجب الكعبة أن يفتح للسيدة عائشة الكعبة في الليل لتصلي فيها .

تعظيم القسم برب الكعبة :

تعظيما للبيت فقد أضيفت في القسم فقد كان النبي صلعم يقسم برب الكعبة وأقسم برب الكعبة ميكائيل والملائكة وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وكعب الاحبار والحسن البصري وأبوملحان الأنصاري عندما طعن بالرمح واستشهد قال فزت ورب الكعبة .

وفي حديث صحيح الاسناد عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت: إن حبرا جاء إلىالنبي -صلَّى الله عليه وسلم-. فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله، وشئت، وتقولون: والكعبة فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (قولوا: ما شاء الله، ثم شئت، وقولوا: ورب الكعبة.

تعظيم الجاهلية للكعبة

ذكرنا أن من تعظيم العرب للكعبة أنهم كانوا يخالفونها في البنيان ولا يستطيلون عليها , وكانوا يعقدون فيها الاتفاقيات ويتحالفون فيها , وذكروا أن المعلقات السبع كانت معلقة بالكعبة، وذلك أن العرب كانوا إذا عمل أحدهم قصيدة عرضها على قريش، فإن أجازوها علقوها على الكعبة تعظيماً لشأنها، فاجتمع من ذلك هذه المعلقات السبع، فالأولى لامرئ القيس بن حجر الكندي ومن تبعه من الشعراء .

وعندما فشا امر الاسلام والنبوة قاطعت قريش بني هاشم وحاصرتهم في الشعب وضيقت عليهم كتبوا بذلك صحيفة ألا يبيعوا ولا يشتروا ولا يتزوجوا ولا يزوجوا لبني هاشم ، ما لم يترك النبي صلعم دعوته أو تسلمه بني هاشم لقريش لتقتله ، ووضعوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة النضر بن الحارث فدعا عليه رسول الله صلعم فأصابه شلل في أصابعه . وقد أكلت الأرضة هذه الصحيفة الظالم



سيول الكعبة

وأخرج الأزرقي عن كثير بن أبي كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن أبيه عن جده قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى، فكانت السيول ربما رفعت المقام عن موضعه وربما حركته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل ( أم نهشل ) في خلافة عمر بن الخطاب، فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة، وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل فزعا في شهر رمضان وقد عفى موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر بالناس فقال: أنشد الله عبدا علم في هذا المقام. فقال المطلب بن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك، قد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره من موضعه إلى الركن، ومن موضعه إلى باب الحجر، ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندي في البيت. فقال له عمر: فاجلس عندي وأرسل إليه. فجلس عنده وأرسل فأتي بها، فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا، فسأل الناس وشاورهم فقالوا: نعم، هذا موضعه. فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم ببناء ربضه تحت المقام ثم حوله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم. وقد بلغت السيول التي أحاطت بالكعبة المشرفة خمسة وثمانين سيلا مات فيها خلق كثير من الحجاج وأهل مكة , ومن الطرائف أن الماء كان عندما يحاصر الكعبة كان بعض الحجاج يطوفون سباحة ومنهم كان الخليفة عبد الله بن الزبير .

استجابة الدعاء في الكعبة

وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال: ما أعلم بلدا يصلى فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم إلا بمكة. قال الله {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} قال: ويقال: يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر. عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني، وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى، وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث. ( خمسة من هذه الأماكن من الكعبة )


العدوان على الكعبة

إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها وتحريف دين إبراهيم عليه السلام , والذي أدخل الأصنام عمرو بن لحي وكان سيدا مطاعا جوادا كريما له مكانه كبيره في نفوس العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم ووهب لهم الكساوي , وقد جلب صنم هبل من الشام وأدخله في جوف الكعبة وجعل له السدنة . وقال النبي صلعم : رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندق يجر قصبه في النار , والقصب هي الأمعاء .

ومن العدوان الظلم الذي وقع من قبيلة جرهم الى الحد الذي جعل احدهم يزني في الكعبة فمسخهم الله تعالى إالى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد , وعندما تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة فدفنها في بئر زمزم حتى حفرها عبد المطلب ووجدها في القصة المشهورة .

ومن العدوان على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية، ( لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصاد (ـ وبقيادة أبو طاهر القرمطي , هاجموا المسجد الحرام يوم التروية فقتلوا ألف وتسعمائة من الحجيج في وسط المسجد حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه، وذهبوا به إلى بلادهم هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين سنة وذلك نتج من ضعف الخلافة الاسلامية

ومن العدوان السرقات المتكررة لبيت الله الحرام ويقال إن أول من قطعت قريش يده في الجاهلية رجلاً يقال له (دويك) مولى لبني عليج بن عمرو بن خزاعة لأنه سرق كنز الكعبة المشرفة، فحكموا عليه بالقطع , وقالوا إن جريمة السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من جهات أخرى .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس