الموضوع: من ذاكرتي
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-25-2010
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي من ذاكرتي

من ذاكرتي من ذاكرتي من ذاكرتي من ذاكرتي من ذاكرتي

بوح الذاكرة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قصدت في هذا الموضوع إثارة الذاكرة لدى الجميع لتعود بنا إلى كل ما هو جميل , راجيا من الجميع التفاعل والعودة إلى بنا إلى مواقف سطرها آباؤنا وتعلمنا منهم فن التعامل في هذه الحياة .
وأنا أولكم .


دعوني أعود بكم إلى الوراء قليلا إلى الزمن الذي كان يعيشه آباؤنا وأجدادنا , حيث القلوب الطاهرة والنفوس النقيّة حيث الابتسامة التي لاتفارق أحدا منهم , رغم صعوبة العيش ورغم الفقر القاهر الذي كانوا يعيشونه إلا أنّهم كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضا , كانت حياتهم المادية تحت الصفر , نعم تحت الصفر , كانوا يؤدون صلاة الفجر جماعة ويطمئنون على بعضهم ويسألون عن غائبهم ثم يبكروا إلى أعمالهم يبحثون عن لقمة العيش وفي يد كل واحد منهم ( كسرة خبز ) فقط .... وحينما أقول أعمالهم , لا تعتقد أنهم كانوا ملتحقين بوظيفة مرموقة أو عمل يقتضون من ورائه راتبا شهريا مثلنا الآن - ولله الحمد - لا ... كان كل منهم يبحث في كل يوم عن عمل او تجارة بسيطة يجلب بها قوت يومه له ولأطفاله الجياع ليسد به جوعهم ... نعم كل واحد منهم لا يعرف ماذا يخبيه له القدر فربما يجد رزقه وربما لايجده , لذا فلسانهم دائما ما يلهج بذكر الله والتوكل عليه خاصة وهم منتشرون لطلب الرزق ... تكاد لاتسمع من أفواههم إلا ( أصبحنا وأصبح الملك لله .. ياالله إن الرزق عليك ومن عندك , فارزقنا الرزق الحلال الطيب ) ... تأملوا معي ... رغم الحياة البائسة والفقر المُعدم لاييأسون فهم دائموا الصلة بالله عز وجل متوكلون عليه في جميع أمورهم , وفي كل نهاية كل أسبوع يجتمعون بجيرانهم وأقاربهم على مائدة متواضعة يملؤها الحب الصادق والتعاون الرائع بعيدا عن المجاملات والنفاق والغل والحسد , يتناولون من صحن واحد كبيرهم وصغيرهم وشيخهم وعالمهم وجاهلهم فهم يرون أنهم سواسية لافرق بينهم وما ذاك إلا لتواضعهم الذي ورثوه من آبائهم ... بالفعل إخوتي ... رغم صعوبة العيش وكدر الحياة فهم محبون لبعضهم موقنون بما في صدورهم دائموا السؤال عن أحوال بعضهم ...

أمّا الآن - وأسفاه - مع زمن العولمة وزمن التطور والتكنلوجيا وزمن المغريات والفتن , أصبحنا لا نسأل حتى عن أبائنا إلا عبر الجوال ولا نسأل عن صديق - هذا إذا سأل !! - إلا عبر الجوال , وفي قلوبنا الغل والحسد , لماذا فلان أحسن مني لماذا فلان لديه كذا وكذا ... وكل منّا يضبط ساعته على وقت العمل ولا يضبطها على وقت صلاة الفجر وكأن العمل مقدم على الصلاة ... وإن فاته العمل أو تأخر غضب وإن فاتته الجماعة والصلاة لم يُبالي ... الله كيف تغيرت النفوس وتبدلت الأحوال وأنستنا وظائفنا لذة التوكل على الله ... أنسانا رغد العيش معنى الأخوة والمحبة الصادقة .. أنسانا الغنى أن نعطف على الصغير وأن نرحم الفقير وأن نتصدق على المسكين ... أنستنا لذة الحياة بر الوالدين ووصلهما وصلة الأرحام ... أنستنا التعاون على البر والتقوى وأنستنا حتى من الأقارب والجيران , حتى السلام لم يعد بيننا إلا لمن نعرف فقط ..... وأصبح من يُسلم علينا نقف مندهشين ونتساءل هل يعرفنا حتى يرد السلام علينا ؟؟؟! وكأن السلام على من نعرف فقط .

إخوتي الكرام ... أخشى إن أطلتُ تملوا لذا أرجو من الله العلي القدير أن تكون الفكرة قد وصلت والمعنى قد فُهم ... وشكرا واعذروني إن خرجتُ عن دائرة الموضوع .... فما رأيته في بعض الصلوات من قلة المصلين وذهاب الابتسامة بينهم وكأن كل واحد منهم لا يعرف الأخر جعلني أكتب هذا الموضوع الذي كان من المفترض أن يُستفرد بكتاب خاص ...

وفقكم الله لما يُحب ويرضى ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس