عكاظ : الاحد 16-02-1431هـ العدد : 3150
ليس إلا من يرعى بنات متوسطة النسيم؟
صالح إبراهيم الطريقي
سأروي لكم قصة ثلاث فتيات (شهد سالم الوداعه، نهال سليمان الشبرمي، نوف محسن الرشيدي)، ومعلمتهن (فاطمة سليمان الخليفة) من المتوسطة 34 في النسيم في الرياض، ومشرفتهن (هند الدوسري) التي ذللت لهن كل الصعاب، من أجل مشروعهن العلمي والمدهش؛ لدرجة أن الخبير الأمريكي في مؤسسة الملك عبد العزيز لرعاية الموهوبين طلب نسخة بالإنجليزي من البحث.هؤلاء المبدعات، ومعهن معلمتهن والمشرفة التي كانت الراعي الوحيد لهن، دون أن تتدخل إدارة التعليم أو الوزارة، بدأن مشروع مدينة الأحلام؛ وهو نموذج مجسم زجاجي (Model) يمثل محاكاة أو تقليدا اصطناعيا لمجسم يعرف باسم علمي «أحواض تقطير بالطاقة الشمسية والعدسة».علي أن أنبه هنا، أن مسؤول جامعة الملك عبد الله أكد لي أنهم لم يجدوا بحثا علميا جادا في كل جامعات المملكة عن تحلية المياه، مع أن المملكة أكثر دولة تعتمد على تحلية المياه، لهذا المشروع الأول الذي ستعمل عليه الجامعة تحلية المياه والطاقة البديلة (الشمسية)، وهؤلاء الفتيات ومعملتهن والمشرفة كان مشروعهن قائما على تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية.بدأ المشروع يوم الأحد 19/12/1430هـ، وكان مقر تنفيذه في المتوسطة، وحتى لا أرسل معلومات مغلوطة، لم يكن هناك معمل حقيقي في المدرسة، وكان الأمر مرتبطا بالمشرفة هند الدوسري لتحقيق كل شيء للطالبات والمعلمة.وضع للمشروع 8 أهداف، أولها الترشح بالمشروع لمسابقة موهبة للعلوم والهندسة على مستوى الرياض أولا ثم المملكة لاحقا والعالم تباعا.أهدافه الأخرى تتراوح بين تنمية المهارات وتعزيز الثقة بالمعلمة، وإيجاد حلول عملية لمشكلة شح المياه مستقبلا؛ كونها من أكبر المشكلات الحالية التي تواجه المجتمع.وآخرها الحصول على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومركز براءات الاختراع المعتمد من اليابان.فعلنها وفزن على مستوى الرياض، رغم أن المشاركين من الثانويات أيضا، وبالتأكيد حضرت الوزارة وإدارة التعليم الحفل، ليزاحمن الطالبات في الصورة، رغم أن كل شيء كان مجهودا فرديا، ولا دخل لأحد سوى (شهد ونهال ونوف وفاطمة وهند).كان البحث -الذي حصلت على نسخة منه- مكتملا ورائعا ومبشرا بمستقبل أجمل، إن تم رعاية المواهب، بإعادة الحياة لمشروع المواهب في مؤسسة التعليم الذي أصبح مهمشا.مشروع هؤلاء العظيمات إلى الآن لم يكتمل بعد، فهن وضعن مدة لإكمال المشروع ينتهي في 19/8/1431هـ، وسيكملن مشروعهن لينافسن على مستوى المملكة ثم العالم، فهل سيعاد النظر في مسألة رعاية المواهب، أم سيستمر الأمر فرديا، بمجهودات مشرفات ومعلمات لديهن طموح، هذا الطموح يمكن ومع الوقت أن يخبو، فتذبل المواهب في المدارس؟أقول هذا؛ لأن هناك 120 موهوبة في الرياض في تعليم المراحل السنية، لديهن أبحاث تحتاج إلى توثيق، لكن مدينة الملك عبد العزيز لا توثق البحوث إلا بـ 400 ريال على كل بحث، ووزارة التعليم ليس لديها بند لدفع 48 ألفا لتوثيق بحوث طالباتها أو كما تقول الوزارة: بناتنا.