الرياض :الأربعاء19 صفر 1431هـ العدد 15199
بوفيه مفتوح لطلاب الثانوية للقضاء على مخاوف الاختبارات
بيشة - عبدالله المعاوي
ابتكرت ثانوية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيشة تجربة نفسية لتجنيب طلابها مشاعر الخوف قبل دخول قاعات الاختبارات وذلك بتخصيص الساحة الداخلية للمدرسة كبوفيه مفتوح يوفر وجبة الإفطار والمشروبات الساخنة والعصيرات والكعك مجاناً للطلاب. وأوضح مدير المدرسة أحمد علي آل طاوي ل (الرياض) أنه تم تطبيق هذه التجربة منذ اليوم الأول من الاختبارات وأنها مستمرة طيلة أيام الاختبارات وتهدف إلى تهيئة الطلاب نفسياً قبل دخول قاعة الاختبارات وكسر حاجز الخوف والارتباك الذي يواجهه الطلاب عادة قبل دخولهم قاعة الاختبار، مضيفاً أن المدرسة نفذت التجربة بجهود ذاتية وأنه لوحظ خلال اليومين الأولين من الاختبارات وبشكل كبير تغير في نفسيات وسلوك الطلاب حيث إن الطلاب كانوا في السابق يتأخرون كثيراً خارج المدرسة قبل دخول القاعات بحجة المذاكرة مما يجعل ملاحظتهم أمراً صعباً ولكن بعد تطبيق التجربة لوحظ تسابق الطلاب على طاولات البوفيه وإنحساراً كبيراً لحالات التأخر عن الوقت المخصص لدخول قاعات الاختبار، إضافة إلى أنه لوحظ أن عدداً كبيراً من الطلاب فضلوا البقاء في البوفيه بعد الانتهاء من أداء الاختبارات ومراجعة أدائهم على الخروج خارج المدرسة.
الوطن :الأربعاء 19 صفر 1431 هـ العدد 3414
التقويم المستمر ينتج طلاباً بلا مهارات
ينبهر نفر من المسؤولين أمام بعض التجارب العالمية في التربية والتعليم ولا يقف الأمر به عند حد الانبهار بل يسعى لتسويقها والحديث عنها ويتبناها وينادي بتطبيقها أمام مبرر نجاح تلك التجربة أو المشروع التربوي في البلد الذي تبناها.
هذا الانبهار محمود في جانب من جوانبه لاسيما إذا كان ينطلق من حرص المسؤول على استقصاء هذه التجارب وتمحيصها للاستفادة منها في رقي التعليم.
غير أن الأمر يثير القلق بل والاستياء أحياناً من هذا التحمس الذي لا يخضع لمعايير تربوية تأخذ في اعتبارها الشروط الكفيلة بنجاح هذه التجربة أو تلك.
وفي هذا السياق فإن من الضروري جداً أن نعرف مقومات نجاح المشروع في بلده وما المدة التي استغرقها الإعداد والتخطيط والتقويم في بلد المشروع حتى قام على سوقه واستوى وتملك عناصر النجاح؟ ثم هل البيئة التي يراد تطبيق المشروع فيها والمعوقات الأساسية الموجودة كفيلة بنجاح هذا التوجه أم ذاك؟ ثم ما هي العقبات والصعوبات التي واجهتها وتواجهها هذه التجارب في بلد المنشأ؟ ثم أهي مجرد تجارب مؤقتة تطبق ريثما يظهر في الأفق البديل المناسب؟
أسئلة كثيرة تحتم علينا أن نكون منطقيين في حكمنا على نجاح المشاريع التربوية أو فشلها.
ومن الأمثلة التي يمكن الاستشهاد بها في هذا المقام التقويم المستمر المأخوذ به حالياً في المرحلة الابتدائية حيث لم يعط مؤشرات ذات دلالة واضحة على نجاحه بل إن كل المؤشرات – على الأقل إلى الآن – تشير إلى أنه أسلوب غير مجد بالشكل القائم الآن.
وكان الأولى بالوزارة أن تتخذ الإجراءات التربوية المناسبة والكفيلة بنجاح هذا التقويم.
لكنها سارعت إلى تعميمه في المرحلة الابتدائية على الرغم من أن الموافقة على تنفيذ هذا النوع من التقويم على الثلاثة الصفوف الأولى من التعليم الابتدائي على أن تقوَّم التجربة تقويماً علمياً دقيقاً وبناء على ضوء النتائج يتخذ قرار الإيقاف أو التعميم.
إن التقويم المستمر بوصفه الحالي يعمل على تسطيح المعلومة ولا يركز على المهارة بشكل صحيح وهذا يعني أننا نسجل فشلاً تربوياً حاداً من خلال هذا المشروع.
إنني عندما أصدر حكماً كهذا على التقويم المستمر فإنما أستمد ذلك من خلال الميدان التربوي ومن المعلمين الذين يباشرون العملية التعليمية من خلال هذا التقويم حيث يؤكدون ذلك.
ثم إن أولياء الأمور وهم المستفيدون من هذا المخرج يؤكدون هشاشة هذا التقويم تماماً حيث كل الطلاب ناجحون وأوائلهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة ولا يستطيعون التعامل بحسن التصرف مع أبسط مواقف الحياة.
وما دام هذا هو الواقع فإنني أقترح عودة نظام الاختبارات للصف السادس الابتدائي على أن تجرى دراسة علمية على نظام التقويم.
وعلينا أن نسعى إلى تطوير التعليم الأساسي بشكل يجعل من الطالب ماهراً في التحدث والقراءة والكتابة والاستماع وأن يكون قادراً على التفسير والتعليل والتحليل والنقد والتقويم والاستنتاج والتطبيق بما يناسب المرحلة التي ينتمي إليها.
وأخيراً فإن المرحلة الابتدائية هي مرحلة التأسيس الذي يكشف فيها الطالب قدراته وينميها وتبنى شخصيته وتتكون صورته الأساسية معرفياً وسلوكياً ووجدانياً وما لم تكن مرحلة ثرية ثراء تربوياً مميزاً فإن ذلك سينعكس سلباً على الطالب والمجتمع.