[صقر قريش]

كافل اليتيم في الجنة

عبدالله عمر خياط

في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال في سورة الحديد : (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم)، كما يقول عز من قائل في سورة المزمل :( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا).
وفيما روى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه عز وجل). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الصدقة لتطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء).
وإذا كان هذا بعموم ما يناله المتصدق من الأجر فإن لكافل اليتيم مكانة سامية لقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة : (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم).
كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وقرن بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام .
فأي مكانة يتوق إليها الإنسان أعظم من هذه التي تجمعه برسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم ؟
ومؤسسة (كافل) لرعاية الأيتام في منطقة مكة المكرمة ترعى من الأيتام أكثر من أحد عشر ألف يتيم. وتهدف المؤسسة إلى مساعدة الأيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة من دون السعي لتحقيق أي ربح، إذ يقوم عليها من أهل الصلاح والخير نخبة من الذين يسعون إلى:
• المساهمة في رعاية وكفالة الأيتام بما في ذلك كفالتهم داخل أسرهم أو عائلهم وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم.
• غرس مبادىء الدين الإسلامي الحنيف والعقيدة السليمة في عقل اليتيم ووجدانه حتى ينشأ قوي العقيدة، راسخ الإيمان، سليم الفكر.
• تقديم المساعدات النقدية والعينية والسكنية للمحتاجين من الأيتام وعائلهم .
• العناية بتعليم وتأهيل وتدريب الأيتام وتشجيعهم للاعتماد على أنفسهم ــ بعد الله ــ في ترتيب شؤون حياتهم.
• العناية بدور الأيتام ويشمل ذلك الإسهام فيها إنشاء وتشغيلا..
• تملك الأراضي أو المباني أو استئجارها أو تطويرها لتحقيق الأهداف المذكورة.
• إعداد وتطوير الأبحاث والدراسات التي تسهم في سد حاجة اليتيم وتحقيق أهداف المؤسسة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وفي كلمة لفضيلة الدكتور عبد العزيز بن داود الفائز أمين عام مؤسسة (كافل) يقول:
انطلاقا من قوله تعالى (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم .. الآية) وقوله عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا : وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال كالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم.
ومن البلد الحرام ومهبط الوحي، انطلقت مؤسسة كافل لرعاية الأيتام في منطقة مكة المكرمة لتعنى بكفالة الأيتام وأسرهم لينالوا الرعاية الاجتماعية والتربوية والصحية وتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل حتى يستغنوا وليكونوا لبنة صالحة في مجتمعهم بإذن الله، ويرأس مجلس الإدارة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وقد حصلت المؤسسة بحمد الله وتوفيقه على شهادة الجودة العالمية (الآيزو) وحصل موقع كافل الإلكتروني على المركز الثالث فرع مؤسسات المجتمع المدني لجائزة التميز الرقمي لسنة 1429هـ والتي تنظمها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وترعى المؤسسة عدد (10076) يتيما ويتيمة، و (2177) أرملة.
فيا أيها الذين آمنوا سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض وبرفقة الحبيب كما وعد بذلك عليه الصلاة والسلام.