جرائم المسيار
سعد عطية الغامدي
أحيي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها اختارت الوقوف إلى جانب زوجة المسيار التي اصطحبها زوجها ليقذف بها في أحد شوارع مكة بعد أن سحب منها أوراقها الثبوتية وتركها مجهولة الهوية.
هي يتيمة الأبوين وهو زوجها منذ خمس سنوات تنقل بها بين المدن المختلفة وكان قد اشترط عليها ألا تحمل لكنه حين اكتشف أنها حامل جاء انتقامه حادا ومروعا وقاسيا.
أخرجها من سكنها وسلب أوراقها وهرب، وتركها تصارع المجهول، محتجا بأنه يريد الزواج من إحدى بنات عمومته وكأن أعراض المسلمات لعبة يتسلى بها هؤلاء.
هذه واحدة من حالات تستدعي استحضار كثير منها كي يقف المجتمع بصحافته ومؤسساته ومفكريه أمام الذين يريدون تحويل مؤسسة الزواج إلى نزوة عابرة تنفصم عراها عند الحمل أو عند تحمل نفقات أو أعباء شريكة الحياة.
حالة اليتيمة هذه لا تقل بشاعة ولا وحشية عن حالة سابقة لكنها ليست بعيدة فبطلها يتسنم منصبا رفيعا في أحد المجالس البلدية حيث وضع الزوجة البائسة حين علم بحملها أمام أحد خيارين مجحفين: إما الطلاق إن اختارت الحمل أو الإجهاض إن اختارت البقاء وحين اتصلت به تخبره أنها أجهضت قال لها أنت طالق.
هؤلاء يحتاجون إلى تأديب ومن بين صور التأديب التشهير بهم وفضح فسادهم الأخلاقي؛ لأن هذه التصرفات لا تكاد تختلف عن الشروع في القتل.
وأشكر الهيئة مرة أخرى مع ما لها من أخطاء تحتاج إلى إصلاح لكنها الوحيدة من بين جهات حكومية أخرى التي بادرت إلى احتضان المظلومة وإلى التحقيق مع المجرم.