الجزيرة : الجمعة 21-02-1431هـ العدد : 13644
تعليمنا.. وازدواجية التعاميم..!!
د. سعد بن محمد الفياض
عندما تتضارب المصطلحات في مدلولاتها وتتناقض الخطابات في مفرداتها.. عندها تموج التصورات ويحصل الاختلاف ويصبح المرء في حيرة من أمره.. وربما وصل إلى الخصام والشجار.. وعصيان التنفيذ ورفض القرار.. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في وزارة التربية والتعليم من خلال تلك التعاميم التي يناقض بعضها بعضاً.. تارة أفعل كذا.. وآخر لا تفعل كذا وهو نفس المتلقي ونفس الموضوع ونفس المصدر.. والعجيب أنك ترى الإصرار والصرامة في الأمر من المصدر وربما الوعيد والتهديد في كل تعميم من هذه التعاميم!!.. وإليكم مثال واحد لهذا التضارب وهذه الازدواجية في التعاميم!! تعميم يرسل إلى إدارات المدارس بإلزام معلمي تلك المدارس بإنهاء جميع أعمالهم في مدارسهم للتوجه إلى الملاحظة والمراقبة في المدارس الثانوية الأهلية فعندما يأتي المعلمون بتنفيذ ذلك التعميم من إنهاء المناهج وأداء التقويم بل وتوزيع النتائج يأتي تعميم آخر بعدها بأيام ينقض التعميم السابق وبصورة فورية وبأسلوب فيه الوعيد والتهديد للمعلم والطالب، والذي يتضمن استمرار الدراسة وأن على الطلاب الحضور وإلا سيخصم عليه من درجات المواظبة (فكيف تستمر العملية التعليمية بدون معلمين!!).. نحن لا نحتج على التعميم كتعميم ولا نعترض على ما فيه من قرارات.. ولكن نقول هل إصدار هذا التعميم وفي هذا الوقت بالذات مناسب؟ وهل الأسلوب والطريقة في اتخاذ هذا القرار أيضاً مناسباً؟ هل فكرنا في الازدواجية التي سيحدثها هذا القرار والتباين في التطبيق الذي سينتج عنه, وهل فكرنا مدى أثره على أولياء الأمور وطريقة تعاملهم معه؟.. إنها قرارات وتعاميم قد يستهين بها المرء ويجتهد فيها إلا أنها قد تحدث في سير العملية التعليمة شرخا يكون أثره مستمراً وطويلاً.. إن لهذه القرارات المرتجلة أثرها في زعزعة التعليم.. وقطع حبال الثقة بين المنظرين و المطبقين وبين الإدارة والميدان.. نأمل من إداراتنا التعليمية التربوية إذا أرادت حقاً النجاح للعملية التربوية أن تنزل للميدان وتترك التنظير.. تعايش الهموم وتلامس المواقف وتحاكي الواقع بوقت مبكر.. تحدد فيه الرؤية و توحد فيه القرار وتصور الهدف وترسم المستقبل.. بعيدة عن الازدواجية والتباين والارتجالية والعشوائية.. عندها سنسير في القافلة وندخل السباق ونصل الهدف.. وإلا سنستمر نبدأ من حيث بدأ الآخرون ونتوقف من حيث نهض العاملون.