عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2010   رقم المشاركة : ( 12 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية السبت 22-02-1431هـ

الرياض :السبت 22 صفر 1431 هـ العدد 15202
ثقافة جديدة للتعليم الثانوي
د مشاري بن عبدالله النعيم
يحق لنا أن نتساءل حول ما يجري حاليا في السنة التحضرية التي ابتدعتها الجامعات السعودية، ورغم عدم قناعتي حول جدوى هذه السنة إلا أنني أجد العذر للجامعات بسبب تدني مستوى خريجي الثانوية العامة، هذا العلاج أو الترقيع، كما أراه، لا يمكن أن يحل المشكلة لكنه قد يسكنها، كما أنه قد يفضي إلى ضياع العديد من الشباب والشابات دون سبب إلا كونهم تخرجوا من نظامنا التعليمي البالي. أذكر أنه سألني أحد الزملاء من شركة أرامكو، عن ماذا يمكن أن تقوم به شركة أرامكو للمجتمع. ويبدو أن السؤال جاد أو هكذا ظهر لي، بل يبدو أنه طلب من أرامكو أن تقوم بعمل ما مرتبط بتطوير المجتمع السعودي. قلت له هل المقصود "أي عمل" أم أن هناك عملا محددا تريدنا أن نختصر حديثنا حوله؟ التفت زميل آخر وقال "أحذر يا دكتور، فالرجل يريد إستشارة مجانية"، فضحكت وقلت له أمضيت حياتي أقدم الاستشارات المجانية ويتفضل علي من يسمعها ويحاول تنفيذها، فلا بأس من الاستشارة المجانية إذا وجدت أذنا صاغية. والتفت للصديق الذي طلب الاستشارة وقلت له أني لا أجد عملا أفظل من أن تشرف شركة أرامكو على التعليم الثانوي في المملكة، لأنها المرحلة الأكثر إشكالا في التعليم لدينا، وهي بذلك تريح الجامعات من السنة التحضيرية وتريح وزارة التربية والتعليم من عبء إعداد الطلاب للقبول في الجامعة بحيث تركز الوزارة على التسع سنوات الأولى وتطورها بشكل افضل. ولا بأس أن يكون الموضوع شراكة بين وزارة التعليم وأرامكو فخبرة الوزارة واسعة ولديها تراكم كبير في هذا المجال لكنها ربما تحتاج إلى فكر جديد ودماء جديدة ورؤية مختلفة قد تساعدها شركة أرامكو فيها. يظهر أن الصديق أصيب بصدمة من الاقتراح، فلم يكن يتوقع أن يكون اقتراحي مرتبطا بعمل ضخم ومسؤولية كبيرة بهذا الحجم، فقد تغيرت ملامح وجهه واتسعت حدقتا عيناه، إما إستغربا أو حماسة فالعلم عند الله، قال لي الزميل أن هذا عمل ضخم يصعب على ارامكو القيام به، فرددت بحزم وقلت لكنه عمل وطني عظيم والشراكة التي قد تقدمها ارامكو لوزارة التعليم سوف تكون مجدية للجميع وستحقق نقلة نوعية للشركو وللوزارة ولابناء هذا الوطن. فلا يمكن لمؤسسة أن تتحمل عبئا كبيرا وبشكل منظم وقابل للقياس والتقييم مثل ارامكو بخبرتها التعليمية الفذة خصوصا مع وجود خبرات الوزارة التعليمية والمجتمعية التي قد ينتج عنها مزيج فعال ينقذ التعليم الثانوي ويجعل الوزارة فعالة أكثر في التعليم التأسيسي (الابتدائي والمتوسط). إنني أرى أن مؤسسة إقتصادية بحجم أرامكو يمكن أن تكون مؤسسة "إجتماعية/مدنية" وهذا الدور ليس غريبا على أرامكو بكل تجاربها التي امتدت على مساحة سبعة عقود في مجال التعليم والتدريب وإدارة المدارس وبنائها في المنطقة الشرقية. الفكرة هنا تقاوم "المركزية" التي عليها وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، فكل وزارة تريد أن تهيمن على أكبر قدر من الصلاحيات دون أن تكون مؤهلة للقيام بدورها على أكمل وجه. وعودة أرامكو بثقلها الاداري "الممأسس" الذي يرتكز على نظام "أخلاقي" محاسبي صارم وتجربة دولية "تدريبية" عميقة سوف يجعل من التعليم الثانوي "مصنع" الطاقات السعودية الشابة التي بعضها قد يتجه للتعليم الجامعي والبعض الآخر سينخرط في سلك العمل (وفي شركة أرامكو نفسها التي تحتاج إلى أعداد كبيرة من خريجي الثانوية المؤهلين للقيام بأعمال تقنية وإدارية وسيطة). أنا على قناعة أن أرامكو ستدخل التعليم التقني و"التدريبي" الذي سيجعل من خريجي الثانوي عندنا جاهزين للعمل. الفكرة راقت للبعض، رغم أنهم يرون أن العمل على تطوير التعليم الثانوي سيكون صعبا وسيكون هناك إشكالات في خريجي الإعدادية التي قد يواجهون صعوبات في التلاؤم مع النظام الذي يمكن أن تضعه أرامكو للتعليم الثانوي في حالة تطبيق الفكرة. إنني على يقين أن وزارة التربية والتعليم سوف تقوم بدورها على أكمل وجه عندما يكون دورها مرتبط بالتعليم التأسيسي بإمكاناتها الضخمة وتجربتها الممتدة، كل ما تحتاج له الوزارة هو التركيز، وهذا الاقتراح ربما يتيح لها فرصة تاريخية للتركيز على أهم مرحلتين، فكما يؤكد المفكر التونسي (محمد الطالبي) أن مرحلة التعليم الابتدائي (وقد كان معلما فيها وعاشقا لهذه المرحلة من التعليم قبل ان ينتقل للتعليم الثانوي والجامعي) أنه لا يوجد هناك أجمل من أن تشكل عقولا لم تتشكل بعد وتصنع منها عقولا مفكرة. أن شراكة مؤسسات تدريبية واقتصادية مثل أرامكو (وربما مؤسسات أخرى) في إدارة التعليم الثانوي سوف يخفف العبء عن وزارة التربية وسيحول سنوات الثانوية إلى سنوات تحضيرية للجامعة (على غرارLevel A في بريطانيا) بحيث نوفر سنة تحضيرية يضيعها الطلاب في الجامعة دون أي فائدة تذكر. إذ يجب أن ننظر هنا للموضوع نظرة إقتصادية متأنية، أعتقد أن تحويل التعليم الثانوي إلى مؤسسة مستقلة فيه توفير لخزينة الدولة وحفظ للمال العام وإستثمار حقيقي في إنسان هذا الوطن. وعندما تشارك مؤسسات مؤهلة في المسؤولية ستكون مؤثرة وستؤتي أكلها كل حين. فنحن لسنا بحاجة إلى صنع مؤسسات جديدة إذا كانت ستكون مجرد مؤسسات "شكلية" "بيروقراطية" ومركزية تمارس نفس الدور الذي يصر على ثقافة "ما أريكم إلا ما أرى". نحن بحاجة إلى مؤسسات صارمة لكنها تخضع "للتقييس" و"التقييم" ولا تكون كبيرة على المحاسبة والعقاب. أنا مؤمن أن المؤسسات الكبيرة هي التي تصنع التغيير، وعندي قناعة أكبر أن لدينا مؤسسات تستطيع أن تقوم بهذا الدور لأنها مؤسسات تملك المقدرة والخبرة ولديها المؤهلون وتستطيع اختيار المؤهلين بعيدا عن "المحسوبية". هذه العوامل التي تفتقر لها كثير من مؤسسات الدولة الأخرى هي عناصر النجاح التي يجب أن نركز عليها الآن، وإذا ما توفرت في مؤسسة تعليمية ستكون هي المؤسسة التي ستصلح من حال التعليم لدينا. أنني أتمنى، واعتقد أن كثيرين مثلي يتمنون أن تكون لدينا مؤسسات تعليمية رائدة لكن مع هيمنة هذه الثقافة المركزية التي نحن عليها الآن لن تكون لنا الريادة ابدا
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس