[صقر قريش]

الوطن :السبت 22 صفر 1431 هـ العدد 3417

برقية عاجلة لوزير التربية: راضون بحكمك وحكمتك

قينان عبدالله الغامدي

أقل ما يمكن أن يوصف به القرار المفاجئ وغير المعقول أنه مربك، فكيف يمكن وصفه إذا كان يتعلق بمصير ومستقبل أكثر من ألف طالب وطالبة من طلاب الشهادة الثانوية العامة الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا مرافقين مع ذويهم من المبتعثين أو العاملين خارج المملكة، هؤلاء الطلاب والطالبات يتوقون للتخرج بتقديرات تؤهلهم للقبول في الجامعات والتخصصات التي يرغبون بينما وزارة التربية والتعليم فاجأتهم بعد أن مضى من العام الدراسي أكثر من شهر بأنهم منتسبون وليسوا منتظمين، وأن عليهم المثول أمام مراكز تجميع لإجراء الاختبارات في الفصلين في كامل المنهج لا في مدارسهم مثل ما يحدث لنظرائهم في الداخل، ومثلما كان يحدث لسابقيهم في كل الأعوام الماضية، فلماذا يحدث هذا؟ إليكم النبأ التالي:

(أبلغ «عكاظ» مدير المدارس السعودية في الخارج في وزارة التربية والتعليم الدكتور ماجد الحربي أن قرار إقامة اختبارات الثانوية العامة لطلاب وطالبات الانتساب في عدد من دول العالم، يأتي بهدف ضمان سلامة الشهادات التي تمنح للطالبات والطلاب ومنع التلاعب، وذكر أن الوزارة اعتمدت 35 مركزا في مختلف دول العالم لإجراء الاختبارات للطلاب المتواجدين في الخارج والبالغ عددهم نحو ألف طالبة وطالب) هذا الخبر كان منذ أسبوعين، أي تقريبا بعد أسبوعين من تسلم هؤلاء الطلبة والطالبات للمناهج الدراسية وقبل أسبوعين من موعد الاختبارات النصفية، وبين يدي شكوى من أكثر من مئة وستين من أولياء أمور طلاب وطالبات في بريطانيا فقط يرجون الوزارة أن تؤجل تطبيق هذا القرار حتى العام القادم حتى يكون لدى أولياء الأمور فرصة يتدبرون فيها أمر إعادة أبنائهم وبناتهم في هذه المرحلة إلى المملكة، فهم لا يعترضون على رغبة الوزارة في القضاء على التلاعب أينما وجد، لكنهم يعترضون على أن يكون مستقبل أبنائهم وبناتهم في هذه السنة ضحية قرار مفاجئ لم يحسبوا له حسابا منذ وقت مبكر، ولم يعلموا عنه إلا وقد بدأت الدراسة، ومعظمهم لا تسمح له إمكانياته بالتنقل داخل مدن دولة الإقامة من أجل الاختبارات ناهيك عن استحالة إعادة ابنه أو ابنته إلى المملكة بعد مضي نحو شهرين أو أكثر من العام الدراسي. أولياء الأمور هؤلاء حملوني رسالة إلى وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله ملخصها: تدركون ـ لاشك ـ يا سمو الوزير معاناة أبنائنا وبناتنا في الخارج وهم يدرسون سبعة أيام في الأسبوع خمسة في المدارس الأجنبية ويومين في السعودية، وتعلمون الفرق الواضح بين شهادة الانتساب وشهادة الانتظام وموقف الجامعات من كل منهما عند القبول سواء جامعاتنا في الداخل أو جامعات العالم، ولن نحدثكم عن صدمة أن يكون الطالب أو الطالبة ممتازا في الحقيقة لكن شهادته تقول غير ذلك لا بسبب تقصير منه أو منها لكن لأن نظاما تعجيزيا قرر ذلك، وباختصار شديد وبثقة تامة نقول لسموكم هؤلاء أبناؤك وبناتك ونحن راضون بما ترضاه لهم وما تحكم به حكمتك لمستقبلهم.