صحيفة اليوم :الاثنين 24 صفر 1431 هـ العدد 13387
جدة: دراسة لتقنين العمل الجائل ومنع الأجانب من مزاولته الخطر ينصب فخاخه بجانب المدارس والجهات المعنية "لا حس ولاخبر"
مباركة الزبيدي ـ جدة
غياب الرقابة يزيد وتيرة الخطر
ينصب الخطر الحقيقي فخاخه بجانب مدارسنا، وربما تحت سمع وبصر الجهات المعنية، التي قد تنجح في اقتلاع هذا الخطر مرة، وتفشل مرات، ليبقى الخطر موجوداً حتى إشعار آخر، مهدداً الطلاب والطالبات بأمراض مخيفة.. هذا الخطر ليس إلا السلع التي اعتاد الباعة الجائلون بيعها في وضح النهار، على الطلاب والطالبات بأرخص الأسعار، ولا يوجد ما يؤكد مصدرها، وطريقة صنعها. ورغم التشديدات والإجراءات والعقوبات التي اتخذتها أمانة محافظة جدة تجاه الباعة الجائلين، وأصحاب البسطات العشوائية، إلا أن الظاهرة لا تزال موجودة، خاصة عند المدارس سواء مدارس البنات أو البنين، وكذلك عند الجامعة وكليات البنات، أو في الطرق السريعة بين السيارات. وتلقى هذه البسطات أو هؤلاء الباعة الجائلين إقبالاً من جانب طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، ولا يعرف الكثير من الأهالي حقيقة ما يتناوله فلذات أكبادهم في طريق عودتهم من المدارس الموجودة داخل الأحياء، وهناك من يتعامل مع الباعة الجائلين من أبناء تلك الأحياء.
وقت الظهيرة
ويطالب أهالي بتكثيف الرقابة عند المدارس ابتداءً من الظهيرة، وهو وقت انصراف الطلبة والطالبات وحتى خلو تلك المدارس نهاية اليوم الدراسي، وكذلك طالبوا بأن تساهم الجهات الأمنية بمنع أولئك الباعة الذين يتنقلون بين السيارات وعند إشارات المرور ذهاباً وإياباً معرضين أنفسهم وسائقي السيارات للخطر.
وكانت أمانة محافظة جدة قامت في وقت سابق باعتماد اللائحة التنظيمية الخاصة بالباعة الجائلين والتي تتضمن تنظيم عملهم وإيجاد فرص عمل نظامية للمواطنين ومنع الأجانب من ممارسة هذا النشاط وإيجاد مواقع مناسبة للباعة، دون اضرار بالآخرين من سكان ومحال تجارية، إضافة إلى متابعة ومراقبة الباعة الجائلين للتأكد من تنظيمها والحفاظ على الصحة العامة. ويشترط في الأكشاك المتنقلة أن تكون ذات تصميم هندسي، يتناسب مع الشكل الجمالي والجوانب الصحية للبضائع المعروضة.
وزارات معنية
وتم تحديد الجهات ذات العلاقة فيما يخص الباعة الجائلين وهي وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الحج والمالية والثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويشترط منح البائع الجائل ترخيصاً لمزاولة نشاطه ويكون الترخيص صادراً من البلدية، بالإضافة إلى ان هناك مواقع مخصصة للبيع يتم تحديدها من قبل الأمانة مثل الساحات العامة التي تكون أمام المرافق مثل (المساجد وقصور الأفراح وشواطئ السواحل).
كما تقوم الأمانة بمراقبة الباعة الجائلين من خلال تكوين فريق عمل (وحدة الضبط) لمتابعة الباعة الجائلين، وبإمكان البلدية الاستعانة بالأجهزة الأمنية.
ومن جهة أخرى، تعاقدت أمانة محافظة جدة مع أحد المكاتب الاستشارية المختصة لإعداد دراسة تتعلق بتطوير وتنظيم البسطات والأسواق الدائمة والمؤقتة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية .
الترخيص أو التأجير
وأوضح مدير عام الاستثمار بأمانة محافظة جدة نبيل مفتي أن الدراسة تهدف إلى تطوير وتنظيم نشاط البسطات والباعة المتجولين بطريقة تساهم في التطوير الحضاري والاجتماعي بجدة ورفع مستوى المعيشة للفئات المحتاجة وتسهيل الإجراءات النظامية للحصول على التراخيص أو التأجير لإفادة أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة والحد من ظاهرة البيع العشوائي وغير المرخص .
وأشار إلى أن الدراسة تستهدف تفعيل مشاركة الجمعيات الاجتماعية والتنسيق معها، لتحقيق أهدافها في هذا المجال، بالإضافة إلى المحافظة على التراث الشعبي والتقاليد المحلية والمظهر الحضاري للمحافظة، فضلاً عن إضافة نشاطات موسمية تميز المحافظة وتساهم في تطوير السياحة.
وقال: إن نطاق عمل أنشطة البسطات الدائمة والمؤقتة يشمل عربات الخضار والفاكهة وعربات البليلة وغيرها من الباعة الجائلين في الأسواق الدائمة والمؤقتة مثل أسواق الجمعة .
وبين أن المواصفات الفنية الخاصة بالمشروع تتطلب تقديم دراسة وتحديد الفئة المستهدفة والمستفيدة مع الأخذ في الاعتبار تحديد الفئة المستهدفة حاليا بحيث لا تقتصر فقط على السيدات الأرامل أو المطلقات أو الرجال فوق سن الخمسين، كما يقوم الاستشاري بتقديم دراسة عن أفضل التجارب العالمية من ثلاث قارات مختلفة وتقديم تحليل وتوصيف أسباب نجاح كل تجربة، وما يناسب بيئة المملكة، بالإضافة إلى إعداد قائمة بالمواقع المقترحة، ودليل تعريفي يحدد خطوات وإجراءات الترخيص، وتوقع الانتهاء من الدراسة خلال أربعة أشهر.