[صقر قريش]

عكاظ : الاربعاء 26-02-1431هـ العدد : 3160

اختبار في سروال محمد نور

حمود أبو طالب

حتى وإن كانت حالة فردية فإنها تعطي مؤشرا ودليلا على بعض أصناف الفكر المشوه الذي يحاول تمرير رسائله الاختطافية في المدارس لتحويل العقول الغضة إلى مشاريع كراهية للحياة والناس، جاهزة للتكفير في مستقبل الأيام، ومستعدة أن تصل إلى النهايات المحزنة التي حصدت كثيرا من شبابنا وهم براعم لم تتفتح على الحياة بعد..

نعرف أن مشروع تنظيف التعليم من زارعي الألغام ومحترفي التفخيخ العقلي لن يكون مشروعا سهلا لأنهم تغلغلوا عميقا في البنية التعليمية، ولأنه ما زال موجودا من يدافع بعنف عن وجودهم من خلال حجج وذرائع تلتف على الحقيقة وتستحضر اتهامات بعيدة عن واقع المشكلة وحقيقتها..

في ركن من صفحتها الأخيرة نشرت صحيفة المدينة يوم قبل أمس الاثنين خبرا قد يبدو في ظاهره طريفا ومسليا وعابرا، لكنه في حقيقته يكشف حقيقة ما قلناه في أول هذا المقال، ويوضح أساليب التجهيز المختلفة لطرح وغرس أفكار أكثر تقدما وخطورة في المراحل التالية..

معلم التربية الإسلامية في إحدى المدارس المتوسطة يضع أسئلة لطلاب الصف الثاني من ضمنها:

* معلم الإنجليزي ــ المغني المسلم ــ المشجع النصراوي ــ المدرب الكافر.. من منهم يجتمع في حقه الحب في الله والبغض في الله..

* ما حكم النظر إلى النساء الكاشفات في الجرائد والمجلات، والأسواق والتلفاز: محرم ــ مكروه ــ كفر ــ جائز؟؟..

* وزارة التربية والتعليم أمرت المعلم بعدم ضرب الطالب، فما حكم طاعته لها: واجبة ــ جائزة ــ مكروهة ــ محرمة؟؟..

نماذج لأسئلة قد تبدو عادية للوهلة الأولى، ولكنها ليست كذلك وهي تستدعي مصطلحات الكفر والتكفير، والتحريم والطاعة والمعصية والتمرد، في سياقات وأمثلة لا تناسبها هذه الحمولة الثقيلة كمدرب الكرة، والمغني وكشف الوجه وتعليمات وزارة التربية والتعليم، وسروال نجمي كرة القدم محمد نور وياسر القحطاني، وجهاد النجم عبده عطيف في سبيل الله، وسفر صديقين إلى خارج المملكة.. إنه توظيف مشبوه بقدر ما هو ساذج وسطحي، فيه تعدٍ على الهدف التعليمي والتربوي من الاختبارات، وانتهاك لعقول الطلاب، وتجاوز في احترام خصوصيات الناس، كل ذلك من أجل زرع أفكار وقناعات معينة لدى طلاب في سن مثالية لأساطين الاختطاف والتفخيخ، والتفجير اللاحق.