عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2010   رقم المشاركة : ( 4 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية الجمعة 28/2

الجزيرة:الجمعة 28-2-1431هـ العدد:13651
اللغة الإنجليزية وأبجديات الوطنية
أعلن الدكتور الزميل عبد العزيز السماري في زاويته «بين الكلمات» في عدد الجزيرة 13640 تحت عنوان: «شرط إتقان اللغة الإنجليزية» . . أعلن خطأ من يعتقد جازماً بأن مطالبة التعليم باللغة الإنجليزية . . ثم اشتراطها في حق الحصول على العمل . . يُعتبر الطريق الممهدة إلى حيث عصر الحضارة والرقي . . معتبراً شرط إتقان اللغة الأجنبية للعمل في الوطن، هو مبدأ يُخالف أبسط أبجديات الوطنية في التاريخ الحديث . . ولم يتجاهل الزميل العزيز استثناء بعض المراكز العلمية المتخصصة جداً . . وتابع في اعتبار إتقان اللغة الأجنبية غير مقبول في مجالات العمل العامة في الشركات والبنوك والمصانع وخطوط الطيران ووكالات السياحة والدوائر الحكومية . . إلى آخر ما جاء في مقالة الدكتور السماري . ويبدو أن حماسة الدكتور العزيز عبد العزيز السماري دفاعاً عن اللغة العربية . . أو عداءً للغة الإنجليزية كشرط أو متطلب وظيفي، قد أخذت مأخذها بحيث حوَّل إتقان اللغة وتعليمها لقضية وطنية يمسها . . بل ويخالفها بشكل مباشر وصريح ومطلق . . اعتبار إتقان اللغة الإنجليزية شرطاً للعمل، وصوَّرها - بشكل ممتع - كخيال حالم . . بل كسراب خادع يقود المتمسك به المصدق له إلى عالم الحضارة والرقي . كنت وما زلت أعتقد جازماً أن اللغة الإنجليزية في بلادنا . . وبسبب عدم تعليمها في مدارسنا الابتدائية . . وعدم الاهتمام بتعليمها بجدية وإخلاص في المراحل التي تلي ذلك، أضحت بمثابة مؤهل لمن يريد الالتحاق بعمل ما، بل تجاوز الأمر ذلك بحيث أصبح من يجيد اللغة الإنجليزية، وهو الذي لا يحمل مؤهلاً علمياً مناسباً . . أو حتى لا يحمل مؤهلاً علمياً إطلاقاً . . أصبح لا يقبل بالوظائف المتواضعة كونه يجيد الإنجليزية . . ومن يجيدها باعتقاده وباعتقاد متطلبات السوق المحلية يُعتبر مؤهلاً لمسؤوليات أكبر ومهام أعظم . . ولو كان تعليم اللغة الإنجليزية مُهتَماً به منذ الصغر في مدارسنا . . لما تمَّ اعتبار متقنها مؤهَلاً لوظائف أعلى مِن مَن يعلوه علماً وتأهيلاً تخصصياً مناسباً للوظيفة ذاتها . نعم، تُعتبر اللغة الإنجليزية اليوم من المهارات المطلوب توافرها لمن يرغب في العمل . . ليس ترفاً تأهيلياً يندرج ضمن متطلبات أرباب العمل . . وليس تعليةً لمعايير القبول الوظيفي . . ولا تعجيزاً للمتقدمين للوظائف . . بل ضرورة حتمية لمعظم متطلبات العمل اليومية، فجميع الجهات التي أشار إليها الزميل العزيز تتعامل مع جهات خارجية لا يجيد ممثلوها اللغة العربية . . سواءً كانوا في بنوك أو مصانع أو شركات أو خطوط طيران أو وظائف سياحية أو فندقية، فكيف يُمكن القول بأن اللغة الإنجليزية ليست مطلباً لمن يعمل في مجال السفر والسياحة، وهو الذي يتعامل مع مختلف الثقافات واللغات . . وليت دكتورنا الكريم لم يذكر الدوائر الحكومية ضمن المنظومة التي أوردها في سياق الجهات التي لا يُعتبر إتقان اللغة الإنجليزية فيها شرطاً كونها الوحيدة التي لا يتطلب العمل فيها إتقان اللغة الإنجليزية في ظل وجود مترجمين غير مواطنين في بعضها . معلوم أن اللغة العربية تُعتبر أكبر اللغات من حيث عدد المتحدثين بها، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وكانت أهم لغة في العصور الوسطى . . حيث كُتب بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية المسيحية واليهودية . . وارتفعت مكانة اللغة العربية . . وانتشرت إبان علو كعب العرب والمسلمين، وأصبحت بالتالي لغة السياسة والعلم والمعرفة والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثَّرت اللغة العربية تأثيراً مباشراً وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأردية والألبانية، وباقي اللغات الأفريقية الأخرى . . كما ولحق تأثيرها اللغات الأوروبية كالروسية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية . كان على شعوب العالم تعلُّم اللغة العربية وإتقانها لفهم الحضارة العربية والإسلامية التي سادت آنذاك، ولنهل العلم والمعرفة في العلوم المختلفة التي برع العرب والمسلمون فيها أثناء تلك الحقبة الزمنية . . ولم يتسبب ذلك في جعلهم ضعفاء مهزومين أمام سلطة حضارة العرب والمسلمين . . ولم يتقوقعوا في ظلال التبعية والكسل الذهني . . ولم يجعلهم ذلك أسرى أبديين أمام تحدي إتقان اللغة العربية . . بل تجاوزوا ضعفهم وتعلموا العربية وأتقنوها وكتبوها . . حتى تغلبوا على ضعفهم قبل أن يتغلبوا على العرب أنفسهم، وهم لذلك لم يتعرضوا لاهتزاز بالشخصية أو الشعور بالعجز المزمن . . ولا بانشطار هائل في شخصيتهم . . بل لم يكونوا مضطرين للعيش في حالات تيه وضياع . واليوم ومع الاختلاف الحاصل في التقدم العلمي أضحت اللغة الإنجليزية هي لغة العصر ولغة العلوم والتقنية الحديثة . . والتي لا يُمكن لنا تطويعها وتوظيفها . . ما لم نتحدث لغة أهل البلاد الذين كان لهم الفضل في بروزها . أتفهم وأُقدّر غيرة الزميل القدير على لغتنا العربية . . لكنني أؤكد أن تعلُّم لغة العصر سيزيدنا ويقوينا . . ولن ينقصنا أو يُضعفنا، وهذه إسرائيل، الدولة التي تعتز بعبريتها . . تعتبر اللغة العربية لغة رسمية لديها .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس