عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-15-2010
 
سيناتور ثمالة
عضو

  سيناتور ثمالة غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 5056
تـاريخ التسجيـل : 06-12-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 32
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : سيناتور ثمالة
افتراضي ترك....مالايعنيك

ترك....مالايعنيك ترك....مالايعنيك ترك....مالايعنيك ترك....مالايعنيك ترك....مالايعنيك

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

عن علي بن الحسين -رحمه الله تعالى- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

رواه مالك وأحمد، ورواه ابن ماجه عن أبي هريرة، ورواه الترمذي عن علي بن الحسين وعن أبي هريرة .

هذا الحديث كما ذكر المؤلف روي من حديث أبي هريرة، وروي من حديث علي بن الحسين مرسلا، وأهل العلم مختلفون في صحته، فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه كالنووي في الأربعين؛ لأن هذا من أحاديث الأربعين النووية، ومنهم من ضعفه وقال: إنه مرسل، ومع هذا كله فإنهم يعدونه أصلا من أصول يعني الأدب والمنهج القويم.


من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

هذا معنى حق، الإسلام يأمر يعني بالعناية بالأمور النافعة، العناية بأداء الفرائض وفعل المستحبات، العناية بتجنب المضار، بتجنب ما يضر الإنسان بنفسه أو يضر بغيره

لا ضرر ولا ضرار

فالإسلام فيه يعني الدعوة والدلالة على كل خير، والدعوة والتحذير والنهي والتنفير عن كل سوء عن كل شر، فما من خير إلا دل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته عليه، وما من شر إلا حذرهم منه.

فمن حسن إسلام المسلم تركه ما لا يعنيه، يعني المسلمون منهم من يكون محسنا في إسلامه، محسنا مجتهدا في معرفته، مجتهدا في معرفة دينه، مجتهدا في العمل به، مسارعا في الخيرات، مسارعا إلى كل خير وفضيلة، مجانبا لكل سوء ورذيلة وشر، بل مجانبا لما لا خير له فيه، الزهد والورع، يقول العلماء، الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: هو ترك ما يضر في الآخرة، أيهما أكمل الورع ولا الزهد؟ الزهد أكمل لأنه ترك ما لا ينفع، فالذي يترك ما لا ينفع هذا أرقى همة من الذي لا يترك إلا ما يضره، فيتقي ما يضر

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

.

وضد ذلك أن يتعاطى الإنسان ما لا يعنيه، فالأمور شيئان: ما يعني الإنسان وما يهمه، كلمة يعنيه يعني يهمه، وله فيه مصلحة عاجلة أو آجلة دينية أو دنيوية، هذا يعنيك نقول لك: لا ما يعنيك ويش تبي به هذا ما يعنيك اتركه، اتركه هذا لا يعنيك، وما يهم الإنسان وما له فيه مصلحة وما هو من حقوقه، هذا محل العناية، العاقل يُعنى بالأمور النافعة ويعتني بها ويحرص عليها، احرص على ما ينفعك واستعن بالله، والجاهل يتعلق بما لا فائدة له فيه وما لا علاقة له به، يشغل نفسه، يشغل نفسه بأمور لا فائدة فيها.
فمن حسن إسلام المرء إعراضه عما لا منفعة له فيه دينا ولا دنيا، إعراضه عن ذلك تركه ما لا يعنيه وهذا يجري في كل التصرفات في الكلام، لا تتكلم ولا تفعل إلا ما فيه خير ومنفعة، فالاشتغال بما لا يعني الإنسان وما لا خير له فيه، وما لا مصلحة فيه، هو من الاشتغال بما لا يعنيه، فيه ضياع وقت، الله المستعان.
نحن بمثل هذا الحديث نتحدث عن صورة نيرة مشرقة، ولكن إذا طبقناها على واقعنا نجد أننا بعيدون عن هذا كثيرا، انظر بماذا تقضي أوقاتك الطويلة، من حسن إسلام المرء، شوف هذا الأمر يعنيك تكلم فيه، تكلم فيه بمقتضى الشرع، هذا الأمر لا يعنيك وليس من شأنك اتركه وأعرض عنه، هذا من حسن الإسلام ومن حسن العقل ومن حسن التصرف، زي ما يقول لي: تدخل، يتدخل بعض الناس يتدخل فيما لا يعنيه، لا تتدخل فيما لا يعنيك، لا تتدخل، شيء لا يعنيك، لا يقتضيه شرع، ولا يقتضيه عرف لا تتدخل فيه، اتركه، أعرض عنه، خير لك أنك ما تضيع وقتك فيه. نعم.
رد مع اقتباس