الوطن :الأربعاء 3 ربيع الأول 1431 هـ العدد 3428
"تفيزقوا" لتفهموا تطور التعليم!
محمد السحيمي
إن كنت لاتفهم "الميتافيزيقيا" ـ وترجمتها: ماوراء الطبيعة، أي فوق حدود إدراك العقل البشري ـ فلن تفهم التطور الذي حققته وزارة التربية والتعليم منذ يوم الحب الأعظم 14/2/2009، فهو يسبق عصرنا بمئات ألوف ملايين مليارات ترليونات "مصطفوات أغوات" السنين الضوئية والظلامية و"النص نص"!ولكن لتقريب المسألة نستمع وإياكم لأنشودة "قطرة ماء" في "فيزيقيا" الرابط العجيب، من قناة "سبيس توون" : قد ودَّعتِ الأرضَ وطارت / حتى صارت في الأجواءِ/ صارت سحباً فوق الأرضِ/ ليست تدري أين ستمضي!أجل، ياكل المغرضين المنتقدين لوزارتنا الحبيبة، يجب أن "تتفيزقوا" أولاً، وتحاولوا اللحاق بها في عوالم خارج "درب التبَّانة"، بدل أن تمدُّوا أعينكمكن "اليسنى" و"اليمرى" إلى دول الجوار الأرضية، كـ"دُمَّبي" التي أغرت ألف عائلةٍ سعودية ،العام الماضي فقط ـ حسب الإحصاءات الرسمية ـ بالهجرة إليها لتوفر لأبنائها وبناتها تعليماً فيزيقياً/ يعني طبيعياً أرضياً "اسم الله علينا"! أو كمملكة "البحرين" حيث يسجد آلاف السعوديين صباحَ مساءَ شكراً على "نعمة الجسر"، ونعمة السفر بلا محرم! أو "الأردن"؛ حيث يسجدون شكراً على نعمة "التسلل"!تفيزقوا ياقوم: فمن لم يتفيزق لن يفهم أين تذهب المليارات المعتمدة للتعليم كل عام، لأنه يفكر في الأرض، وهي تصرف "ميتافيزيقياً"، وما أدرى العقل الأرضي عن الصرف الميتافيزيقي؟ومن لم يتفيزق: لن يفهم حكمة الوزارة في تطوير "أغلفة" المقررات كل عامٍ، بينما لم يطرأ تغيير يذكر على "المضمون" منذ ثلاثين عاماً، و . . "ياواخد القرد على ماله، ينط المال ويظل القرد على حاله"!ومن لم يتفيزق: لن يفهم كيف يدرس "روبوت" العلوم الطبيعية، ويتخرج ويصبح معلِّماً، ويتقاعد وهو لم يدخل مختبراً في حياته؛ إلا للزواج؟ومن لم يتفيزق: لن يفهم لماذا تصرِّح الوزارة للمدارس العالمية، وتحظر دخولها على السعوديين؟ كيف دخلها ـ إذن ـ "نادي النصر"، وهو لم يحقق بطولةً محلية منذ "ماجد محيسن الخميس"؟!ومن لم يتفيزق: لن يفهم كيف تجرؤ وزارة التربية والتعليم على مخالفة الأنظمة واللوائح؛ بتعيين "البنود" و"الشهيدات" على مستويات أقل مما يستحقون، ثم تتلكأ، وتخترع العراقيل في طريق الأوامر بسرعة تحسين مستوياتهمهن؟ وكيف تجرؤ على التفريق بين "المحاشي" و"أنصافهم" في الرواتب؟ وكيف تجرؤ على إضافة شروطٍ لم تفرضها الأنظمة، كشرط إثبات الإقامة لمن يرميها القدر على وظيفة "شهيدة"، خارج منطقتها؟ وكشرط التزكية من جهة "شرعية" لمن تسوِّل لها نفسها الاستثمار في مجال التعليم؟ومن لم يتفيزق: كيف يعرف الإلهام "البلكوني" الذي يتميز به طلاب "سادس" عن "أحمد زويل"؟ وكيف يعترف بالأفضلية المطلقة لتلميذات "رابع/ مطبخ" على "غادة المطيري"، لأن "البروفيسورة" تجهل أن "تاج" الفتاة السعودية هو . . ؟ والتاج أين يكون؟ شاطرات يابنات؟!