[العنكبوت]

عدنا لنتداول الحديث وطالما الامر عن الشيب فقد طرقنا امرا ارق الكثيرين ولست اولهم ولن يكون مجنونها اخرهم ولا اعقلهم وقد سبقنا في العجب من ذلك كُثر فقد قال الشاعر
أحل به الشيب اثقاله ... ما اغتره الشيب الا اغترارا

ولكن نحن نأمل خيرا لما تبقى من عمرنا ختم الله لنا ولكم بالصالحات من الاعمال
الشيبُ إن يَظْهَرْ فإنّ وراءه ... عمراً يكون خِلالَه مُتَنَفَّسُ
لم يَنْتَقِصْ منّي المشيبُ قُلامةً ... ولَنَحْنُ حِين بدا ألَبُّ وأكيسُ

وقد قيل لمراحل الشعر وطوله وقصره ولعل من يفاخر بطول الشعر وتشبهه بغيره دون تيقن ان يقرأ ذلك فيكون له عضة فالعرب لم تدع امر الا وطرقته وقالت فيه قولا .......

والوَفْرَة ) الشَّعْرَة إلى شَحْمَة الأذن فإذا ألمت بالمنكب فهي ( لِمَّة ) ( والأنْزَع ) الذي انحَسر الشعر عن جانبي جبهته فإذا ازداد قليلا فهو ( أجْلَحُ ) فإذا بلغ النصف أو نحوه فهو ( أجْلى ) ثم يعود ( أجْلَه )
( والأفْرَعُ ) التام الشعر الذي لم يذهب منه شيء وكان رسول الله أفْرَعَ وإذا سال الشعر من الراس حتى يغطِّيَ الجبهة والوجه فذلك ( الْغَمَم ) يقال ( رجل أغَمُّ الوجه ) وكذلك إن سال في القَفَا يقال ( أغَمُّ القَفَا ) وذلك مما يذم به قال الشاعر - وهو هُدْبة بن الْخَشْرَم العُذْري - :
( فَلاَ تَنْكِحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمُّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بأَنْزَعَا
( رجل مُلْهُوز ) إذا بَدَا الشيبُ في رأسه ثم هو ( اشْمَط ) إذا اختلط السواد والبياض ويقال ( أشْيَبُ )

ونحن هنا لانخرج عن قول الشاعر
منا الذي هو ما إن طر شاربه ... والعانسون ومنا المرد والشيب

اعتذر عن الاطالة والنقل ولكن هو مجنونها لم يدعنا وشأننا