صحيفة اليوم:الخميس 4-3-1431هـ العدد:13397
قرارات تصحيح في التربية والتعليم
بقلم : محمد الوعيل
شهد هذا الأسبوع قرارين، أقل ما يمكن وصفهما بأنهما يمثلان إعادة الاعتبار للمرأة السعودية،وتحصين مشاركتها العملية في عصر النهضة الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ـ يحفظهم الله ـ خاصة في وزارة تعتبر الأكثر أهمية من حيث القيمة التربوية والتعليمية، ومن حيث العدد الهائل الذي ينضوي تحتها من معلمين ومعلمات . إذ أثلج قرار مجلس الوزراء الأخير بمساواة أبناء المعلمات المتوفيات في الحصول على الإعانة المالية الشهرية أسوة بما كان يحدث مع المعلمين المتوفين، وسدّ القرار ثغرة مخجلة ظلت منذ سنوات تؤرق كل الغيورين على سيادة قوانين متوازية ومتساوية لا تفرق بين مواطن وآخر، وتتعامل مع الجميع بسواسية، دون نظرٍ إلى أنوثة أو ذكورة . كان غريباً بالفعل هذا التمييز العجيب، وكان مطلوباً القضاء على مثل هذه البيروقراطيات السائدة، التي كانت تتعامل مع المعلمة الأنثى وكأنها تعمل في وزارة مختلفة تماماً عن وزارة التربية والتعليم التي يعمل تحت لوائها المعلم الذكر ، أو كأنها تعمل في بلد آخر . لم يكن معقولاً أن يتمتع أبناء المعلم المتوفى بإعانة مالية شهرية، ولا يتمتع بها أبناء المعلمة المتوفاة، رغم أن الجنسية واحدة، ورغم أن الوظيفة واحدة، ورغم أن الوزارة أيضاً واحدة . كانت تردني شكاوى لمعلمات فاضلات، يتساءلن عن هذا التمييز بينهن وبين قرنائهن الرجال، ويطمحن لتصحيح الوضع، وأحمد الله أن التصحيح حدث، وبقرار سيادي أيضاً . القرار الثاني، كان ما وجه به سمو وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة ثلاثية لتصحيح تفاوت مرتبات المعلمين والمعلمات، خاصة من دفعات 1417 و 1418 و 1419 الذين كانوا يعانون كثيراً فروقات واضحة في المستويات والدرجات المالية مع من هم قبلهم أو بعدهم . وإنني هنا أسجل للوزير الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، سرعة تجاوبه مع مطالب معلمات خصصن حملة إلكترونية لهذا الغرض، وسبق أن نوهنا إليها في (اليوم) الخميس الماضي، وجاء تلمسه لهذه الإشكالية اعترافاً من سموه بوجود إشكاليات يجب العمل على حلها، لإصلاح البيئة التربوية والتعليمية، ولإيجاد مناخ يشعر فيه المعلم والمعلمة بالأمان وعدم التمييز والمساواة شبه الكاملة على الأقل . هذان القراران، يتماشيان تماماً مع الإصلاح المنشود، خاصة في البيئة التعليمية التي تضم تحت لوائها أكثر من ثلث المجتمع من الطلبة والطالبات، الذين يستحقون منا أن نكرمهم في معلميهم ومعلماتهم، ونحصنهم بمناخ مطمئن لا يعرف القلق، على الأقل في مواجهة أية أفكار أو نزعات غير سوية . المعلمون والمعلمات يستحقون منا الكثير . . وربما كان هذا أقل ما نقدمه لهم . أتمنى أن يضع سمو الأمير فيصل في ذاكرته شأنا آخر يشوّه التربية والتعليم لدينا وهو ذلك المشهد المؤلم لبعض مدارسنا التي لاتزال في مبان مستأجرة . . . وكفى .