عكاظ : الأحد 07-03-1431هـ العدد : 3171
تلميح وتصريح آسفون.. لا نعرف هذا التعليم
حمود أبو طالب
فجأة أطلق صديقنا التربوي المثقف تصريحا مدويا حين قال «تعليمنا العام ممتاز»، كان المجلس يجمع أصدقاء يشتركون في اهتمامهم بقضايا التعليم، إعلاميين وكتابا وأكاديميين، وكلهم يعرفون تفاصيل كثيرة عن أوجاع التعليم، ولديهم من المعلومات ما يكفي لنسف تصريح صديقنا، لكنهم آثرو الصمت لسماع تفاصيل وحيثيات ذلك التصريح، وكيف أصبح التعليم ممتازا وهم لا يدرون عنه..
أن يكون تعليمنا مقبولا، ممكن..
أن يكون جيدا، يصعب قبولها على علاتها..
أن يكون «جيد جدا»، واااسعة..
أما أن يصر أحد على أنه (ممتاز)، فذلك ما قد يصيبنا بصدمة قاسية تحتاج كل خبرات الأطباء النفسيين..
أردنا أن نفهم من صديقنا كيف استطاع أن يصل إلى هذا الحكم ويتوصل إلى تلك النتيجة، بينما نحن معه في مجتمع واحد، ونرى ونسمع عما يحدث في التعليم..
حاولنا تفكيك مكونات منظومة التعليم ونقاشها مع صديقنا واحدة واحدة.. اتفق معنا صديقنا أن نسبة كبيرة من المباني المدرسية غير صالحة لأن تكون مدارس، وبعضها يشكل خطرا على الطلاب.. واتفق معنا على ضعف مستوى المناهج الدراسية وأن أمامنا مشوارا طويلا إذا بدأنا إصلاحها دون تراجع.. كما اتفق معنا أن الوزارة تحتاج غربلة شاملة لمنسوبيها وأنظمتها لتتخلص من الأعباء المحسوبة عليها، والذين يريدون أن يتوقف الزمن عند عقولهم.. بيد أن المعلومة الأهم التي ذكرها صديقنا التربوي أن كثيرا من المعلمين يفتقدون «قيم العمل»، وذلك ما جعلنا نقول له بصوت واحد: كيف يكون التعليم ممتازا إذا كان المعلم لا يعرف قيم العمل أو لا يعمل بها؟؟..
هذه وحدها مشكلة عويصة، إذا أضفناها إلى غيرها من المشاكل، فإن إطلاق صفة «ممتاز» على التعليم بوضعه الحالي مبالغة ضخمة لا يحسن أن نغالط أنفسنا بها، ولا يجوز لمنسوبي التربية والتعليم أن يخدروا المجتمع بها وبمثيلاتها..