[صقر قريش]

التعويضات .. اعتصار أم مفاصلة ؟!

خالد حمد السليمان
لا أدري ما هي المعايير المحاسبية التي اتخذتها لجان وزارة المالية في تقدير تعويضات المتضررين من كارثة سيول جدة، لكنها بكل تأكيد معايير مخيبة للآمال وعجزت عن أن تلبي الحد الأدنى من تطلعات المتضررين أو تقدر القيمة الحقيقية للأضرار!!
وإذا كانت تقديرات هذه اللجان لا تفاجئني على أساس أن مثيلاتها جبلت دائما على اعتصار التقديرات ورفع شعار التوفير على الخزينة العامة حتى ولو كان على حساب التقييم المنصف والتقدير العادل فإن ما يفاجئني هو أن يتم التعامل مع معاناة متضرري كارثة سيول جدة بمنطق الاعتصار والتوفير بدلا التعامل من منظور البعد الإنساني لمتضررين تتجاوز معاناتهم الخسائر المادية إلى الخسائر النفسية والمعنوية التي لا تقدر بثمن، فإذا كانت لجان المالية لا تريد أن تكون منصفة وعادلة في تقدير الخسائر المادية فلتكن على الأقل منصفة وعادلة في تقدير الخسائر النفسية والمعنوية؟!
أما ما لا أفهمه حقا فهو إصرار وزارة المالية على التأكيد على أن هذه التقديرات نهائية وغير قابلة للمراجعة وكأنها تمنح لهؤلاء المتضررين من باب الصدقة وليست حقا عادلا فرضته توجيهات الملك الإنسان الذي استشعر مسؤولية الدولة عن أبنائها!!
إن هؤلاء المصدومين في تقديرات تعويضاتهم بحاجة لمن يمسح على آلامهم ويشد أزرهم في مواجهة آثار الكارثة لا لمن يفاصلهم في أثمان أضرارها!!