الإكزيما لها مخلفات صحية وعقلية
ميونيخ - إرنست جيل - خلص فريق من الباحثين الألمان إلى أن الإصابة بالإكزيما في الطفولة قد يكون لها تبعات على السلوك والصحة العقلية في المراحل التالية من العمر.
واستند العلماء الألمان في نتائجهم إلي دراسة أجريت على 5991 طفل ولدوا خلال الفترة 1995 -1998 .
واكتشف فريق الباحثين بقيادة كل من يوخن شميت الأستاذ المساعد بمستشفى جامعة دريسدن وكريستيان أبفلباخر "مستشفى جامعة هايديلبرج" ويؤاخيم هاينريش من معهد الأوبئة التابع لمركز هولمهولتز في ميونيخ ، أن الأطفال الذين يعانون من الاكزيما خلال العامين الأول والثاني من عمرهما تزداد احتمالات تعرضهم لمشكلات نفسية وبخاصة الاضطرابات النفسية في سن العاشرة بشكل أكبر من أقرانهم ممن لم يصابوا بالمرض.
وقال هاينريش "هذا يوضح أن الاكزيما قد تسبق المشكلات السلوكية والنفسية وتؤدي إليها عند الأطفال".
وخلصت الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة الحساسية والمناعة الاكلينيكية"جورنال أوف ألليرجي آند كلينيكال إيميونولوجي" إلى أن الأطفال الذين تستمر معاناتهم من الاكزيما بعد العامين الأول والثاني من العمر أكثر عرضة للاصابة بمشكلات عقلية من أقرانهم ممن لم يصابوا بالاكزيما في سنوات طفولتهم الأولى.
وتتبع العلماء الألمان تاريخ أسر الأطفال وجمعوا بيانات عن صحتهم الجسدية وحالتهم العاطفية في سن العاشرة كما جمعوا معلومات عن نمط حياتهم اليومية.
وطرح فريق البحث أسئلة عن تطور المرض- وكذلك ظهوره في الطفولة المبكرة- مع تركيز خاص على أمراض مثل الاكزيما والربو والتهاب الأنف الناجم عن الحساسية والضغوط والاختلالات السلوكية.
ويعدالاكزيما مرضا جلديا غير معد - تصاحبه الحكة والالتهاب وتكون البشرة أحيانا ملتهبة وجافة ومتورمة- وهو أكثر الأمراض الجلدية انتشارا بين الأطفال والبالغين .
ومن المعروف أن الأطفال المصابين بالاكزيما يكون لديهم قابلية أكبر للإصابة بحمى القش أو ما يعرف بـ ربو الحشائش وهي حساسية حادة تسبب التهاباًفي ألاغشية المخاطية بالانف و الحلق كما تؤثر أيضا في العينين.
وتنشأ هذه الحمى عادة جراء الحساسية تجاه غبار طلع الحشائش و الأشجار والأزهار و الأعشاب ، وهي حالة موسمية تتجلى أعراضها في فصلي الربيع و الصيف-والربو الناتج عن الحساسية. وعادة ما يصاحب الاكزيما عدد كبير من الأعراض الأخرى مثل اضطرابات النوم.
وقال هاينريش " نعتقد أن الأعراض الثانوية هي التي تترك آثارا طويلة المدى على السلوك العاطفي لدى الأطفال المصابين".
لذا ينصح القائمون على الدراسة بتسجيل ظهور الاكزيما بوصفه عنصر خطر محتمل قد يؤدي في وقت لاحق إلي حدوث مشكلات نفسية في السجلات الطبية الخاصة بالأطفال، حتى مع تناقص الشكوى من المرض الأصلي أو اختفائها تماما خلال فترة الطفولة. "د ب أ"