عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2010   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقال التربوي ليوم السبت13-3

صحيفة اليوم:السبت 13 ربيع الأول 1431هـ العدد:13406
فضيحة معلمة !!
عبد الله آل ملحم
وقعت بإحدى المدارس الابتدائية واقعة، حين وَجدت إحدى المعلمات في كُراس إحدى تلميذاتها خاطرة كُتبت في حب شخص ما . لم تكن الخاطرة مكتوبة بلغة خادشة للحياء، وعمر الطالبة لم يكن ليسمح بتأويل من هذا النوع . كما لم تُسأل الطالبة إذا ما كان المقصود بما كتبته والدها أو غيره من الأقارب، من حيث إن كل فتاة بأبيها وعمها وخالها معجبة . المعلمة افترضت الأسوأ وعرضت الأمر على مجلس عموم المعلمات في الفسحة، وسمت لهن الطالبة بتصريح لا بتلميح وبتسمية لا بتعمية، فقلن بصوت واحد: بالفعل هي قليلة أدب، معلمة الدين كانت إحدى الحاضرات وممن خُضن في ذلك الإفك، وهي التي كان يتعين عليها معرفة أن الأصل في المسلم براءة الذمة, أي براءته حتى تثبت إدانته وليس العكس . بالقرب منهن كانت تجلس معلمة حديثة عهد بالتدريس، فسألتهن : ماذا تعنين بقولكن قليلة أدب ؟ فقلن هي مشاغبة وكثيرة الكلام في الدرس وليس شيئا آخر, المعلمة الجديدة حاولت إفهامهن أن الطالبة قد تكون موهوبة ومحتاجة للتشجيع لا التثبيط والتوجيه لا التعنيف، فأبين مثل هذا التبرير وأصررن على رأيهن، ولتجاوز هذا اللغط تدخلت صاحبة الأمر لحسم الجدل بين الزميلات، فقررت استدعاء التلميذة (الآثمة)على الفور، وبعد حضورها افتتحت الجلسة، وقرأت لائحة الإدعاء لمحاسبة من يُفترض أنها الجانية لتعابيرها غير اللائقة . في الجوار كانت تقف طالبة تناقش معلمة أخرى فسمعت كل ما قيل، ورأت زميلتها وهي تُقاد مُكبلة بسوء ظنون مريضة، وتُدفع إلى مُحاكمة المُدعي فيها هو ذاته القاضي والشاهد والسلطة التي ستنفذ العقوبة !مثلت الطالبة المتهمة ذات الإثني عشر ربيعا أمام معلماتها للمحاسبة، وحين سُئلت أجابت بعفوية لم تلامس مكر الكبار وكيدهم، وفي الدقائق الخمس الأخيرة من الفسحة تمت المحاكمة المارثونية الخاطفة، ورغم عدم كفاية الأدلة أدينت الطالبة، وأنزلت بها عقوبة اللوم والتوبيخ والتشهير!قبل أن تتلقى الإذن بالانصراف دوى جرس هاتف جوال، نغمته الطربية جعلت الحاضرات يتلفتن إلى مصدر الصوت، وها هنا أسقط بيد صاحبته، فاضطربت وهي تحاول استخراجه، والكلام احتبس بين شفتيها وهي تحاول النطق، فيما هو يتفلت من بين يديها كماء ينسرب من أصابع يد عارية . اللافت أن الجرس المدوي لم يكن إلا صوت جوال المعلمة التي فرغت للتو من محاكمة التلميذة إياها، والنغمة الهادرة لم تكن إلا أغنية غزلية خادشة للحياء، على الأقل في حرم تعليمي كالمدرسة !بعد كتمها الصوت أشارت للمتهمة ولأخرى تقف إلى جوارها بالانصراف، بعد أن تبسمت لهما قائلة : هذا أبو فلان تعني زوجها . وبالفعل فقد كان شيخ القبيلة كما تعودت أن تدعوه، وكما تعودت زميلاتها على مراسم استقبالها له بهذه الأغنية ومن ثم توديعه بتوبيخ ونهر . هي معلمة وتربوية أيضا إلا أنها لم تتعلم أن من تعيش تصحرا عاطفيا يصعب عليها فهم وتقبل دفء المشاعر وبراءته . أما الطالبتان فقد غادرتا المكان بعد أن تعلمتا منها: الظلم، وسوء الظن، والتمظهر بلغة الفضيلة الزائفة!

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس