رد: اخبارالتربية والتعليم الخميس 18--3
صحيفةاليوم : الخميس 18-03-1431هـ العدد : 13411
المناهج وأنظمـة المرور
إبراهيم آل عاشور
حينما تطالعنا الصحف والمؤسسات المتخصصة بهول الإحصاءات وضخامة الأرقام في عدد الحوادث وما ينتج عنها من تبعات تدمّر الأسر، وترهق المؤسسات الصحية والاجتماعية يتبادل لتفكيرنا سؤال مهم نتمنى أن نسمع عنه إجابة، ما دور وزارة التربية والتعليم في الحد من هذه الظاهرة؟ وهل اتخذت خطوات فعلية للانتقال بحال الطالب من متلقٍ للعلوم إلى متأثر وممارس للأساليب الصحيحة والسلوك المطلوب منه؟
نتمنى من وزارة التربية والتعليم تضمين مفردات المرور في مناهجها، كون المدرسة تعتبر مؤثراً قوياً من المؤثرات على الطالب، كما أن لإدارة التربية والتعليم القدرة على التأثير على الطالب قبل أن تسمح له الأنظمة بالجلوس خلف مقود المركبة. فلوزارة التربية والتعليم من المقومات ما يؤهلها للعب دور حقيقي وفعلي في الحدّ من نسبة الحوادث، وهي معنية بالدرجة الأولى بتعديل السلوك وتأهيل الطلاب والتأثير عليهم وتعليمهم السلوك الصحيح في التعامل مع المركبات والطرقات، حيث إن وزارة التربية والتعليم قادرة على الوصول للفئة المستهدفة وهي الأهم فئة المراهقين والشباب وحتى الأطفال عن طريق تضمين المناهج مفردات عن السلامة المرورية والتعامل مع الحالات المرورية الشائعة، واحترام أنظمة المرور، فالمدارس بفضل الله تعالى مزودة بكل التجهيزات التي تساعد الوزارة على تأدية هذا الدور بكل فعالية واقتدار فأغلب المدارس مجهّزة بمركز لمصادر التعلم الذي يحتوي على الأجهزة الإلكترونية والتفاعلية، وهي المسؤولة عن توجيه الطلاب وإعدادهم ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع، كما يجب أن تساند هذا التوجّه بإعداد برامج توعوية وتثقيفية تستهدف الطلاب بالدرجة الأولى، إذ إنه يلاحظ من خلال الاطلاع على الكتب الدراسية لجميع المراحل الدراسية إنها خالية تماماً من هذا التوجه. ما نرغب فيه هو أن نرى المناهج المدرسية تعالج المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، مما يؤدي إلى حالة من الارتقاء بالحس الوطني، والتخفيف من ضخامة الأرقام في الإحصائيات والمحافظة على المدخرات الوطنية والاقتصادية والبشرية. فولاة الأمر (سدد الله خطاهم) لم يدخروا جهداً في سبيل تذليل العقبات وتسهيل تنقلات المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن المعطاء، حيث جهّزت منظومة من الطرق المعبّدة تربط بين مدن المملكة، وشرّعت الأنظمة التي تكفل الحفاظ على الأرواح، ومن المؤكد أن السلامة المرورية هي نتاج تربية وتعليم قبل وأثناء قيادة الشخص للمركبة أو استعماله للطريق، وعليه فإن المؤسسات التعليمية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم معنية بالدرجة الأولى في بلورة الفكر الصحيح، لتطبيق الأنظمة المرورية، وهو واجبها وأمانة في عنقها يجب عليها أن تؤديه أمام الله وأمـام ولاة الأمر (حفظهم الله).
|