رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 19--3
الرياض :الجمعة 19-03-1431هـ العدد : 15229
أخيلة الطفولة
دعوة لرعاية الموهوبين !!
د.أنوار عبد الله أبو خالد
لو قلّبت في صفحات التاريخ ماضيه وحاضره ، فسوف ترى أن قلة من المتميزين والاذكياء والعباقرة هم الذين صنعوا التاريخ والحضارات والاحداث العظام ، بينما تجد ان عموم الناس وغالبية الشعوب هم بسطاء كعامة الناس الذين نعرف انهم لا يحسنون العيش الا على هامش الحياة ، فليلهم لا يختلف كثيرا عن نهارهم ، ويومهم لا يختلف كثيرا عن غدهم ..
**** الحضارة لا يصنعها الا قلة من الموهوبين والاذكياء والمتميزين ، الذين تتبين عليهم علامات النجابة والنبوغ من سني اعمارهم الاولى ، اذهب الى اي بلد متحضر ومتقدم وانظر الى ناسه وافراده ، سوف تراهم لا تختلف مستوياتهم كثيرا عن افراد الشعوب ، ولكن كل ما يميز تلك الدول المتقدمة أنها اوجدت طرقا ممهدة للكشف عن قدرات موهوبيها ومتميزيها ، وإظهار مالديهم من مواهب مدفونة ، وتقديم مالديهم من تميز في القيادة والامساك بزمام المبادرة لكل مشروع تقدمي وحضاري ..
**** ولو قلّبت طرْفك في اسباب تدهور بعض الدول النامية وتخلفها عن ركب الحضارة والتقدم لوجدت انها قد اغلقت الابواب في وجه كل موهوب او متميز او عبقري ، في الجهة المقابلة نجد ان الدول المتقدمة تبحث عن العقول المهاجرة وتستقطبهم وتوجد لهم البيئة المناسبة للانتاج والتفوق ، فتوفر على نفسها مشقة البحث والانتظار ..
***** ومما يعمق المشكلة ويزيدها تعقيدا وجود افراد ليسوا بالأذكياء ولا بالموهوبين ولا بالجادين في أعمالهم ، يصلون إلى مواقع القيادة في مختلف المؤسسات والقطاعات ، ولأنهم أشخاص عاديون يتولون مهام صعبة اكبر من قدراتهم او مواهبهم ، فانهم لا يحسنون التصرف ولا الادارة فضلا عن قدرتهم على التطوير او التحسين او الارتقاء ، بل ربما اضطروا ان ينشغلوا بالمحافظة على المكتسبات غير المستحقة ، فيحاربوا ويصارعوا كل متميز وموهوب ، قبل ان يستطيع الوصول الى منصبه ومكانته المستحقة ...!!
**** تتعطش الاوطان الى الموهوبين والاذكياء والعباقرة الذين يستطيعون ان يغيروا واقع التخلف عن ركب الحضارات الى واقع يسابق الزمن ويغير التاريخ وينهض بالامم ويرتقي بالشعوب ، ونحن أحق بها واهلها ..
**** لكم أتفاجأ عندما تأتيني بعض الامهات في العيادة لاختبار معدلات الذكاء لدى اطفالهن لاتفاجأ بان معدلات الذكاء لدى هؤلاء الاطفال تتفوق على المعايير والمقاييس العالمية ، ونعيد الاختبار مرة ومرتين ، ولا تزداد المعلومة الا تأكيدا ، فأقوم على الفور بتشجيع وحث الام على العناية بطفلها وايجاد المحاضن التي تتبنى ذلك النبوغ ، فتقول ماذا اصنع ؟.. طرقت انا ووالده جميع الابواب ولم نسمع جوابا حتى الان .. وتتكرر هذه القصة مرارا وتكرارا ، حتى تموت المواهب ويتكفن الذكاء وتدفن العبقرية ..
وعلى دروب الخير نلتقي ..
|