احترام الطفل في الإسلام
كرم الله الإنسان وفضله على سائر المخلوقات قال تعالى :
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)الإسراء 70
ولقد شمل التكريم الإلهي الإنسان بجميع مراحله ولما كانت الطفولة هي أول مراحل الإنسان في الحياة اعتنى بها الإسلام عناية خاصة وأشار إليها القرآن والسنة النبوية إشارات متعددة مما يؤكد اهتمام الإسلام بالإنسان طفلا واحترامه لهذه المرحلة ويتضح هذا الاحترام في عدة موضوعات هي /
أولا : احترام الإسلام للطفل قبل أن يولد وذلك من خلال :
1- الترغيب في الزواج والحث عليه لما يوفر من بيئة صالحة لإنجاب الذرية فيخرج الطفل الى الحياة ليجد أسرة ترعاه واهلا ينسب اليهم لقوله عليه الصلاة والسلام :( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ........... ) .
2- حث الإسلام على حسن اختيار الزوجين مما يهيئ للطفل منبتا صالحا ومحضنا نظيفا قال عليه الصلاة والسلام ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك )
3- اهتم الإسلام بالمرأة الحامل وحث المحيطين بها على رعايتها وعدم الحاق الضرر بها وذلك لأن الجنين تتكون خلاياه الجسمية وحالاته النفسية من دم الأم ومن انفعالاتها كما اهتم الإسلام بتغذيتها وأباح لها الإفطار في رمضان اذا خافت على جنينها حتى ينمو .
ثانيا : احترام الإسلام للطفل عند ولادته وأثناء الرضاعة وذلك من خلال :
1- اختيار اسم حسن للمولود .
2-ختان الذكور من الأولاد لحفظ صحة الطفل .
3- الرضاعة فقد وجهت الشريعة الأم أن ترضع وليدها عامين كاملين قال تعالى /
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )البقرة 233
4- النفقة على الأولاد حق واجب للطفل من مال أبيه .
ثالثا : الأسس العامة التي وضعها الإسلام لتربية الأطفال :
1- الجانب الإيماني :
*حرص الإسلام على أن تكون كلمة التوحيد أول كلمة تقرع مسامع الوليد وذلك بالأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى .
*تعليم الطفل الصلاة مبكرا حتى يعتاد عليها لقوله صلى الله عليه وسلم ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
*تعليم الطفل القرآن الكريم وحثه على تلاوته وقراءة ما تيسر منه .
2- الجانب العقلي :
اهتم الإسلام بتعليم الأطفال الآداب الإسلامية والأخلاق الحميدة قال صلى الله عليه وسلم ( أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم )
3- الجانب الاجتماعي:
*التفاعل مع الطفل والتحدث اليه والإصغاء له لما في ذلك من احترام لشخصيته وتعويده على لقاء الآخرين حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي السلام على الصبيان في الطرقات ويتحدث معهم .
*تكوين اتجاهات اجتماعية في نفس الطفل كالتعاون وحب العمل واحترام الآخرين .
4- الجانب النفسي :
*حث الإسلام على العدل والمساواة بين الأبناء وعدم التفضيل بينهم لقوله صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)
* تلبية احتياجات الطفل النفسية كالحب والعطف والأمان ... .
*حث الإسلام على الرحمة بالصغار لقوله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ) .
5- الجانب العقلي :
حث الإسلام على تعلم القراءة ولكتابة وطلب العلم قال تعالى :
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )
وذلك من خلال تنمية الحواس التي تعد مفاتيح المعرفة عند الطفل.
وأخيرا فإن احترام الطفل يعد أحد القواعد الأساسية للتربية الصحيحة فالطفل الذي تحظى شخصيته بالتكريم والاحترام من قبل الوالدين ويشعر بالأمن وهدوء البال وفي محيط العائلة يحصل على نمو عقلي وجسدي وتكامل معنوي يحصل بسهولة على الصفات الحسنة ويتخلق بالأخلاق الحميدة .
إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد