المدينة : الأحد 21-03-1431هـ
الألوان زائلات يا نائبة الوزير للبنات
م. طلال القشقري
تعتزم وزارة التربية والتعليم تغيير ألوان الزيّ المدرسي لطالبات مراحل التعليم العام إلى: (زهري) للابتدائية، و(بيج) للمتوسطة، و(أخضر) للثانوية !. والهدف هو تحسين مظهر الطالبات، وليس لديّ اعتراض عليه البتّة، فأنا من المؤمنين أنّ السُلْطة التربوية والتعليمية.. المُرْهفة.. تحرص على من يتربّيْن ويتعلّمن على يديها، ومن المفترض أن تُشْكر إن عملت على إظهارهنّ في أبهى صورة!. لكن، وما أدراكم ما لكن؟! لديّ تساؤلات أوجّهها لمعالي نائبة الوزير لشئون البنات: ألا يُعدُّ هذا التغيير اهتماماً بالشكليات؟! وأليس لدينا جوهر تربوي وتعليمي يحتاج إلى تحسين كبير ـ ظاهرا وباطناً ـ لم يُنجز بعْد؟! بل لم تبدأ كثيرٌ من برامجه حتى الآن؟! وهنا أجدني مضطراً لتشبيه الجوهر بالفرائض والشكليات بالنوافل، فعلى الرغم من أهمية الاعتناء بالنوافل، فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الفرائض، وإلاّ صار لدينا خللٌ في الأولويات، سينعكس سلْباً على العملية التربوية والتعليمية برمّتها، ويقتضي عملية تصحيح مسار فورية!. يا معالي النائبة: ما نحتاجه هو تحسين خارطة الطريق التربوية والتعليمية للبنات، بحيث لا تُضخّم فيها الفروع، ولا تُهمّش فيها الأصول، ويُعْطى فيها كلّ جانب حقّه وقدره، كي تُقرأ بفاعليّة، ويُستفاد منها بإيجابيّة، ويُستدلّ منها على مُخرجات يتسلّح بها البنات لمواجهة عالم يعجّ بالتطوّر ويتّسم بالتفوّق، فهلاّ حسّنتِ هذه الخريطة يا رعاك الله, وهلاّ أعدتِ رسمها ببصمتك الوطنية، فهذا هو المهمّ، وهذا هو الأهمّ، وصدّقيني بأنّ ألوان زيّ الطالبات الجديدة كما الحالية لا تدوم بل تزول مع أيّ مسحوق كيماوي، والتي تدوم هي العلوم والمعرفة!.