[صقر قريش]

صحيفة اليوم : الثلاثاء 1431-03-23هـ الموافق العدد 13416 السنة الأربعون
معلمات ومعلمون على أبواب العدالة
خالد الشريدة
يواجه كثير من المعلمات ظروفا قاسية في عملهن ، أولها عدم مساواتهن بزملائهن المعلمين ، وذلك يعني شعورا مزمنا بالنقص وعدم العدالة طالما أن الجميع يؤدي نفس الأدوار في خدمة الوطن والمجتمع مما تنتفي معه موجبات عدم المساواة ، غير ان الأسوأ من ذلك هو عدم توظيف الآلاف منهن وهن خريجات كليات وجامعات ووصول الأمر الىحد التقاضي بعد أن مر نحو 14 عاما بانتظار تكرم الوزارة بتعيينهن.هناك فجوة بيروقراطية عقيمة في مسألة التوظيف تتطلب تدخل الجهات العليا ودورا محوريا لمجلس الشورى لحسم المعضلة الوظيفية ، إذ أن المجلس الموقر لا يعطي هذه المسألة أهميتها وتقديرها حق قدرها وهو يرى مستقبل هؤلاء يضيع كل يوم على مدار هذه السنوات التي تشكل عمرا بحاله ، في وقت نشهد فيه علو كعب وزارة التربية والتعليم في الميزانية واستئثارها بنصيب الأسد فيها. çوبقاء هذا الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة وظيفية في قطاع التعليم ، إذ أن الوضع مرشح للتضخم الوظيفي ، وعندما تعز الوظائف التعليمية على الخريجين فإن ذلك يستنفد حماستهم لصناعة وتعليم الأجيال ، وتتحول الوظيفة إلى مجرد مهنة تفتقد الحس التربوي والروح المحفزة للعلم ، فهذه الوظيفة حساسة لدرجة أن المعلم ينبغي أن يتمتع بأفضل رواتب الدولة لأنه يؤهل الأجيال للمستقبل ، ومن الظلم إبقاؤه في حالة إحباط وانتقاص من دوره الحيوي في البناء والتنمية وطلب التضحية منه دون مقابل. نحتاج رؤية احترافية تقيّم المعلمين بما يستحقون لا تستنزف طاقاتهم العلمية والتعليمية في اللاشيء ، والوقوف بهم أمام أبواب الجهات العدلية للمطالبة بحقوقهم ، إذ كيف نبني أجيالا ومستقبلا دون معلمين؟ ، وإن وجدوا وعملوا بالوظيفة ماذا نطلب منهم تحت الضغط والشد النفسي والإحباط؟ هذه المسألة بمثابة قنبلة موقوتة يجب أن يواجهها مجلس الشورى ابتداء بما تستحق من الدراسة والتوصية التي تليق بمعالجات حاسمة تحفظ للمعلمين والمعلمات حقوقهم ومكانتهم التي يستحقونها ، وإلا فإننا نعبث بالمستقبل التعليمي ونبني فيما الأساس عرضة للانهيار والتصدع.