مساكم الله بالخير جميعا ، وعودا حميدا ، وقد حصل بعض التأخير في المنتدى ، وكنت أتوقع أن يعاد الافتتاح بديدحانه ، لا أرملة قاتلة شيطانه .
وحياك الله يا شيخ منقاش وحيا الله علومك . وهذه العسودة أعرفها معرفة شخصية ، وسبق أن قابلتها مرارا ، وهذا هو الاسم الذي كنت أعرفها به ( العسودة السوداء ) وكنت أخافها بالفطرة ،وكان أكثر ما يخيفني منها بطنها الكبير وعيناها الحادتان ، وإن كنت لم أر ولم أسمع عن أحد أصيب بسببها . ولا أذكر أن فيها نقطة حمراء . وكنت أكثر ما أراها على عناقيد العنب ، وخصوصا عند قرب نهايته ، نجدها على ( الشماشيل ). وأظن وجودها هناك للبحث عن الحشرات التي تأتي لأكل العنب ، فنأتي نحن فنطردها ، ونطرد الحشرات ، ونأكل الشمشول ، ولا عزاء لقاتلة زوجها !!!
أما اسمها عند العرب قديما فلست متحققا منه على سبيل الخصوص ، لكن لا شك أنها من جنس العناكب واتفق مع ما ذكرته الأخت السنافية عن كتب اللغة . وإن كنت لا استبعد أن العسودة اسم لها لم تذكره كتب اللغة و لم تكتبه المعاجم . ومما قيل في العسودة : ( تشبه الحكأة أصغر منها وأدق رأسا سوداء غبراء .)
أما الشبث الذي ذكره الحاج سلام فهو الشرنبث نفسه وقد سمعت التسميتين في ثمالة . لكن الشبث أفصح . وقد كنت أظن أن الشبث هو الرتيلاء المشهورة في كتب اللغة ،
ومما قيل في الرتيلاء :
الرتيلاء بالضم والمد ويقصر : جنس من الهوام وهو أنواع كثيرة أشهرها شبه الذباب الذي يطير حول السراج ومنها ما هي سوداء رقطاء ومنها صفراء زغباء ولسع جميعها مورم مؤلم وربما قتل .
وقالوا عن العناكب :
أصناف منها صنف يسمى الرتيلاء سمها قاتل، وهو عنكبوت صغير، ومنه صنف طويل الأرجل .
وقال الأكوعي: الرتيلاء: دابة سوداء تشبه العقرب .
وقيل في الرتيلاء :
ابعث له يا رب ذات أرجل ...
في فمها أحجن مثل المنجل
دهماء مثل العنكبوت المحول ...
تأخذه من تحته ومن عل
لذا كنت أظن أن الرتيلاء هي الشبث ، حتى وجدت من يذكرهما معا ، مما يدل على المغايرة ، ومن ذلك قول الشاعر يشتكي من هذه الهوام ونحوها :
تعاورني دين وذل وغربة ...
ومزق جلدي ناب سبع ومخلب
وفي الأرض أحناش وسبع وحارب
ونحن أسارى وسطها نتقلب
رتيلا وطبوع وشبثان ظلمة
وأرقط حرقوص وضمج وعقرب
ونمل كأشخاص الخنافس قطب
وأرسال جعلان وهزلى تسرب
وعث وحفاث وضب وعربد
وذر ودحاس وفار وعقرب
وهر وظربان وسمع ودوبل
وثرملة تجري وسيد وثعلب
ونمر وفهد ثم ضبع وجيأل
وليث يجوس الألف لا يتهيب
ولم أر آوى حيث أسمع ذكره
ولا الدب إن الدب لا يتنسب .
والغريب أنه لم يذكر الأرملة السوداء .