عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2010   رقم المشاركة : ( 28 )
المقداد
كاتب مبدع

الصورة الرمزية المقداد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة


المقداد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الفصاحة في اللغة ..

الأخت السنافيه ممتن لمرورك وأضافتك المفيده والتي بينت ان الفصيح والبليغ يجد المخارج من الأزمات كما جاء في امر الفتيات .

هذه وجبة اخرى لمن احب الإستزاده .


يقول المبرد :
" قال لي المازني: بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى مواضع المجانين والمعالجين فما معنى ذلك?
فقلت: أعزك الله تعالى، إن لهم طرائف من الكلام
قال: فأخبرني بأعجب مارأيت من المجانين
قال فقلت: صرت يوما إليهم فمررت على شيخ منهم وهو جالس على حصير قصب فجاوزته إلى غيره فقال: سبحان الله تعالى أين السلام? من المجنون أنا أو أنت? فاستحيت منه وقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال: لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الرد، علي أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل على القوم دهشة، أجلس - أعزك الله تعالى ـ عندنا وأومأ إلى موضع من الحصير، فجلست إلى ناحية منه استرعى مخاطبته فقال لي وقد رأى معي محبرتي: أرى معك آلة رجلين أرجو ألا تكون أحدهما: أصحاب الحديث الأغثاث، أو الأدباء أصحاب النحو والشعر? قلت الأدباء، قال: أتعرف أبا عثمان المازني? قلت نعم، قال أتعرف الذي يقول فيه?:




وفتىً من مـازنأستاذ أهل البصرة


أُمُّــه معـرفـةوأبـوه نـكـره




فقلت لا أعرفه فقال: أتعرف غلاماً له قد نبغ في هذا العصر معه له ذهن وحفظ، وقد برز في النحو يعرف بالمبرد? فقلت: أنا والله الخبير به، قال: فهل أنشدك شيئا من شعره? قلت: لا أحسبه يحسن قول الشعر، فقال: ياسبحان الله، أليس هو القائل:





حبذا ماء العناقيـد بريق الغانيـاتِ


بهما ينبت لحمـيودمي أي نبـاتِ


أيها الطالب أشهىمن لذيذ الشهواتِ


كل بماء المزن تفاح خدود الفتيـاتِ




قلت: سمعته ينشد هذا في مجلس أنس فقال: ياسبحان الله، ألا يستحي أن ينشد مثل هذا حول الكعبة?! ثم قال: ألم تسمع ما يقولون في نسبه? قلت: يقولون هو من الأزد ازد شنوءة، ثم من ثمالة، قال: أتعرف القائل في ذلك?:





سألنا عن ثمالة كل حـيٍّفقال القائلون ومن ثمالـهْ


فقلت: محمد بن يزيد منهمفقالوا: زدتنا بهم جهالـهْ


فقال لي المبرد خل قوميفقومي معشر فيهم نذالـهْ




فقلت أعرفه، هذا عبد الصمد بن المعذِّل يقولها فيه.
فقال: كذب فيما ادّعاه، هذا كلام رجل لا نسب له، يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسباً.
فقلت له أنت أعلم.

فقال ياهذا: قد غلبت خفة روحك على قلبي، وقد أخّرتُ ما كان يجب تقديمه، ما الكنية أصلحك الله? فقلت: أبو العباس. قال: فما الاسم? قلت محمد: قال فالأب? قلت يزيد، قال: قبحك الله، أحوجتني إلى الاعتذار مما قدمت ذكره، ثم وثب وبسط يده فصافحني فرأيت القيد في رجله فأمنت غائلته، فقال: يا أبا العباس، صن نفسك من الدخول في هذه المواضع، فليس يتهيأ في كل وقت أن تصادف مثلي على مثل حالتي ثم قال: أنت المبرد، أنت المبرد، وجعل يصفق وانقلبت عيناه واحمرت وتغيرت حالته، فبادرت مسرعاً خوف أن تبدر إلي منه بادرة، وقبلت منه والله نصحه ولم أعاود بعدها إلى تلك المواضع أبداً "
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس