عكاظ : الثلاثاء 30-03-1430هـ العدد : 3194
أمية المعلم الإلكترونية
محمد العثيم
بعث إلي (محمد المالكي) خطابا يتحدث بشكل عام عن أمية كثيرين من المعلمين في مجال تقنية المعلومات في وقت ينتظر التعليم تطبيق البرنامج الطموح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز المسمى (برنامج خادم الحرمين لتطوير التعليم ). وهو برنامج كبير جدا كان هدية الملك العظيمة لقطاع التعليم، وقد رصدت له حسب علمي عشرة مليارات من الريالات لينفذ على مستوى مدارس المملكة خلال السنين القليلة القادمة بحيث يغير صيغة التعليم، ويحول المقرر إلى العالم الرقمي وينهي اجتهادات المعلم المضرة في بعض المواد الدراسية بحيث يتعلم الطلاب المواد، ويمتحنون فيها عبر تعاملات إليكترونية كاملة بمساعدة معلمين قادرين. السؤال اليوم: كم عدد المعلمين المؤهلين لهذه المرحلة الرقمية، وهل هناك إحصائية عن المعلمين القادرين على إدارة التعليم بواسطة الحواسيب؟. ناهيك عن عدد المختصين وعلى وبالذات تخصصات مثل نظم المعلومات الإدارية، والتعليم المبرمج. وماذا عن الشباب المؤهلين في هذا المجال، وتأهيلهم للعمل؟. نحن نعرف أن كثيرين من المعلمين تقل معرفتهم بالعمل على الحواسيب عن طلابهم، خصوصا، الأساتذة كبار السن، وبعض المتعاقدين، حيث إن بعضهم بالكاد يتصفح المواقع الإلكترونية عبر تحريك (جهاز الفارة) بينما يوجد العديد من الخريجين السعوديين من تخصصات الكمبيوتر القادرين على التدريس، أو إدارة العملية التعليمية للطلاب بكفاءة بعد إعطائهم برنامجا تربويا مختصرا، خصوصا أن التعليم المبرمج لا يتطلب من المعلم أكثر من إدارة الجهاز بالشكل المطلوب. السؤال الذي طرحناه لا بد من أن وزارة التربية والتعليم سألته نفسها، وهو: كم نسبة الأمية في التعليم الإلكتروني؟، وكم عدد القادرين على إدارة التكنولوجيا التعليمية القادمة؟، وكيف يسد العجز بمعلمين غير تربويين لو لزم الأمر؟، وكيف يمكن التخلص من فائض المعلمين الأميين إليكترونيا بحيث يتم استبدالهم بقدرات شابة تستجيب للعصر الرقمي في التعليم. هذه الأسئلة كلها يطرحها البرنامج الطموح المقرر لتحول التعليم إلى العصر الحديث، لذلك رحبنا ببرنامج خادم الحرمين لتطوير التعليم منذ البدء لأنه سوف ينقي الساحة التعليمية من الاجتهادات خارج المقرر الرسمي، ومشكلات ضعف المعلم، وتسيب بعض المعلمين وغيرها كثير من المشكلات المزمنة التي عانى، ولا زال يعاني منها قطاع التعليم، وهو أضخم قطاع توظيف محلي، فربط التعليم رقميا سيجعل مراقبته سهلة، ونتائجه واحدة.. والبرنامج الطموح الذي عرف (ببرنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم) يحقق الكثير من القفزات إذا طبق في بيئة صالحة للعمل.
هل يوجد المدرس القادر ؟.. كان هذا هو سؤال البدء والمنتهى.