عكاظ :الثلاثاء 14 ربيع الآخر 1431 هـ العدد 3208
للحروف لسان
من المسؤول؟
سعد عطية الغامدي
خرج الطفل محمد الحكمي من بيته إلى مدرسته ومعه بالتأكيد ورقة وقع عليها والده بالموافقة على المشاركة في رحلة مدرسية إلى أحد الملاهي في سوق تجارية إلى جانب مبلغ من المال اشتراك في الرحلة. لم تكن الأسرة ولا المدرسة تعلمان أن الطفل سيلفظ أنفاسه قتيلا في غفلة من رقابة أو صيانة أو ترخيص لم يأخذ في الحسبان عواقب الأمور وما تؤول إليه آلات مجهولة الهوية وعمال مجهولو الهوية. آمل ألا توقف إدارة التعليم رحلاتها، بل آمل أن تتوسع فيها؛ لأنها توسع مدارك الطلاب وتربطهم بالواقع وتوثق عرى التواصل الاجتماعي بينهم وبين المجتمع. لكنني آمل أن تتخذ إدارة التعليم وبقية الإدارات موقفا تربويا يكشف للجميع أن المدارس تسائل المجتمع عن مصادر الخطر وتدل عليها حتى لا تظل هذه المصادر مشرعة أنيابها في وجوه العابرين. ذكرت الصحف أن هناك عمالا غير مؤهلين وأن أحدهم حديث عهد بالمكان ولم يمض فيه غير شهر من الزمان، لكن الصحف لم تذكر هل كانت هذه الآلات من نوعية مأمونة؟ وهل تخضع لسجل صيانة منتظمة وإصلاح معتمد؟ وهل يعمل عليها عمال مدربون على التشغيل وعلى الإنقاذ بتصاريح من جهة معتمدة؟
ما هي هذه الجهة؟ وما هو دور وزارة العمل؟ وما هو دور الدفاع المدني؟ وما هو دور الأمانة؟ والهيئة العليا للسياحة؟ بل هل من أحد من هؤلاء أو غيرهم يخرج علينا ليقول أنا المسؤول؟ ثم ما هي حدود مسؤولية الملاهي عن التقصير والإهمال؟
ربما كان الطفل محمد الحكمي كالطفلة فاطمة الصعب، هذا غرق خلف لعبة في ملاه في إحدى الأسواق، وتلك غرقت في مياه تقذفها الفنادق والملاهي على أحد الشواطئ، لكن العامل المشترك هو الإهمال الجسيم الذي لا يأخذ في الحسبان قيمة حياة الإنسان أيا كان عمره وأيا كان مستواه الاجتماعي والاقتصادي.