الوطن :الأربعاء 15 ربيع الآخر 1431 هـ العدد 3470
وزير التربية: أؤمن بالتطوير وأحمل هاجس معلمات المدارس النائية
معلم يطالب بإعادة وكيل الوزارة للتدريس ليشعر بمعاناة 24 حصة
الرياض: معيض الحارثي, محمد آل ماطر
استعرض المعلمون من الجنسين مع وزيرهم، أمس وللمرة الأولى في لقاء مفتوح وشفاف همومهم، متسائلين عن حقوقهم، ومطالبين بتحسين أوضاعهم، وتهيئة الفرص لهم. ورحب وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بكل الملاحظات مؤكداً أنه جاء لسماعهم، وتبادل الرأي معهم دون حواجز أو عوائق ضمن اللقاء الأول له بالمعلمين والمعلمات الذي اختتم في الرياض أمس. وتبادل المعلمون مع زميلاتهم طرح اقتراحاتهم وأسئلتهم وأمانيهم باتجاه الوزير الذي تلقاها، جميعا، وأجاب عليها مستعيناً بمسؤولي الوزارة لإيضاح التفاصيل، ومؤكداً، بين حين وآخر: أنا مؤمن بالتطوير. وتطرق الوزير إلى قضية "الحقوق الوظيفية" للمعلمين قائلا إنه مهتم بهذه الحقوق وتشكل له هاجسا كبيرا لكن هذه القضية معقدة نتيجة تداخلها مع وزارات أخرى, لافتا إلى دعم خادم الحرمين الشريفين للعملية التعليمية وتوجيهه بتشكيل لجنة وزارية في هذا الشأن, واعدا بأن يكون لقاؤه بالمعلمين سنويا في كافة مناطق المملكة للاستماع لهمومهم وتحقيق رؤاهم فيما يخدم التربية والتعليم. وصفّق الحضور كثيرا لأحد المتداخلين الذي طلب تكليف وكيل الوزارة لتعليم البنين الدكتور محمد الرويشد بالعودة للتدريس لمدة فصل دراسي كي يشعر بمعاناة المعلمين والمعلمات في تدريس 24 حصة أسبوعية. ورد الرويشد الذي كان قد قال في إحدى ورش العمل أول من أمس إن نصاب الـ24 حصة مناسب للمعلمين, وأضاف في مداخلته إن أنصبة المعلمين في المملكة أقل من النصاب العالمي حيث أثبتت الدراسات أن النصاب الأمثل للمرحلة الابتدائية 24 حصة, والمتوسطة 20 والثانوية 18 حصة, مشيرا إلى أنه يفترض تخفيض أنصبة المعلمين والمعلمات الذين يكلفون بمهام أخرى أثناء اليوم الدراسي. وقال الوزير في معرض في رده على مداخلات المعلمين والمعلمات والتي زادت طلبات المداخلات عن 112 طلبا منها 50 طلبا للمعلمين و62 للمعلمات, إنه يتمنى تأسيس شركة تأمين يكون المعلم شريكا فيها وأن يتم إنشاء مستشفيات خاصة بالمعلمين, مضيفا في رده على إحدى المداخلات حول التدريس في القرى والهجر النائية وما يتعرض له المعلمون والمعلمات من خطر الحوادث، أن ذلك يشكل له هما وهاجسا خاصة المعلمات اللاتي يجدن صعوبة في التنقل, لافتا إلى أن لدى وزارته دراسة لإيجاد حلول للمدارس الصغيرة النائية للحد من زيادة أعداد المعينين في هذه القرى, ولفت إلى أن الوزارة ستدرس جملة من مطالب المعلمين والمعلمات من ضمنها إنشاء أندية معلمين خاصة بهم، وإشراك المعلمين في التخطيط والتنفيذ، وتعيين مختصين نفسيا في المراحل الأولية لمساعدة الطلاب على التأقلم والاندماج المرن، إضافة إلى مطالبات أخرى لم يتح لها الظهور. وشدد الأمير على جهود وزارته في التطوير، شكلاً وموضوعا، والعناية بالتدريب والتأهيل ليكون التعليم منارة. ووعد الوزير بتخصيص مراكز للمعرفة يمارس فيها الطلاب هواياتهم لتكون بديلة للرحلات المدرسية للملاهي التي تشكل خطرا على حياتهم كما حدث مؤخرا في جدة حين لقي طالب ابتدائية مصرعه في إحدى الألعاب الترفيهية, مشيرا إلى أنه خلال عام ستكون معتمدة, ووعد بوصول المملكة في عام 1444 للمجتمع المعرفي, وقال في معرض رده على مداخلة عن أهمية اللغة العربية بأنها هي الأهم والأساس في التعليم كونها لغة القرآن الكريم، ولكن لا يمنع ذلك من الاهتمام بتدريس اللغات الأخرى كالفرنسية والصينية إلى جانب اللغة الإنجليزية التي تدرس حاليا, مشيرا إلى أن تطوير المناهج سيستمر ويكون مبنيا على البحوث والدراسات, لافتا إلى أهمية مراكز البحث العلمي في تطوير العملية التربوية. ورد على إحدى المعلمات التي قالت "ماذا تطلب من المعلمين والمعلمات ياسمو الأمير"، فرد: أطلب ما يطلبه كل أب لديه أبناء بأن يكونوا أمانة لدى المعلمين وأن يكونوا أهلا للمسؤولية, وألا يعتبروا أنفسهم موظفين فحسب، بل على عاتقهم مسؤولية التربية والتعليم وأن يكونوا أصحاب منهج معتدل لينقلوا للعالم رسالة بالمنهج الوسطي النابع من كتاب الله وسنة نبيه الكريم. وخالف الوزير طرحاً متكررا ينادي بإنشاء صحيفة مستقلة لتجاوز ما وصف بالتجاوز، معتبراً أن الإعلام يقوم بدوره، وأنه لا يتفق مع هذا النقد للإعلام، مضيفاً: إذا اتفقت مع ذلك فإن معظم مايكتب عن الوزارة يأتي من منسوبي الوزارة نفسها. وحول مطالبة الوزارة بترجمة بعض الكتب لتكون رافداً معرفياً، أكد الوزير أن الترجمة مهمة، داعيا المعلمين إلى المساهمة في ذلك سواء عبر اقتراح الكتب أو حتى المشاركة في الترجمة. من جهتها قالت نائبة الوزير لتعليم البنات نوره الفائز إن الوزارة ستطبق اختبار الكفايات في تعليم البنات ابتداء من العام المقبل, وذلك في معرض ردها على مقترح إحدى المشاركات بهذا الخصوص. وفي نهاية الحفل دشن الوزير جائزة التربية والتعليم للتميّز التي استحدثتها الوزارة هذا العام, بعدها كرم الوزير عددا من الإدارات التعليمية المشاركة في الخدمات التطوعية, والمشرفين على منتديات الوزارة, وأعضاء اللجنة الإشرافية التنفيذية للقاء.