المدينة :الاربعاء 1431/04/15 هجري - 2010/03/31 ميلادي
حديث الأربعاء
محمد عمر العامودي
يُعطي الدكتور أحمد زويل، التعليم الابتدائي أهمية فائقة، وفي رأيه أن مستوى خريجي الجامعات يرتبط بمستوى القادمين إليها من التعليم. والكل يشكو اليوم من ضعف ظاهر، ولا يختلف على ذلك أحد. وهو يرى أن أيّ إصلاح للتعليم، يجب أن يبدأ من هنا، أي من التعليم الابتدائي. ومنذ أكثر من ثمانين عامًا كان الدكتور طه حسين يشير إلى معلّم المدرسة الأولية باعتباره حجر الأساس، فالشعبُ الذي يريد أن يُنشئ جيلاً صالحًا خليقٌ قبل كل شيء أن يفكّر في المعلّمين الذين ينشئون له هذا الجيل، فليس يكفي أن تكون المدرسة صالحة من الناحية المادية والمعنوية، بل يجب أن يكون المعلّم فيها صالحًا أيضًا، فكما أن الذلّةَ لا تُنتج عزةً، فكذلك الجهلُ لا يُنتج علمًا. وما ينبغي أن تُكلّف المعلم الأولي تعليم الصبية تاريخ وطنهم، وهو يجهل هذا التاريخ، ولا يعرفه إلاّ مشوّهًا منقوصًا. وما ينبغي أن تكلّفه تعليم جغرافيا وطنه وهو يجهل هذه الجغرافيا، ولا يعرف حدود الوطن ولا أقطاره، وقل في مثل ذلك في النظام، وقل مثله في الدّين. وليس صحيحًا أن الغرض من التعليم الأولي، إنّما هو محو الأمية، بحيث يكتفي من المعلم بما كنا نكتفي به منذ حين، وينتهي إلى القول، إنه لا يعرف شرًّا على الحياة التعليمية في مصر من أن يكون المعلّم الأولي سيئ الحال، منكسر النفس، محدود الأمل، شاعرًا بأنه يمثل أهون الطبقات على وزارة المعارف شأنًا.
* والحال لا يقتصر على مصر، إنه حال التعليم في الدول العربية كلها. ولكن ماذا لو جاء طه حسين ليقول رأيه في التعليم اليوم؟ أغلب الظن أنه سوف يردد قول الشاعر:
رُبّ يومٍ بكيتُ فيه فلمّا
صرتُ في غيره بكيتُ عليه!!