عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2010   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والمقال الصحفي الخميس 16-4

الرياض:16-4-1431هـ العدد:15256
المعلمون الأكثر إصابة السكري!!المعلمون
نورة الردعان
المدرس ذلك الشمعة التي تحرق نفسها لإضاءة الطريق للآخرين . . و ياليت الآخرين يقدرون أو يشكرون أو على الأقل يعترفون بل ما أكثر ما يردد البعض منهم (المدرس محظوظ) . أَوَ ما عرف أولئك ان المدرس يستنفد جميع قواه الجسدية والعقلية والنفسية بل والمادية في أداء مهمته الهامة، أما يعلمون أنه يضحي بالنفيس والرخيص ويبذل مالا يبذل غيره لينجز اسمى غاية وأشرف رسالة، فإن كان غيره يخطط مشاريع ويشيد قصوراً وجسوراً فهو يخطط المصير ويشيد أنفساً وعقولاً ويؤسس مبادئ وقيماً . فما غادر الأطفال أحضان أمهاتهم الا ليودعوا في يد مدرس فيكونواتحت يده ونظره وسمعه ومحط عنايته حصة بعد حصة ويوماً بعد يوم وعاماً بعد عام فيؤسس لبناتهم الأولى ويعدهم لمستقبلهم ويهيئهم للقيام بأدوارهم وليواجهوا خضم حياتهم فيبنون بذلك مجتمعاتهم ويخدمون أوطانهم، فانتقلوا بذلك من اليد الحانية إلى اليد البانية . . ولا مبالغة إذا أجمعنا ان المدرس هو (الخادم الأول للوطن) ومن يشك في هذه الحقيقة ليتذكر ان الجميع كانوا على مقاعد الدراسة تلاميذ أمام مدرسيهم، فمنهم الطبيب بمختلف تخصصاته، والعسكري بمختلف قطاعاته والوزير بمختلف مجالاته، بل والأئمة والقضاة والعلماء والحكام قد تخرجوا من تحت يد المدرس، وليتذكر أيضاً ان شهداء الواجب رحمهم الله الذين استشهدوا وهم يذودون بأرواحهم عن تراب الوطن قد تعلموا الاخلاص وتشربوا الولاء والوفاء لأوطانهم من مدرسيهم . الجميع كانوا يوماً على مقاعد الدراسة أمام مدرسيهم يتعلمون أسس التعليم وأصول الحياة ويرددون (الله ربي، محمد نبيي، الإسلام ديني، يعيش الملك، يحيا الوطن) . وتمضي السنين والمدرس منهمك في رسالته إلى ان جاء وقت الحصاد . . ها وقد تخرج الطلاب والطالبات فغادروا مقاعد الدراسة ليكونو عدة صالحة يفخر بهم الوطن كما يفخرون به فأصبحوا الآن هم المقربون للدولة والمكرمون لدى ولاة الأمر حفظهم الله فقد شغلوا المناصب وقد عنيت بهم الدولة أيما عناية واهتمت بهم جل اهتمام فانشأت لهم المساكن والمستشفيات الخاصة بهم وأعدت المدارس الخاصة لأبنائهم بل وأعفتهم من أجورالخدمات وهيأت لهم سبل الراحة فيؤدون أعمالهم بأنفس طيبة وينامون بعين قريرة ويستحقون ذلك . لكن يظل السؤال المحير محيراً فعلاً . . إلى متى يظل الجندي المجهول مجهولاً؟ حيث لا يزال المدرس ينقل أثاثه المتواضع من شقة مستأجرة إلى أخرى عله يجد الأرخص التي تتوافق مع مادياته ولا يزال يبحث جاداً عن الواسطات وجهود المحسنين كي يتعالج في المستشفيات الحكومية، ويجمع المال ليراجع المستوصفات الخاصة، ويناشد أهل الخير عله يجد قلباً حانياً يخلصه من ديونه، وفي آخر الشهر ينتظر بفارغ الصبر مرتبه الزهيد والذي لا يساوي عطاءه في حصة واحدة ليسدد قروضه البنكية التي اقترضها لتعينه على أعباء زواجه أو شراء سيارته أو تقسيط منزله المتواضع، ناهيك عن الأرامل اللاتي يكدحن لتربية أيتام خضعوا للقدر، ومنهن من تورطت في تقسيط منزل فلا الرسالة تشفع ولا البنك يعذر والحمد لله، ويندر بل يستحيل ان تجد مدرساً أو مدرسة لا يتحمل قرضاً بنكياً حتى بعد تقاعده وتمضي الأعوام تلو الأعوام وتتعاقب الأجيال تلو الأجيال ولا يزال المدرس على حاله كل ما في الأمر تطور بسيط وهو بدلاً ان يقال للطالب: وفه التبجيلا أصبح يقال: وفه التنكيلا وتستمر مكافأة المدرس في الوقت الحاضر إلى ان يقف مقهوراً مكتوف الأيدي منزوع الصلاحيات بين عناد الطالب، وعنف النظام، وصرامة التعاميم، وقسوة الحياة، لاسيما في التعليم النسائي بالذات، ويجدر بالذكر ان الدراسات تشير ان أكثر الناس إصابة بأمراض السكر والضغط والأمراض النفسية هم من فئة المدرسين فهل من مدكر، ولا تفوتنا حقيقة هامة ومؤلمة أيضاً وهي ان البلدان النامية تكرم المدرس كثيراً مقارنة ببلادنا بلاد الخير والعلم والعلماء، ولو تفضلنا على المدرسين والمدرسات بشيء من وقتنا واستمعنا لمعاناتهم وتجاربهم الأليمة في مجال العطاء لطال الحديث، ولو سألناهم عن أمنياتهم لقالوا بصوت واحد (أمنياتنا بعد تفوق طلابنا وطالباتنا ان يمتلك الواحد من بيتاً يؤويه ونتخلص من هموم الديون التي لطالما أقضت مضاجعنا وأثقلت كواهلنا) . ومع هذا وذاك لا يزال المدرس رغم الصعوبات القاهرة أبياً جاداً في عمله متفانياً في أدائه، ثابتاً على قيمه، متمسكاً بهويته، مستمتعاً بجميع المشاق في طريق مهمته، وعزاؤه في ذلك أنه يؤدي رسالة الأنبياء .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس