[صقر قريش]

الوطن:16-4-1431هـ العدد:3471
المناهج الجديدة "خير اللهم اجعله خير"!
تركي الدخيل
قلتُ مراراً إن المناهج الدراسية ليست مقدسة . هي كتب عادية؛ مثل أي كتاب آخر في أي مكتبة . ومن يقوم بالتأليف يأخذ مبالغ من وزارة التربية والتعليم . أذكر أن مدرساً لمادة "النصوص" قال لنا: "الذي جمع هذه النصوص بين دفتي الكتاب يتقاضى على هذا الجمع! خمسين ألف ريال" . فلا معنى لتقديس كتب عادية بشرية كتبت بالحبر والقرطاس . إن تقديس المناهج فيه خطر على عقيدة الإنسان؛ أن يجعل المنافح عن المناهج مع القرآن والسنة كتباً بشرية مقدسةً كـ:المناهج . من سلامة المعتقد أن يقتنع الإنسان أن المقدس فقط هو القرآن وما صحّ من الأحاديث، أما المناهج فكتابها معروفون من بينهم سعوديون ومصريون وأردنيون . وهم بشر مثلي ومثلك أيها القارئ الكريم . ولا قداسة لما يكتبونه ، فهي مثل كتب عائض القرني وغازي القصيبي وابن خلدون وسلمان العودة ، مثلها مثل أي كتاب بشري تماماً . وكل دفاع مستميت عن المناهج فيه رفع لقيمة الجهد البشري المحاط بإمكانية الخطأ إلى مراتب خُصّ بها الوحي، وهذا مكمن الخلل العقدي الخطير! . وزارة التربية والتعليم ستطرح ابتداء من العام القادم مناهج جديدة متوائمة مع متطلبات العصر، لأن المناهج القديمة ـ كما تقول الوزارة ـ أصبحت: "غير قابلة للتكيف مع الظروف الاجتماعية وطبيعة العصر الحديث، كونها وضعت قبل فترة من الزمن، و إنه مع الانفتاح العالمي الحالي وتزايد أعداد الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، وما شهده الاقتصاد السعودي من تطور كبير بالتزامن مع التطورات العالمية الهائلة في مجالات الاقتصاد والاجتماع والعلم والتقنية والثقافة فإنه أصبح لزاما إعادة النظر في النظام التربوي وتطويره" . قال أبو عبد الله غفر الله له: نتمنى أن تكون هذه المناهج الجديدة في الألوان والزخارف؛ جديدة في المعاني والأفكار والأدبيات، بحيث تشمل ما استجد في العالم من علوم ونظريات ومناهج في العلم والفكر والأدب والدين والفقه . نحن نحتاج إلى ثورة شاملة في المناهج الدراسية الخاصة بالفتيات والفتيان، لنخرج من أغلال التقديس العملي الذي صبغ المناهج طويلاً، مع أنها منتجات بشرية ألفها أشخاص لهم أسماء مثلنا، وربما كانت أسماؤهم: صالح ومحمد وعبد اللطيف وخالد وموسى، وعبد الكريم . وهم موظفون في الوزارة أو تعاقدت الوزارة معهم لتأليف المناهج ، فلا معنى لهذا الخوف والرعب من أي تغيير أو تجديد . شاهدت ألوان الكتب؛ وهي مغرية كما في الصور، لكن أتمنى أن تكون المعاني أيضاً مغرية! .