الجزيرة:الجمعة 17-4-1431هـ العدد:13700
معلم التعليم الافتراضي
د . خليل إبراهيم السعادات
التعليم الافتراضي نموذج من نماذج التعليم عن بعد ومن الممكن للتعليم التقليدي الاستعانة ببيئة التعليم الافتراضي لمواجهة العديد من المشكلات التي يعاني منها مثل الاستعانة بالمعامل الافتراضية والمكاتب الافتراضية . . أما الفصول الافتراضية فهي عادة ما تستخدم كأسلوب تجاوبي تعاوني يصبح معه المتعلم قادراً على محاكاة العالم الخارجي من بعد دون الانتظام في المؤسسات التعليمية . ذكرت ذلك دراسة حول اعداد معلم التعليم الافتراضي، وأشارت الدراسة الى أن عملية التدريس التقليدية تقوم على نقل لمعلومات وهنا يمتلك المعلمون المعرفة ويفترضون ان الطلاب أوعية فارغة يجب ملؤها . كما أن التقويم يقوم على جانب واحد فقط وهو قياس الحفظ والذاكرة ونتيجة لهذه الطريقة في التدريس نحصل غالباً على طالب سلبي ليس لديه القدرة على التفكير الناقد وتعتمد نظرته للعالم على ما تم نقله إليه . وهذه النظرة الضيقة في التعلم لا تتفق مع عصر المعلومات والتكنولوجيا الذي يمر به العالم والذي يتطلب أفراداً مبدعين ذوي قدرة على التفكير والنقد والعمل في مجموعات ومعرفة قدرات الفرد الذاتية، الأمر الذي يتطلب اتباع أساليب جديدة في التعليم تتمشى مع هذا العصر مثل التعليم عن بعد والتعليم الافتراضي، وليس الهدف من ذلك تحويل المقررات العادية الى أشكال تلائم الوسائط الفائقة النشطة او إلغاء المسافة بل ممارسة لنماذج جديدة من اكتساب وتشكيل المعرفة لتساير التغير الكيفي الحادث في عمليات التعليم . وتضيف الدراسة أنه نتيجة لذلك فإن أدوار المعلم في هذه البيئات الافتراضية تختلف عن الدور التقليدي، ومن أهم الأدوار التي يستطيع المعلم القيام بها في هذه البيئة الحديثة هو دوره كمرشد فلقد تحول دور المدرس من ناقل للمعرفة الى مرشد تعليمي فمع التقدم التكنولوجي أصبحت المعلومات متاحة بسهولة وبشكل مباشر من خلال قواعد البيانات المتصلة وصفحات الشبكات التكنولوجية، ويستطيع الطلاب أيا كان مكانهم الاتصال بالمؤثرات التلفزيونية التي يجدون فيها أحدث الباحثين والخبراء في هذا المجال . ومن ثم فلم يعد دور المعلم الأساسي توصيل المعرفة فذلك يتم بشكل أكثر فعالية بوسائل أخرى، بل يتغير هذا الدور ليصبح حث الناس على التعلم والتفكير ودعم وإدارة التعليم وتشجيع تبادل المعرفة والارشاد النفسي، وتضع الدراسة دوراً آخر لمعلم التعليم الافتراضي وهو دوره الاجتماعي، فمن أهم التحديات التي واجهت التعليم عن بعد والفصول الافتراضية هي أنها تعمل على تكوين شخصيات نمطية لا تستطيع التفاعل اجتماعياً . ومن ثم فقد اهتمت الكثير من الدراسات بهذا الأمر، وأشارت الدراسة الى عدد من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ومنها دراسة توصلت الى ان المعلم في الفصول الافتراضية الذي ينصب اهتمامه على الواجبات التعليمية يولد شعوراً لدى الطلبة بعدم أهمية العلاقات الاجتماعية بين بعضهم . وأوضحت دراسة أخرى أن غياب المدرس كوسيط في عمليات التعليم عن بعد في الفصول الافتراضية قد ساعد على زيادة التفاعلات الاجتماعية بين أفراد العينة وان التفاعل يزداد عندما لا يذكر الطالب اسمه . وأثبتت احدى الدراسات ان نسبة الحوار بين المدرس والتلاميذ في القضايا الاجتماعية في الفصول الافتراضية كانت منخفضة بينما نسبة الحوار بين الطلبة كانت مرتفعة . وتؤكد دراسة أخرى ان وجود مقهى افتراضي في البيئات الافتراضية تساعد على التفاعلات بين أفراد المجموعة . وبحسب الدراسة فإنه لكي يستطيع المعلم تقويم العلاقات بين أفراد المجموعة في الفصول الافتراضية عليه أن يستخدم استراتيجيات التعلم التي تدعم الاتصال بين أفراد المجموعة مثل توظيف الطلبة في مجموعات تشجعهم على مساعدة بعضهم، كما يجب ان يسيطر المعلمون على مجموعات العمل بحيث يستطيع كل الطلبة التعامل مع بعضهم وأن يقللوا من تدخلاتهم بحيث يستطيع الطلبة كسب المعلومات بأنفسهم، ويجب على المعلم تعزيز المناخ الاجتماعي وذلك بالمناقشة مع أفراد المجموعة في اختيار أنسب الطرق التي تساعد على إيجاد هذا التفاعل . ويجب أن تتضمن الواجبات التعليمية التي يكلف بها المعلم الطلبة أشكالاً ونشاطات مختلفة من التفاعل والتعاون، ويجب ألا يزيد عدد الطلبة في الفصل الافتراضي عن عشرين طالباً حتى يستطيع المعلم تحقيق التفاعل بين أفراد المجموعة، ويجب أن يتضمن نظام الفصول الافتراضية شكلاً اجتماعياً للقاء الطلبة كمقهى افتراضي لمساعدة المشاركين الاتصال ببعضهم . وعلى الله الاتكال .