[صقر قريش]

المدينة : الإثنين 20-04-1431هـ
وأردأ التعليم ما هو بالترميم
م. طلال القشقري
إثر تطرّقي في مقال سابق إلى معاناة منسوبات وطالبات بعض مدارس جدّة الحكومية، من تحويلهنّ إلى دوام مسائي في مدارس أخرى؛ بسبب ترميم مدارسهنّ الأصلية، تلقيتُ عدّة رسائل زادتني إحباطًا، وتجعلني أدعو مسؤولي التربية والتعليم إلى التدخّل العاجل لإصلاح برامج ترميم مدارس جدّة.. كمًّا، وكيفًا، وتوقيتًا!.
لعلّكم تذكرون أنني في المقال السابق تطرّقتُ لسلبيات التحويل على الحياة الشخصية للمنسوبات والطالبات، أمّا اليوم فأتطرّق لبعض سلبياته على الناحية التعليمية، فالتحويل قد يكون إلى مدرسة في مرحلة مختلفة! من الابتدائية إلى الثانوية مثلاً، أو العكس! وعندها تحصل مفارقات هي شرّ بلية؛ لأنها مُضْحِكة! فلا التجهيزات البنائية (كالحمّامات)، ولا نظيرتها المدرسية (كالكراسي، والطاولات، والوسائل الإيضاحية) تناسب طالبات في سنّ الطفولة، وأخريات في سنّ الزواج!
كما قد تتحكّم إدارة المدرسة المُحوّلة إليها في المساحة المخصّصة للمدرسة المتحوّلة، فيصير الوضع لهذه الأخيرة كساردين مركوم عشوائيًّا في علبة ضيّقة!.
وبالمناسبة، لقد بدأ مشروع تفعيل المختبرات هذه السنة، فكيف تُفعّله المدارس الثانوية المُحوّلة إلى مدارس ابتدائية، وهذه الأخيرة غير مُجهّزة بأيّ مختبرات؟! مجرّد سؤال.. لا إجابة له سوى أن التفعيل سيفشل مع أولى خطواته!.
إنّ ترميم مدارس جدّة رغم حداثتها النسبية، وعدم إكمالها لعمرها الافتراضي، يعني أنّ صيانتها الدورية كانت غائبة! وأنّ الإجازات والعطل الأسبوعية، وما أكثرها! غير مستغلّة للصيانة! وقد صار الدوام المسائي نقمة على المنسوبات والطالبات! وكما هناك أنواع للتعليم: بالانتظام، وبالانتساب، وعن بُعْد، وبالترفيه صار في جدّة نوع آخر.. غير.. هو التعليم بالترميم، وهو أردأها على الإطلاق!.