وضوح
لا يوجد فقير في السعودية!
مازن السديري
قبل قرابة عشرة أشهر، صرح معالي وزير الشؤون الاجتماعية أن نسبة الأسر الفقيرة تصل إلى ست مئة ألف أسرة سعودية.. وأحدث هذا التصريح ضجة في وقتها وصدمة لمدى ضخامة أعداد الفقراء.. أولاً أشكر الوزير (وإن كان الشكر متأخراً) على شجاعته لإظهار الرقم.. وقد تعددت الآراء حول هذا الموضوع فهناك من طلب دعماً من الدولة، وأنا شخصياً رأيت أن المشكلة في أعداد العاطلين وسرعة ارتفاع الأسعار.
سبب إعادة طرحي للموضوع هو تسجيل أرسله لي صديق لحلقة تلفزيونية، تحدثت فيها سيدة سعودية عن معاناة بناتها المطلقات وزوجة ابنها الأرملة بالإضافة لعدد من الأحفاد يصل إلى عشرين حفيداً وجميعهم إعاناتهم تصل إلى 1400 ريال فقط (سبع مئة للأم وأخرى لزوجة الابن) باعتبار أنهما أرملتين ولا يحق للأخريات معاش لأنهن مطلقات وتجب إعالتهن من آباء أبنائهن المتجاهلين لإعانتهن.
اللافت في الموضوع هو (دناءة) أزواج بناتها المطلقات الذين تخلوا عنها، بالإضافة أن أسرة تتكون من نساء يبدو أنها ستكون أسرة عاطلة في بيئة اقتصادية مصممة لذكور.
السؤال: نحن دائما نحاكم الدولة ونعاتبها وننسى أن نعاتب أنفسنا، كيف يتخلى ثلاثة أزواج بدون حياء أو أخلاق عن مسؤولياتهم الاجتماعية؟.. لذلك لماذا لا تدرس الوزارة حالات الفقر وتقدمها لوزارة العدل لتقوم هي بدورها باتخاذ أحكام تأديبية تمنع فقر أسرة بسبب استهتار أفراد المجتمع؟.
الوزارة بإعطائها المسنات والأرامل فقط تكون قد طبقت القانون، ولكن خدمة المواطن لم تنتهِ.. لا بد أن تتواصل مع المظلومين الذين تخلى عنهم من يجب أن يعولهم، وتجبره بقوة القانون على إعالتهم.. برأيي يوجد في السعودية مظلومون أكثر مما هم فقراء.