رد: الملف الصحفي للتربية الأربعاء 22-04-1431هـ
صحيفةاليوم : الأربعاء 22-04-1431هـ العدد : 13445
من خرم الأبرة
ما الذي يريده مدراء التعليم في بعض المناطق ممن طالبوا بالحصانة ضد النقد. ولا أدري ممن يريدون التحصن من المدرسين أم الطلاب أم الإعلام!؟.
كإعلامي أقول كما يقول عامة الناس "امشي سيده يحتار عدوك فيك" ولا تسرق ولا تخف. فالحصانة تأتي من الشخص نفسه وأعماله هي التي تحميه أو تعرضه للنقد والمساءلة. اعتقد أن من طالب بالحصانة إما أن يكون "خائفا من شيء" وإما أن يكون فاقدا للثقة بنفسه وفي الحالتين لا يصلح لمنصب تربوي كبير.
صحيفةاليوم : الأربعاء 22-04-1431هـ العدد : 13445
التربية.. واقع.. ومأمول
عزيزي رئيس التحرير
إن العمل في الميدان التربوي التعليمي شرف لكل من عمل في هذا الصرح الشامخ ويزداد المرء فخراً كلما طالت مدة خدمته، كما أنه يسعد بما ينجزه وما يبذله من جهد بعد أن يتخرج على يديه أجيال فاعلون ونافعون لمجتمعهم، وتزدان فرحته أكثر عندما تمتلئ مؤسسات المجتمع بهذه الكوادر في نواح مختلفة، فالمعلم شمعة يحترق ليضيء الطريق أمام الآخرين. ومما لاشك فيه أن الدولة لم تقصر بشيء في كل ما يتعلق بتوفير الجوّ المناسب للتعليم ومنها البيئة المدرسية في جميع مدارس المملكة العربية السعودية وخاصة التعليم العام الذي يحتضن أكبر شريحة من فلذت أكبادنا من سن 6سنوات حتى سن 18-20 سنة، وحيث إن أي جهد ُيبذل وكل خدمةُ تقدّم لابد وأن يشوبها بعض الامور والملاحظات التي لا يستطيع قراءتها أو إدراكها سوى من هو قريب منها أو يحتك بها أو يعاني منها أثناء التعامل معها، فيتأثر ويؤثر فيها، ومن هذه الخدمات التي تقدمها وزارة التربية والتعليم وما يلاحظ عليها، وما يتطلبه الموقف من علاج من وجهة رأيي ومع احترامي للرؤية العامة للوزارة والاخرين كما يلي:
1- خدمة تكييف بعض المدارس الحكومية وكذلك المدارس المستأجرة ما عدا المدارس التي بنتها أرامكو السعودية في المنطقة الشرقية أو المدارس الخاصة، حيث يتوافر بها مكيفات شباك أو مكيفات سبليت، ويلاحظ عليها كثرة الإعطال المتكرر، وإحداث صوت عالٍ مزعج للمعلم والطالب، وتعرضها المتكرر للتخريب من قبل الطلاب بقصد أو بدون قصد أثناء التشغيل والاطفاء، كما أنها تحتاج إلى صيانة متكررة وتتطلب شباكا حاميا لكل واحدة، كما أن أجور الصيانة والنقل والتعبئة تتطلب جهدا وتكاليف وضياع وقت، كما أنها من الوسائل والطرق التي يستخدمها بعض ضعاف النفوس طريقا في السرقة. هذا بالاضافة الى أن المكلفين بأعمال الصيانة لا يستطيعون تغطية جميع المدارس في وقت وجيز، مما يضيع الوقت ويجعل جوّ الغرفة الدراسية مزعجاً، والرؤية التي نتطلّع اليها الاستغناء عن تلك المكيفات والعمل عاجلاً في توفير وحدات مركزية لكل جناح من المدرسة مع وحدة احتياطية بعيدة عن الطلاب وعن متناول الآخرين ويكون تشغيلها واطفاؤها على يد مسؤولين في المدرسة، مما يسهل على الصيانة الاصلاح والاشراف عليها بعيدا عن إزعاج الطلاب ومنسوبي المدرسة ولا يؤثر على الجو الدراسي شتاء وصيفاً، وفيه توفير للهدر الكبير من جميع النواحي وحفاظا على سلامة أبنائنا وبناتنا من خطر مقابس الكهرباء والضوضاء الناتجة من الازعاج كما هو حاصل في النماذج الجديدة والمباني الحديثة.
2- أعمال النظافة في المدارس المذكورة تسند في الغالب إلى عمال بأعداد قليلة جدا ما بين (1-2)، وما يلاحظ على بعض هذه المدارس أنها تتكون من دورين أو ثلاثة أدوار في أربع جهات وكل دور يتكون من (20 غرفة) تقريبا، والساحات الداخلية لبعض هذه المدارس مكشوفة، هذا عدا الممرات الكثيرة، والساحات الخارجية الشاسعة، ودورات المياه في كل دور، والمرافق المختلفة، كما أن عدد الطلاب يتراوح في المدارس الكبيرة بين (600- 1200) طالب ما عدا منسوبي المدرسة والزائرين والدورات التربوية والبرامج التي تقام في بعض المدارس للفترات المسائية، وبعضها تقام فيها مدارس ليلية، ويكون المعيّن على هذه الوظائف بوظيفة شرفية مراسلا مكتبيا، والسؤال هنا : هل يستطيع عامل أو عاملان أو حتى ثلاثة أو أكثر القيام بنظافة هذه المدارس ولواحقها على الوجه المطلوب بصفة يومية وفي ظروف جوية متقلبة، هذا بالاضافة الى أن العمال يسند اليهم حراسة البوابة أثناء الدوام وكذلك نقل الاوراق والمراسلات في المدرسة وخارجها، وبمقارنة ذلك بمدارس أرامكو أو المدارس الخاصة نجد أن الفرق كبير جدا جدا، كما نجد أن كل قسم في إدارات التربية والتعليم لديه عامل أو أكثر لغرفة واحدة أو غرفتين فقط، وما أراه في هذا السياق أن يسند العمل في نظافة هذه المدارس الى مؤسسات وطنية لديها القدرة على توفير عمالة مرخصة وتوفر كافة المستلزمات الضرورية لذلك حتى يتسنى للمدرسة القيام بعملها بعيدا عن المشاغل التي تعيق دورها الاساسي.
3- يلاحظ أن جميع المؤسسات غير التعليمية، وكذلك إدارات التربية والتعليم يوجد أمام بواباتها موظف أمن بما يسمى (رجل أمن) أثناء الدوام الرسمي، وما يلاحظ: أن هذه الخدمة لا تتوفر في المدارس التي هي في أشد الحاجة الماسة لها، وما يبرر ذلك أن البوابة الرئيسية للمدرسة الكبيرة التي يزيد عدد طلابها على (400) طالب تحتاج الى تلك الخدمة بحكم ما قد يشغل عامل النظافة عن البوابة كما أن تواجده عند البوابة سيكون على حساب العمل، وأيضاً غفلة إدارة المدرسة أثناء الزيارت الصفية أو المشاغل الكتابية أو الادارية أو التعليمية أو غير ذلك مما يسهل على بعض الطلبة التسرب (الهروب) وكذلك قد يحدث ما هو أخطر من ذلك وهو دخول غير المنتسبين الى المدرسة الى داخل المدرسة والاعتداء على طلاب المدرسة أو منسوبيها، وما أراه ضرورة لذلك استحداث وظيفة (حارس أمن) وتوفير عمالة تقوم بهذا الدور بالطرق التي يراها المسؤولون بحكم أن أبواب المدرسة لا بد أن تكون مفتوحة وغير مغلقة طيلة اليوم الدراسي.
4- صيانة المدارس من نواح مختلفة (كهرباء، سباكة، صبغ، حدادة، نجارة،...) يلاحظ أن هذه الخدمات ضرورية جداً، وبصفة مستمرة، كما يلاحظ أن توفير المستلزمات والادوات التي تحتاجها هذه الاعمال المهنية من أجل المدارس يجب أن تكون متوافرةً وجاهزةً لأي طارئ وقت طلبها أو الحاجة لها أو تأمينها، كما أن سرعة الاستجابة في تلبية الطلب وما يتطلبه العمل جاهزا أو مؤمناً. ولكن ما يحدث في أغلب الأحيان عدم تحققه، مما يؤثر ذلك سلباً ويحدث تذبذباً واخلالا بالعمل. والمطلوب توفير مجموعة من فرق الطوارئ المجهزة في كل قسم من تلك الفروع، وتوفير المواد اللازمة للصيانة أو ضرورة تأمينها من قبلهم، بدلا من اشغال مدير المدرسة بعملية كتابة الاحتياج ثم الطلب من مدير المدرسة تأمينه من قبله من مستودعات الادارة ثم ابلاغ الصيانة بالحضور الى المدرسة لاصلاح تلك الاعطال، أو يطلب منه البحث في المحلات للمواد غير المتوافرة في مستودعات الادارة وتحسب من إيراد المقصف أو يضطر المدير الى جلب عمالة على حساب المدرسة في حال تأخر فريق الصيانة بالحضور في وقت قياسي، في وجود كادر متخصص ومهيأ من قبل الوزارة وإدارات التربية والتعليم.
5- أن أغلب المدارس الحكومية لا تعمر كثيرا وسرعان ما تتعرض مبانيها، وفصولها ومرافقها لعوامل عدة منها عوامل التعرية أو التعرض للتلف، أو التشققات والتصدعات أو الانهيار، والاسباب واضحة للجميع وهو عدم المتابعة الدورية من قبل فرق الصيانة بصفة دورية وتحديد مواضع الخلل وتداركه، والعلاج يكمن في تجنيد فرق للصيانة الدورية، وصبغها بصورة مستمرة، وصيانة جميع المرافق. وما يتطلبه الموقف بعيدا عن الروتين الورقي والنظام القديم.
6- يلاحظ أن المدارس بها زجاج للنوافذ وهذه الخدمات ضرورية ومهمة، وما يلاحظ أنه في بعض المدارس تتعرض للتكسير، ويتعرض الطلاب للخطر، وفيه هدر لتكييف الفصول، ويتعرض منسوبو المدرسة للبرد أو الحر، بالاضافة الى ان أغلب تركيب النوافذ يكون على ارتفاعات منخفضة قد تساعد على هروب الطلاب أو تعرضهم للخطر والعبث، كما أن عملية الاصلاح تتطلب سنوات كثيرة تبدأ من أخذ المقاسات ثم الرفع للتقرير ثم الموافقة ثم الترسية على مقاول ثم الصبر والإطالة الروتينية لمشاكل المقاول وبروده في التنفيذ. والعلاج لذلك هو تغيير هذه السياسة الروتينية في الاصلاح، وكذلك تغيير مواقع النوافذ وتقليل مساحتها في الفصول ووضع مواقعها في مكان مرتفع بعيداً عن الطلبة وإذا أمكن أن يكون خامها من البلاستيك بدلا من الزجاج لتقليل الخسائر أو تغيير نمط التهوية لذلك.
7 – مكاتب إدارات بعض المدارس تفتقر إلى عدم توافر جهاز حاسب آلي وملحقاته، كما أن بعض المدارس لا تفعّل الحاسب الآلي في مجال العمل الإداري المدرسي كما يجب، ومن الملاحظ أن المراسلات والسجلات ظلت قابعة تحت ظل السجلات الورقية، وأن الحاسب الآلي المتوافر بالمدارس مقتصر على إنجاز أعمال الاختبارات، واستقبال البريد الالكتروني ومراسلة بعض الاقسام المفعّلة له فقط، وما أراه في هذا المجال هو: توفير أجهزة حاسب آلي بالقدر الكافي بحيث يكون لكل مكتب: (مدير المدرسة، الوكلاء، بالإضافة إلى تأمين، الكاتب، الناسخ، المراقب، كما أرى توفير جهاز يرتبط بجهاز الحاسب الآلي لتوقيع الموظفين على الدخول والخروج والاسئذان أثناء الدوام الرسمي بطريقة البصمة (بصمة اليد) منعاً للإحراج أو التفريط وتحقيقاً للمتابعة والعدالة وحفظ النظام.
كما أن من ضمن المقترحات تشكيل فرق صيانة أو تسند المهمة الى مؤسسات وطنية قادرة على ذلك بموجب مناقصات تعمل على مدار الساعة وتجوب المدارس وتحدد الاعمال التي تحتاجها مدارسنا كما هو معمول به في المدارس التي بنتها أرامكو السعودية في المنطقة الشرقية وما يلاحظ عليها من نظافة وتجدد مستمر وكأنها حديثة البناء والتطوير وتعيش لسنوات عدة. صاحب المعالي القصد من هذه الوقائع والملاحظات تدارك الموقف والواقع الحالي، ووضع بعض الحلول التي قد تساعد في تنظيم بيئة العمل المدرسي وتهيئة المناخ التربوي الملائم من ناحية، والترشيد من الهدر في الوقت والمال والجهد من ناحية أخرى، آمل تقبل ما ذكرته مما هو مألوف بصدر رحب، ومعذرتي مما قد بدر مني من خطأ أو نسيان أو تجاوز، خاصة ونحن نعيش في ظل عهد ميمون يعمه الرخاء والامن والامان، وعصر تقنية، وسياسة باب مفتوح، وتقبلوا مني فائق التحية والاحترام.
سعيد بن فهد بن سالم الشدي - الاحساء
|