عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2010   رقم المشاركة : ( 13 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 23-4-1431هـ

الوطن:الخميس 23-4-1431هـ العدد:3478
لماذا يكرهون المدرسة؟
قبل الإجابة على السؤال، أود أن أُذكر بمقولة علماء التربية والتي أعتقد أن التربويين لا يجهلونها أو هذا المفترض، وهي (أن المدرسة يجب أن تكون بيئة جاذبة) طبعاً الجذب هنا المقصود به للوهلة الأولى الطلاب فقط، بينما حقيقة جاذبية البيئة المدرسية، يجب أن تتوفر لجميع منسوبي المدرسة، وإذا تقرر ذلك، عندها تكون المدرسة جاذبة للجميع وليست طاردة للجميع !وعوداً على بدء، نعود للإجابة على السؤال، أعتقد أن السبب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، والمتمثل في الروتين اليومي المُمِل حَدَّ الخنق، وحينما أقول ذلك فأنا لا أتكلم من فراغ وإنما هو قول فرد عاش تلك البيئة التربوية ومازال يُعايشها . إضافةً إلى أن مدارسنا بكل شفافية ووضوح كأنها سُجون، ولكن بلا قُضبان !! وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها بِحال، وإذا أردنا أن نُبين أسباباً أخرى للإجابة على السؤال، فهي حاضرة أمامنا بقوة، من أهمها ثقل كاهل المُعلمين بنصابٍ يَهدِ الحيل، فأي إبداع عندها تريد منهم ! والطلاب مطلوب منهم السمع والطاعة في المنشط والمَكرَه، حِصصٌ متتالية أثقلت كاهلهم، وأيضاً فصولٌ أبوابُها مُخَلَّعَة أوشكت على السقوط من خَرابِها، دورات مياه ـ أكرمكم الله ـ تشمئزُ منها الأنوف والنفوس، فضلاً عن أنها تعتبر بيئة غير صحية أبداً، وربما هي نذير بالإصابة بأمراض مُتعددة لا تخفى، أيضاً وجود غرفة صغيرة جداً، يُطلق عليها (التقنية الحديثة، أو مصادر التعلم) يتزاحم عليها المعلمون كالذين يتزاحمون عند بائعي الفول والتميس! مع أن ميزانية التربية ما شاء الله لا قوة إلا بالله كبيرة، ولكن لا نرى لها أثراً ملموساً ولا محسوساً في أروقة المدارس، مع أن إدارات التربية والتعليم ومن خلفها وزارة التربية لا يُعجزهم أبداً أن يجعلوا مدارسنا جميعها نموذجية، وما المانع طالما أن المادة موجودة، ولكن لدينا نقص واضح في شيء عزيز جداً اسمه "الإخلاص" . إضافةً إلى غياب وسائل الترفيه الحقيقية، كالأنشطة الرياضية بأنواعها والمختزلة فقط في كرة القدم، بينما الرياضات الأخرى فتعتبر من سقط المتاع بحجة لا أحد يرغبها، مع أن المدرسة كبيئة تربوية يجب أن توفر جميع أنواع الرياضات الأخرى غير القدم ككرة الطائرة والسلة وألعاب الجمباز (والملاعب المجهزة والتي توجد في كثيرٍ من الدول حتى الفقيرة منها، ولكنها لا توجد عندنا مع الأسف) وغيرها، كما كانت متوفرة من قبل حينما كنا طلاباً في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ولا أعلم سبباً وجيهاً لإلغائها . أحد الزملاء قبل سنواتٍ قريبة ذهب إلى ماليزيا، وانبهر مما رآه في مدارسهم، وقال فعلاً لديهم بيئة مدرسية حقيقية وليست مُصطنعة، وسأنقل شيئاً مما رآه، يقول الزميل إن المدارس في ماليزيا فيها ستة معلمين تخصص تربية رياضية، فمنهم المختص بألعاب القوى ومنهم مختص بكرة القدم والآخر بكرة الطائرة، وهكذا كل لعبة لديهم لها معلم متخصص، إضافةً إلى الملاعب ذات المسطحات الخضراء، فلكل لعبة ملعب خاص بها، والفصول الدراسية لا تزيد بحال عن عشرين (20) طالباً، حتى يستوعب الطلاب الدروس جيداً، بدلاً من التكدس الحاصل لدينا، فانظروا وقارنوا يارعاكم الله بين تعليمنا، وتعليمهم، وبين مخرجاتنا ومخرجاتهم! وماذا بقي بعد؟ لا أريد أن أسترسل في ذكر مُعاناة الميدان التربوي، فهي أكبر من أن تُختزل في مَقالٍ عابر، ولكن حاولت أن أحيط ذِكراً بما استطعت، وإلا فالمُعاناة أكبر من ذلك بكثير، وأود أن أؤكد لكم أن غالبية من في الميدان التربوي (المعلمون) يتطلع الكثير منهم إلى أن تبلغ خدمته عشرين (20) عاماً حتى يتقاعد مبكراً ويرتاح من تلك الهموم والغموم، ولا أعتقد أن أي عملٍ آخر غير التعليم تنتشر فيه ظاهرة التقاعد المبكر والمبكر جداً، مُقارنة بالأعمال الأخرى والتي يتم طلب التمديد لسنواتٍ إضافية بعد بلوغ السن وليس التقاعد المبكر جداً، ولقد أعلنها الوزير الأسبق الدكتور محمد الرشيد في عهده بكل شجاعة أن التربية تواجه مشكلةً كبيرة كل عامٍ بسبب التقاعد المبكر والذي زاد حالياً أكثر من ذي قبل، ومع الأسف مسؤولو التربية لا يُريدون البحث والخوض في الأسباب !! ولعلي أتطرق لشيء منها بالتفصيل في مقالٍ قادم إن شاء الله تعالى . ومما سبق يتأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن نقولها ونعلنها بكل أسف (مدارسنا بيئة طارِدَة، وليست جاذِبَة) للطلاب والمعلمين على حَدٍ سواء! ولكن لكيلا يتم نعتي بالمتشائم، فأنا والله مُتفائل، ولكن ذلك هو الحال، وأقول إن الأمل قائمٌ ما دامت الحياة في أن تتغير تلك الأحوال إلى الأفضل إن شاء الله تعالى، ولكن يبقى السؤال: متى؟! لأن الانتظار قد طال . لو كفانا الله بعض المسؤولين المُنظرين والذين يقولون ما لا يفعلون، والذين يَعتبرون كل نَقدٍ موجه إليهم، والذين قدموا مصلحتهم، وجعلوا الشللية ديدنهم، لأصبح تعليمنا والله في مصاف الدول المتقدمة، ولكن: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس .
ماجد مسلم المحمادي تربوي وإعلامي

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس