عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2010   رقم المشاركة : ( 4 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية الجمعة 24-4

الجزيرة :الجمعة 24 ربيع الآخر 1431هـ العدد 13707
هدر الجهود في وزارة التربية والتعليم
عبدالرحمن بن عبدالله الدوسري
تتنافس الأمم في حشد جهود أبنائها قادة ومفكرين وعاملين.. للنهوض بالأمة وتحقيق التقدم، و توظيف المعرفة، وزيادة الإنتاج..... وتتميز وزارة التربية والتعليم بأن أعداد العاملين فيها كبيرة، والمؤهلات عالية نظراً لما يتطلبه العمل في قطاع التربية والتعليم.. وهذا يحتم على وزارة التربية حسن إدارة هذه الكفاءات، وإجادة توظيفها والاستفادة منها... وفي هذه المقالة سوف أرصد عدداً من مظاهر هدر الجهود ربما لم ينتبه لها المسؤولون في الوزارة..
- معلم متميز متمكن من مادته العلمية، ويستحق بجدارة أن يكون محاضراً في كلية أو مدرباً في مركز تدريب.. أجده يدرس في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة بـ12 حصة وربما كلف بالحاسب الآلي ورصد الدرجات ونحوها بينما نجد المدارس الثانوية تعاني قلة خبرة المعلمين الجدد، وما يواجهونه من صعوبات كبيرة في قيامهم بمهام المادة ومطالبها.
- مشرف تربوي ذو خبرة طويلة ومؤهلات عالية يكلف ببرنامج (المشرف المنسق) ليكون مراسلاً بين المدرسة وإدارة التعليم. يجمع البيانات والإحصاءات ويدققها ويسلمها للجان المعينة في الوقت المحدد.. بينما المعلمون الجدد وقليلو الخبرة بحاجة ماسة إلى مساندته لهم في مواجهة العديد من المشكلات التربوية سواء في طرق التدريس أو أساليب رفع مستوى تحصيل الطلاب أو محتوى المادة أو اختيار الوسائل التعليمية المناسبة وغيرها.
- مدير مدرسة القائد صاحب الخبرة يضطر إلى ملاحقة عمال النظافة، وأعمال الصيانة, أو تعبئة الإحصائيات والبيانات المتكررة، أو معالجة المضاربات الطلابية - الظاهرة التي بدأت في الانتشار - ولذلك لم يعد يعنيه من المعلم سوى حضوره وانصرافه ودخول الصف في الوقت المحدد،.. وينشغل بذلك عن دوره الحقيقي في متابعة مستوى تحصيل الطلاب، وتوفير البيئة التربوية والتعليمية التي تساعد المعلمين والطلاب على العطاء والإنجاز.
- الحفلات الرسمية والأنشطة الإعلامية التي مصدرها المدرسة ويحضر الجميع ويغيب الطلاب عنها..
- الوكيل الذي يعد ليكون قائداً في المستقبل ينشغل بمتابعة الحضور والانصراف، ومراقبة الطلاب أثناء الفسح..
- المرشد الطلابي الذي تضطره الإحصاءات والأوراق إلى البقاء في مكتبه أمام جهاز الحاسب لتعبئة البيانات فيكتفي بذلك عن متابعة سلوك الطلاب، ودراسة أوضاعهم، والتواصل مع أولياء الأمور لمعالجة مظاهر سلوكية باتت منتشرة في مدارسنا وفي مجتمعنا، كالسهر وما يجره من النوم أثناء الحصص...، والتدخين وآفاته المعروفة، والاستخدام الخاطئ للتقنيات الحديثة مثل الإنترنت والجوال والألعاب الإلكترونية.
- بعض المدارس يصل عدد الطلاب إلى أكثر من 700 طالب وعدد المعلمين أكثر من خمسين معلماً ولا يوجد بها سوى كاتب واحد، إنها أعباء إدارية ضخمة: الصادر والوارد، غياب الطلاب، الإحصائيات، التعاميم، إدخال بيانات المعلمين ودرجات الطلاب في الحاسب، كل ذلك يحتاج إلى طاقم إداري لا يقل عن خمسة موظفين.. بينما المجتمع يشتكي من البطالة وقلة فرص العمل. إن التعاميم والأنظمة ومجريات الواقع كلها صرفت ممارسات كثيرٍ من العاملين عن مهامهم الأساس، بل إن هذه التعاميم والأنظمة أصبحت تضفي على هذه الممارسات الصبغة الرسمية، فالمشرف التربوي انصرف عن برامجه الفنية إلى أعمال ورقية استجابة لتعاميم الوزارة ولذلك لا يرى غضاضة في ذلك وهكذا.. إنني أعجب من النظرة القاصرة إلى الهدر يكمن في تخفيض نصاب المعلم في المرحلة الثانوية، أو تعيين مراقبين في تلك المدارس، أو زيادة عدد الكتاب والناسخين في الإشراف التربوي، أو تكليف عدد محدود من المعلمين للعمل في الإشراف التربوي أو رئاسة بعض الأقسام ذات العلاقة بالعملية التربوية والتعليمية، إن هذا ليس هدراً وإنما هي حاجة ملحة ومطلب ضروري، والهدر الحقيقي - من وجهة نظري - ما أصبح يفرضه واقع عمل المشرفين والمديرين والوكلاء والمرشدين..... من إهدار الساعات الطوال يومياً في إجراءات وأعمال هامشية وثانوية ليست هي مجال العمل الحقيقي لهذه الكفاءات والخبرات، وضياع أوقاتهم الثمينة في أعمال هامشية يمكن أن يقوم بها موظف إداري لا يزيد مؤهله على المرحلة الثانوية.
إنني أقترحُ إجراء دراسة ميدانية تتم فيها المقارنة بين المهام الأساس للمشرف التربوي ومدير المدرسة.. والأعمال التي يزاولونها بشكل يومي للتعرف على أبعاد المشكلة.
كما أوضح للقارئ الكريم أنني - في هذا المقال - لا ألقي باللوم على أولئك العاملين بقدر ما أطالب الوزارة بإعادة تقييم واقع العاملين في التربية والتعليم، وتوفير جميع الظروف للموظف لكي يقوم بمهامه الأساس. وختاماً فإن واقع العمل الإداري يعاني العشوائية، والازدواجية في المهام، والتداخل في الصلاحيات، وضياع للمسؤولية، فنجد موظفاً يهمل عمله ليقوم بعمله آخر، وأناس أصابتهم الأمراض من كثرة الضغوط، وآخرون يعانون السمنة لكثرة الراحة والجلوس، ويحصل الجميع على الراتب والمميزات نفسها.

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس