عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2010   رقم المشاركة : ( 28 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية الجمعة 24-4

الجزيرة :الجمعة 24 ربيع الآخر 1431هـ العدد 13707
الأسباب التي تعطل كفاءة التعليم
د. محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفوزان (*)
أريد أن أنظر حول التعليم (أن نزع سلاح التعليم أخطر من نزع السلاح التقليدي، والتربية صناعة ثقيلة تحتاج إلى كل جهود الصناعات الثقيلة بمعنى آخر أنه لو قامت أمة معادية بفرض أداء تعليمي قليل الجودة على الأمة المعتدى عليها لاعتبرنا ذلك مدعاة للحرب) ولتوضيح هذه النظرية أريد أن أقول العلم والمعرفة سلاح
يمكن استخدامه بشكل إيجابي كما نزع هذا السلاح بطريقة جديدة، أي ليس بالحرمان منه ولكن بتفريغه من داخله والإبقاء على الشكل وخلخلة المضمون إلى درجة أن يرتد إلى رقاب منشئيه ويفتك بهم وأرجو ألا أكون مبالغاً إذا ما قلت إن سلاح التعليم في عالمنا منزوع، فهناك مؤسسات نسميها مدارس وجامعات يذهب إليها أبناؤنا وبناتنا كل صباح ويعودون منها كل مساء، وهناك كتب توزع وتقرأ وقد تحفظ أيضاً لكنها لا تفي بالغرض المطلوب لأن التعليم في تصوري أصبح في الأعم والأشمل قضية تشكل أكثر من قضية جوهر وقضية مؤسسات أكثر منها قضية محتوى وأهداف واضحة المعالم ونحن حتى الآن اعتمدنا على النقل في الشؤون التربوية التعليمية دون إعمال العقل بصورة ابتكارية وأقصد بذلك أن هناك مفهومين المفهوم الأول لإعمال العقل الابتكاري من أجل التغير والتطوير، والمفهوم الثاني استعمال العقل المسلم الذي يفكر في إطار من المألوف بين الناس بحيث لا يصطدم مع العرف وان كان خاطئاً ولا يتعارض مع رأي ذاع بالغاً ما بلغ من الفساد.
إذن هناك قصور في تعليمنا لطلابنا يبدأ من التأسيس إلى التعليم الجامعي فمن أبرز هذه المظاهر مستوى تحصيل الطلاب في المستويات التعليمية المختلفة وها هو الخريج الجامعي الذي في أي تخصص يجد صعوبة في الإلمام بالقضايا العامة ويسهل كثيراً في إقناعه دون نقاش طويل من هذا المنطلق أو ذاك هو الصحيح في الحياة فيتعصب له دون نقاش ويتبعه دون تساؤل، ضيق الأفق في الشؤون العامة يرى الأمور سوداء أو بيضاء قبلياً أو وظائفياً أو قطرياً في أحسن الأحوال أما مستوى المعارف وقدرات الأداء والمهارات التي كان من الواجب عليه أن يمتلكها فهي في حدودها الدنيا سواء كانت مهارات عقلية أو مهارات يدوية، أما مستوى التحصيل هذا الذي نشكو منه هو نتيجة وليس سبباً نتيجة لاعتمادنا على النقل والاهتمام بالشكل فنحن نحرص على ما يتم تعلمه وذاك خطأ وإنما يجب أن نحرص على ما يعود إلى التعليم المستمر، يجب أن ننتقل من التركيز على السرد والتلقين إلى الفهم والتحليل وحل المشكلات والتوصل إلى استنتاجات، فالمعلومات مهما كانت قيمتها الحالية هي معلومات متغيرة متطورة وحفظها كأنها مقدسة خطأ عظيم الخيار والأسس لذلك هو وضع الأسس لتعليم مستمر لخلق مجتمع دائم التعليم وأن يستمر أبناؤنا في الإبحار في رحلة حياتهم مزودين بما تعلموه من التعليم ومن الأخطاء السائدة بين المتخصصين في التعليم، عندنا النقاش العقيم بين التخصصات العلمية والشرعية، وما اصطلح عليه في هذا الاتجاه وذلك في رأيي إحدى القضايا العالقة بسبب النقل دون تمحيص العقل والتعليم شيء والتخصص أمر لاحق للتعليم وليس سابقاً له.
وعندما نتحدث عن التعليم المستمر والتعليم من أجل الحياة وعن شعارات من هذا القبيل فإننا غالباً ما نذكر ما كنا فيه كعرب ومسلمين في صدر الإسلام العظيم من حث على التعليم والتعلم ذاك هو تراثنا الثقافي العظيم القريب إلى قلوبنا ولكن الحديث في العموميات مضر إيما ضرر في ذاك التراث العلمي في القرون الأولى أما النهضة الإسلامية العظيمة تكمن كل القيم الإيجابية، ففي القرون الأربعة الأولى من الإسلام تطور التعليم العربي الإسلامي ولم يقتصر أمره على العقدية واللغة بل تطور إلى ميادين أخرى في الفلك والرياضيات والطبيعة والكيمياء والهندسة والفلسفة وترجمت العديد من الكتب الإغريقية والفارسية والهندية إلى العربية وطورها علماء الإسلام والعرب وزادوا عليها فكانت مصدراً من مصادر التعلم في السنوات اللاحقة للقرن الرابع الهجري بدأ الانحدار وتضاءلت المدرسة العربية الإسلامية حتى أوشكت على الزوال بتقاليدها العظيمة فما السبب؟ السبب هو الركود الاقتصادي والعلمي والثقافي حسب نفسه على الوطن الإسلامي من بعد تفرقة السبل بعد أربعة قرون من التقدم والرقي وأربعة أخرى من الخلافات والمنازعات وأربعة تالية طويلة ومملة من الركود والتخلف وغطيت الثقافة العربية والتعليم والحياة الأدبية العربية فيها بغطاء كثيف من التعصب والخزعبلات، هذا في العصور المظلمة من حياة العرب والمسلمين التي تخلفنا فيها سياسياً واجتماعياً وثقافياً وعلمياً، ومن هنا تكمن جملة من المشكلات التي نواجهها في إطار التعليم والتطور اليوم وهنا تبرز عدة أسئلة منها.
فماذا نعلِّم ومن نعلِّم؟ هل نعلم من أجل الحفاظ على الوضع القائم أم نعلم من أجل مجتمع جديد؟ هل نريد أن يكون متعلمونا طبيعيين تابعين؟ أم مشاركين متعاونين أم مجتمع عاصين خارجين، هل نعلم المدينة ونترك الريف والبادية هل نعلم الطبقة الغنية ونترك الطبقة الفقيرة، أم نهتم بالجميع؟ هل نعلم المرأة، وماذا عن المعوقين جسدياً أو عقلياً وماذا عن المتفوقين؟ يعلم للأكثرية العادية أم الفئات الخاصة؟ أنهتم بتعليم الصغار فقط؟ وماذا عن الكبار؟
كلها أسئلة تكاد تكون مطروحة تقريباً في كل مطبوعة يدور محتواها حول التعليم في بلادنا العزيزة وهذا ما يهمنا أن المشكلة تكمن أن العاملين في التعليم العام والجامعي ذكوراً وإناثاً ما زالوا غير منصفين لا مادياً ولا معنوياً، فالمعلم في التعليم العام والجامعي أقل الفئات العاملة إنصافاً لذلك فإنه ليس من المستغرب أن يغادر المعلمون والأساتذة الأكفاء أعمالهم زرافات إلى أعمال أخرى ويدخل بدلاً منهم آخرون تنقصهم الكفاءة والخبرة أو ربما كفاءة أو يحالون إلى التقاعد خصوصاً الأستاذ الجامعي بعد ما بدأت خبراته ومهاراته تظهر إلى الوجود يحال إلى التقاعد.
فهذا يؤثر في كفاءة التعليم في النهاية، فطريقة العرض والتدريس واجب المعلم لها وتفانيه فيها هو المدخل الحقيقي لتعليم أفضل.
وتبرز مسألة أخرى معطلة لكفاءة هي عوامل داخلية لأنظمتنا التعليمية فهي كثير، منها على سبيل المثال لا الحصر، صناعة برامج مناهج لها علاقة مباشرة بالتنمية في بلادنا، النظرة إلى المدرسة كإحدى المؤسسات الأساسية للتطور، معظم شكوانا من المناهج الحالية خصوصاً بالتعليم العام فهي تعد الطالب للمعرفة وليست لبناء مهنة أو حرفة توصل للعمل فلو أنه لم يقبل بالتعليم الجامعي فإن شهادة إكمال الثانوية العامة تؤهل للعمل وتصبح ذات فائدة أن هذه المناهج تدور في حلقة مفرغة فيها من الثوابت أكثر من المتغيرات والحياة بطبيعتها متغيرة فمحرك التعليم في بلادنا يجب أن يكون الانتماء إلى العصر عن طريق الإشباع الذاتي للحاجات الأساسية التي أصبحت سمة عصر الجمهور الإنساني الذي تختفي فيه الجماعات الصغيرة وتحترم فيه التعددية.
فالحاجات الأساسية في إطارها المحلي والخارجي تكاد تكون معروفة فهي من شقين مادية ومعنوية أما المادية فهي الغذاء والسكن والصحة والعمل، والمعنوية فهي تحقيق الذات والمشاركة وحرية التعبير والشعور بالكرامة والاعتزاز بروح المواطنة تلك الحاجات الأساسية، حلقات متداخلة تحتاج إلى جهد إنساني صبور وطويل وهي متكاملة لا يغني بعضها عن البعض الآخر ولن تحقق كلها أو جلها في بلادنا والعالم العربي والإسلامي إلا بإعداد مواردها البشرية خير إعداد.
(*) جامعة المجمعة -كلية العلوم الإدارية والإنسانية - قسم التربية الخاصة
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس