رد: اخبار التربية الجمعة 24-4
الجزيرة :الجمعة 24 ربيع الآخر 1431هـ العدد 13707
يحذِّر منها التربويون.. والمكتبات تروِّج لها رياح (الملخصات) تتحدى سفن التعليم
تحقيق - منيف خضير:
لا تحتاج إلى قوة ملاحظة لترى تكدس تلاميذ المرحلة الثانوية في المكتبات التجارية مع كل اختبار، ولا أدري لماذا لا يلفت هذا المنظر نظر المسؤولين ليشاهدوا الحال التي وصل إليها التعليم في بلادنا؟ مذكرات وملخصات وملازم بأوراق قليلة هي كل ما يحتاج إليه التلميذ لاجتياز الاختبارات الفصلية والنهائية، ونتساءل بعد ذلك ما سر تدني مستويات التلاميذ مقارنة بغيرهم في الأقطار المجاورة؟!
نبحث عن الراحة
أحد الطلاب محمد بن نافع الشمري (في الصف الثاني الثانوي) يرى أن هذه الملخصات تريحه من عناء ملاحقة المعلمين في الكتابة اليومية، ويبرر كثرتها في المكتبات التجارية بأنها مريحة وعملية جداً؛ فهي توفر الوقت والجهد مقابل ريالات قليلة. ونفى أن تكون هذه الملخصات والمذكرات مدعاة للكسل، وأنها طريق للفشل، وقال: «بالعكس نحن في زمن توافرت فيه وسائل الراحة، وطالما أن التلميذ يجتهد ويتابع المعلم فلا أرى فيها شيئاً من الكسل».
خطر على الطالب
أما عايد عواد فقال: «أنا أختلف تماماً مع زميلي؛ فهذه الملخصات علمتنا الكسل فعلاً، وهي تساهم في كثرة الغياب؛ لأن التلميذ يعتمد على غيره، ويتكل على جهد زملائه؛ فتجد أكثر التلاميذ يركزون على التلميذ المجتهد ويأخذون ملخصاته وما كتبه طوال العام، بل يلغون عقولهم في الغالب، ويركزون على ما يركز عليه هذا التلميذ المجتهد؛ فهي سلوك غير تربوي، وأستغرب من تهاون المدارس في هذا السلوك السيئ، وأنصح لعلاج هذه الظاهرة بالجد والاجتهاد وعدم متابعة المكتبات التجارية، ومعرفة مَنْ هم المعلمون الذين يلجؤون إلى هذه الأساليب غير التربوية».
من جانبه يؤكد التلميذ مجلاد العواد (في الثالث الثانوي) أن هذه الملخصات ما هي إلا أسئلة ولكن بطريقة ملتوية «قد لا تصدقونني، ولكنها الحقيقة التي أسمعها من كثير من زملائي التلاميذ، وخصوصاً ممن يدرسون في الدروس الخصوصية».
بنك الأسئلة هو الحل
التلميذ محمد الفالح يرى أن الحل لهذه الظاهرة هو منع هذه الملخصات نهائياً ومحاسبة المكتبات التجارية التي تبيع الوهم للتلاميذ، كما أن وجود بنك أسئلة وفق قواعد علمية صحيحة كفيل بحل كثير من مشكلات تسرب الأسئلة وانتشار الملخصات التي نسمع أنها تقتصر على الأسئلة؛ فالطالب الكسول ينام طوال العام، ثم يصحو قبيل الاختبارات ويلتهم هذه الملخصات والنتيجة أنه ينجح مثله مثل المجتهد.
ويضيف الفالح قائلاً: «وتقع مسؤولية كبيرة على الإرشاد الطلابي في المدارس لتبصير التلاميذ بأساليب المذاكرة الجيدة أولاً بأول من خلال بناء خبرات تراكمية يستقيها التلميذ من أسئلة مقننة لكل درس تشكِّل في النهاية بنك أسئلة مُحْكماً لكل مادة في كل مرحلة».
المشكلة والعلاج
(الجزيرة) التقت الأستاذ سلطان بن محمد السماري (تخصص علم نفس) لمناقشة أسباب هذه الظاهرة وسبل علاجها فقال: «من الأسباب الرئيسة ضعف الكتاب المدرسي نفسه، وصعوبة مفرداته، وأملنا في المقررات الجديدة التي ستطبق العام المقبل 1432هـ بأن تراعي هذه الإشكالية وتبحث في علاجها، والمفردات لا تلامس الحالات الانفعالية والوجدانية والحياتية للتلميذ وأسرته، إضافة إلى أنه ترسخ في أذهان التلاميذ أن الكتاب صعب بالضرورة، وكذلك تدني المستوى المهني لبعض المعلمين، وقلة اهتمام إدارات المدارس بأهمية الكتاب وترغيب التلاميذ فيه من خلال توفير المكتبات المدرسية وتشجيع التلميذ على القراءة، إضافة إلى أن الشاب في مرحلة المراهقة يستقي معلوماته من وسائل التكنولوجيا الحديثة كالإنترنت وغيرها، بما توفره من خدمات تفاعلية مشوقة تزوده بالصوت والصورة؛ فتشكل لديه فكرة أن تلقي المعلومة وجدانياً بالتفاعل؛ حيث يتأثر ويؤثر بالمعلومة على عكس الكتاب بشكله الحالي، كل هذا وغيره من أسباب بعضها يعود إلى أمور خارج أسوار المدارس، دعا الطالب إلى اقتناء هذه الملخصات أو المذكرات لعله يجد فيها ضالته».
أما عن علاج هذه الظاهرة فأضاف السماري قائلاً: «نقترح أولاً ربط التلميذ بالكتاب المدرسي وترغيبه فيه؛ حيث يكتشف التلميذ المعلومة من خلال الكتاب بطرق تختلف عن طريقة السؤال والجواب، كأن تكون - مثلاً - الكتب مصممة بطريقة الألعاب الفكرية المتوافقة مع المرحلة العمرية للتلميذ، وثانياً ترسيخ مفهوم الحماية الفكرية لمؤلفي الكتب لدى الناشئة، ومنع تداول مثل هذه الملخصات في المكتبات القرطاسية وفقاً لهذا المفهوم، وثالثاً على المعلمين التقيد بالمقررات الدراسية كما وضعها التربويون، وعدم اللجوء إلى تقليص المادة العلمية؛ فالمعلم يعول عليه المجتمع بزيادة الثروة العلمية واللغوية لدى تلاميذه وليس تقليصها
|