عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2010   رقم المشاركة : ( 33 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الاحد 26-4-1431هـ

الوطن :الأحد 26 ربيع الآخر 1431هـ العدد 3481
على المعلم الابتعاد عن أسباب الإحباط والنظر بتفاؤل
يتردد سؤال كبير في أوساط التربويين من مسؤولين ومشرفين ومعلمين، وهذا السؤال كبير لأنه وفي كل مرة تأتي الإجابة عنه جديدة متغيرة متكررة.. والسؤال، هو: لماذا يُحبَط المعلمون؟
هذا السؤال حين يُلقى، فإننا نلاحظ أنه قد أُلقي بصيغة الفعل المبني للمجهول.. وما أكثر ما نُعبِّر عن كثير من مشكلاتنا بالفعل المبني للمجهول! وإن كان المعلم يُحبَط! فمن أين يأتيه الإحباط؟ في ظني أن الإحباط يأتي من جهات ثلاث.. هي الميدان التربوي، والمجتمع، والمعلم نفسه.. فالميدان التربوي وتمثله الوزارة بوكالاتها وإداراتها ومكاتب التربية والتعليم التابعة لها، وما يَصدر من هذه الجهات الرسمية من تعميمات كثيرة، وتعليمات متعددة.. فالميدان التربوي ميدان متطور متجدد. فمع اجتماع كل لجنة.. ومع لقاء كل فريق .. تنهمر معلومات جديدة، وتَردُ توصيات حديثة؛ لِتَصُب في الميدان الذي يعمل فيه المعلم.. وما على المعلم إلَّا أن يتلقف تلك المعلومات وتلك التوصيات؛ لينفذها بعد أن يخضع لدورات قصيرة، أو لقاءات متقطعة، أو مشاغل مضغوطة .. ينطلق بعدها المعلم إلى طلابه لكي ينقل لهم ما قد عَرف بعضه، وأنكر بعض دون أن يكون له أيُّ رأي فيما صَدر، وقُرِّر! ناهيك عن إحساس المعلم الدائم بكثرة الأعباء المُلقاة على كاهله إلى جانب ذلك النِّصاب الثقيل الذي يئن المعلم تحت أثقال حِصصه مع ما يشغل تفكيره من قضايا المستويات والدرجات وضياع الحقوق عبر السنين!!وبالانتقال إلى الجهة الثانية، وهي جهة المجتمع التي يمثلها الطالب، وولي الأمر، وكثير من أفراد المجتمع ومؤسساته الرسمية والخاصة.. فكثير من الطلاب اليوم يُشكِّلون ضغطا على المعلمين بتكاسلهم، وابتعادهم الكبير عن التمسك بالقيم والأخلاق مما يجعل بعضهم يُنفِّذ تفكيره المنحرف بالاعتداء على المعلم سواء أكان الاعتداء لفظيًّا أو جسديًّا! وهو ما يدعمه موقف كثير من أولياء الأمور المتشاغلين عن تربية أبنائهم، وهم المُعِينون لهم بإهمالهم بل والوقوف معهم بكل جَلافة في وجوه المعلمين عند أصغرالأخطاء، وأقل الهفوات، والتشهير بهم عبر أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حتى لا تكاد تخلو مادة إعلامية من خبر عن المعلمين.. وصار المعلمون بقضاياهم ومشكلاتهم موضوعات لكثير من مقالات الكُتَّاب والكاتبات.. وباتت صور إيذائهم برامج تلفازية تُعرض في الصباح أو المساء يَلُفُّها صمتٌ مُطبِق من كثير من القائمين على أمور المعلمين.. ويُحيط بها جفاء من كثير من المؤسسات الحكومية سواء أكانت صِحية أو اجتماعية!وبالوصول إلى الجهة الثالثة والأخيرة، وهي المعلم نفسه، فالمعلم قد يُحبِط نفسه بإهماله لتطويرها، وتغييب قُدراتها، وإشغاله لها بالانسياق خلف شعارات مُغرضة تدعو إلى انحراف الأفكار.. أو إقناعها بكلمات مُحطِّمة أُلقيت على عواهنها تُسيء إلى واقع التعليم. فصارت تلك الشعارات وتلك الكلمات مع مرور الوقت، وكثرة تكرارها قناعات لدى كثير من المعلمين، فهم يرون أنَّ حال التعليم سيئة.. أو يظنون بأن التعليم مُختطف من تيار ما! وهذا كلام لا يَجُرُّ إلا النوائب والرزايا، فكيف يكون المعلم التربوي في الميدان وعنده أفكار من هذه، أو قناعات من تلك؟! وهو الذي أحبط نفسه بترديد مثل هذه العبارات، أو بارتكابه أخطاء فادحة في حقِّ نفسه بتنازله عن أبسط مقومات القدوة الحسنة.. أو بإضراره بطلابه حين تخلى عن إحساسه بمسؤوليته نحوهم، فنسي السعي من أجل إصلاحهم ونَفْعهم، وإضاءة قلوبهم وعقولهم بِحُب العلم وعِشق القِيم!والمعلم الطموح الذي يرى أنَّ حُبَّ العمل.. يُعطي الأمل هو المعلم الذي يرى في أسوار المدرسة إطارات المستقبل.. فلا يُلون المستقبل بالألوان القاتمة الكئيبة المُشْبعة بالتشاؤم واليأس.. بل يرسم المستقبل بريَش التفاؤل والرجاء، ويُلونه بألوان العطاء والرخاء.. يسعى إلى تطوير نفسه، ولا يَضِن بأي فِكْر بَناء، وتجديد مُثمر.. وينفر من كل كلام بائس، أو قول يائس.. جاعلًا هَمَّه نَفع الطالب وتهيئته.. والتطلع إلى رِفعة الوطن وتنميته.. وعدم الاستماع إلى المُثبِّطين المُتخاذلين.. والسَّير في رَكْب الطامحين المُتفائلين.
ماجد محمد الوبيران ـ خميس مشيط
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس